ليس الإحياء بالحلاوة

ليس الإحياء بالحلاوة!

ليس الإحياء بالحلاوة!

 العرب اليوم -

ليس الإحياء بالحلاوة

بقلم : محمد أمين

يحتفل المسلمون فى العالم بذكرى المولد النبوى الشريف، بتذكر الدروس والعبر من مولده الشريف، وليس بأكل الحلاوة الحمصية والسمسمية وعروسة المولد والجمل، وأكل البط والوز.. فالأصل أن نتدبر أخلاق الرسول، فقد ذكر الرسول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. وكما قال هو نفسه «أدبنى ربى فأحسن تأديبى».. وقالت عنه أم المؤمنين عائشة بنت الصديق «كان خلقه القرآن» وكان قرآنا يمشى على الأرض!.

وببعثته ورسالته ودعوته انقشعت الظلمات وتبدلت الأرض غير الأرض والناس كذلك، فانتشر العدل بعد طول سيطرة للظلم، وعمَّ الإحسان بعد طول كراهية وجفاء، وانمحت ظلمات غشيت العقول وأعمت البصائر والأبصار!.

فذكرى المولد النبوى ليست مجرد مناسبة لمولد (إنسان عظيم) فحسب، بل إنها ذكرى (مولد أمة)، فبولادته، عليه الصلاة والسلام، ولدت أمة العرب من جديد.. لقد كَرّمَ البارى عزّ وَجَلّ نبيه المصطفى محمدا، صلى الله عليه وسلم، فجعله سيد ولد آدم ولا فخر، وجعل مولده نورا وبركة اهتز له عرش كسرى، وانطفأت به نار فارس بعد أن ظلت مشتعلة ألف عام!.

كانت ولادته، صلى الله عليه وسلم، نقطة تحول فى تاريخ البشرية، التى كانت قبل بعثته تعيش عصرا من الظلام، تسوده كل صنوف الزيغ وتتخبط فى كل أنواع الضلالات، وكان الناس فى الجاهلية يتقاتلون لأتفه الأسباب، ويتخذون من الغارات مصدرا للارتزاق ويئدون البنات مخافة الإملاق ويعبدون الأصنام، فاستطاع، صلى الله عليه وسلم، أن يؤلف القلوب وينير الأبصار وينقى العقول ويشحذ العزائم، وصدق الله تعالى إذ قال: «واَذْكُرُوْا نِعْمَةَ اَللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْدَاءً فَألّفَ بَيْنَ قُلوُبِكُمْ فَأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوْاناً»!.

وجعل الله منه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.. وهكذا كان نورا يحمل النور إلى أمة من نور، فالرسول نور والرسالة نور والأمة نور.. فتحولت الدنيا من الظلمات إلى النور، «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين».. والعبرة والعظة هنا أن الرسول نور والكتاب نور والأمة نور.. والاحتفال به يكون فى غاية النور وليس بالعروسة والجمل والحلاوة الحمصية والسمسمية!.

وبالمناسبة فقد أضفت مصر على الاحتفالات الإسلامية من روحها أشياء كثيرة فلم يكن العرب يعرفون مولد النبى، ولا يحتفلون به بالحلاوة كما نفعل، ولا يتفننون فى صناعتها كما نفعل، وللأسف فقد أصبحت الحلاوة غالية جدا على الفئة الفقيرة التى تعطى للاحتفال طعما آخر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس الإحياء بالحلاوة ليس الإحياء بالحلاوة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab