دبلوماسية المناخ للتشاور

دبلوماسية المناخ للتشاور

دبلوماسية المناخ للتشاور

 العرب اليوم -

دبلوماسية المناخ للتشاور

بقلم - أمينة خيري

 

بدأ العد التنازلي لمؤتمر الأمم المتحدة السنوي الـ 28 لتغير المناخ «كوب 28» الذي سينعقد في الإمارات في ظروف إقليمية ودولية مشحونة ومرتبكة.

الحرب الدائرة في غزة، وحالة الاستنفار السياسية والأمنية والدبلوماسية المسيطرة على العالم، والمنطقة في القلب منه، ستلقي بظلالها على الملتقى المناخي الأهم في العالم. وأرى في هذه الظلال فرصة لإحداث تغيير ما إيجابي في هذا الصراع الدامي. هذا التغيير وارد، لا من الباب المباشر للقمم السياسية أو الأمنية على أهميتها، ولكن من بوابة الحق الذي ينبغي أن يجمع الجميع في كوكب آمن.

المؤكد والمفهوم والمنطقي أن حلم الكوكب الآمن لم ولن يتحقق في مؤتمر أو قمة، لكن معايير الأمن المناخي والسلامة البيئية التي يطمح إليها الجميع تقف على طرف نقيض مما يجري الآن. ولكن من بوابة أكبر وأوسع ألا وهي حق الجميع.

وإذا كان الجميع يعي تماماً أن تغير المناخ الذي بدأ قبل عقود لم يعد يهدد، بل ينال فعلياً من حزمة حقوق الإنسان، بدءاً بالحق في الحياة والمياه والغذاء وخدمات الصرف الصحي، ومروراً بالحق في الصحة والسكن، وانتهاء بالحق في الثقافة والتنمية وتقرير المصير.

جزء من مصير الكوكب يكمن فيما عبر عنه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام بقوله إن (كوب 28) «المكان المناسب لسد فجوة طموح المناخ بشكل عاجل». الغاية نفسها عبر عنها مسؤول المناخ في الاتحاد الأوروبي فوبكه هوكسترا الذي حذر قبل أيام من أن «الحاجة إلى اتفاق عاجل لمعالجة الاحتباس الحراري أعلى من أي وقت مضى»، مشيراً كذلك إلى أن هذه الحاجة الملحة لم تكن أكثر صعوبة من أي وقت مضى، حيث الخلفية الجيوسياسية تعقد فرص التعاون الدولي.

التعاون الدولي لم يكن يوماً أهم وأكثر إلحاحاً مما هو عليه الآن، وما يجري في غزة، والوضع الإقليمي، وإصرار البعض على إبقاء المنطقة في خانة الحرب المستمرة والقلق الدائم وعدم القدرة على التخطيط لغد أفضل ومستقبل قادر على المنافسة. وإذا كانت الصراعات والحروب تدمر أماكن دون أخرى، وتلحق أضراراً بشرية ومادية في دول بعينها، فإن تغير المناخ وما يتسبب فيه من كوارث وأزمات لا يفرق بين دولة مظلومة وأخرى ظالمة. َ

ويخطئ من يظن أن الظلم في هذا العالم يقتصر على الجوانب الكلاسيكية من سياسة واقتصاد وأمن وغيرها، لكنه يمتد إلى المناخ وتغيره والبيئة وآثارها المدمرة التي تهدد مليارات البشر.

الظلم البيئي والمناخي الذي يتجسد حولنا ليس أقل فداحة من الظلم الكلاسيكي، بل أكثر قسوة وغلظة. وهل هناك غلظة أكثر من أن أكبر المساهمين في تغير المناخ ليسوا الأكثر تضرراً منه؟ وأن الأكثر تضرراً منه هم الأقل مساهمة في تسببه؟ وأن الدول النامية هي الأكثر تكبداً للكلفة والخسائر؟

خسارة الدول الأقل نمواً جراء تغير المناخ فادحة، ويفاقمها الفقر حيث 75 في المئة من الأشخاص في هذه الدول يعيشون على الزراعة، وهو القطاع الأكثر تأثراً بجنون المناخ وتغيره. كما أن هذه الدول هي الأكثر عرضة للنزاعات والصراعات، لا لأسباب سياسية فقط، ولكن بسبب النزاع على الموارد. هذا بدوره يؤدي إلى تصاعد موجات النزوح والهجرة، لا سيما غير الشرعية والتي باتت صداعاً في رؤوس الدول الغنية.

إذا كان هذا هو حال تغير المناخ وأزمات البيئة المتواترة قبل إضافة صراع جديد (أو فلنقل تجدد صراع قديم) إلى المشهد، فما بالك في ضوء حرب ضروس كتلك الدائرة في غزة؟

مصلحة الجميع تحتم أن يحظى «كوب 28» بكل الدعم والاهتمام، لا سيما وأنه لم يعد فقط قمة المناخ العالمية الأهم، بل يمثل فرصة ذهبية لتحقيق ما تعذر تحقيقه في سلسلة القمم السياسية الطارئة الماضية.

«كوب 28» فرصة للعالم لأن يثبت لنفسه أنه قادر على الارتكان إلى الدبلوماسية -دبلوماسية المناخ- في زمن الصراع.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية المناخ للتشاور دبلوماسية المناخ للتشاور



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab