عصر البروباجاندا العميقة

عصر البروباجاندا العميقة

عصر البروباجاندا العميقة

 العرب اليوم -

عصر البروباجاندا العميقة

بقلم - أمينة خيري

البروباجاندا جزء لا يتجزأ مما نتلقاه من معلومات وترفيه. هي متغلغلة في فيلم مبهر، وفى نشرة أخبار نظنها موضوعية وحيادية، لكنها في حقيقة الأمر موضوعية وحيادية بالقدر الذي تسمح به سياسة دولتها ومصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية. والبروباجاندا ليست مجرد دعاية أو كذب أو تغييب للعقول، لكنها- حين تنفذ بحنكة- تحوى معلومات بعينها دون غيرها، وأفكارًا مدروسة ذات غايات محددة، وترجح كفة أيديولوجيات سياسية أو دينية بغرض التأثير على المتلقى أو كسب تأييده، بالإضافة إلى إحباط الخصوم. ويعتقد البعض أن البروباجاندا كأداة تقتصر على أنظمة دون أخرى، لكن هذه ليست حقيقة. ولمَن لا يدرك، فإن أقوى أنواع البروباجاندا هي تلك التي أتاحها ملوك الثورة الرقمية في أيادى الشعوب والمسماة الـ«سوشيال ميديا».

وما نحن غارقون فيه من «منقوووول» و«شير» لكم مذهل من المحتوى مجهول النسب يؤكد أننا نعيش في عصر البروباجاندا العميقة، جنبًا إلى جنب مع عصر التزييف العميق. والخبر المزيف الذي يستقر رغمًا عن حضرتك في صفحتك على «فيسبوك» أو «تويتر»، والفيديو المفبرك الذي يُجبرك على مشاهدته على «إنستجرام» وغيرها الملايين من مكونات المحتوى الرقمى وصلت إلى درجة من اختلاط الحقيقى مع الزائف مع نصف الحقيقى مع الخيالى مع القديم المعروض باعتباره قديمًا، فباتت مليارات المستخدمين مشبعة بثقافة ومعلومات عامة وأفكار وآراء أقل ما يمكن أن تُوصف به هو «البزرميط». لماذا؟.

خذ عندك على سبيل المثال لا الحصر عزيزى القارئ المحتوى الرقمى الهائل والخاص بحرب غزة، والذى يُعتبر نموذجًا مثاليًّا لقدرة الأثير على زرع بروباجاندا مجهولة النسب في الأدمغة. بيننا كثيرون ممن ترِد إليهم فيديوهات وأخبار لا أصل لها من الصحة، يطالعونها، يصدقونها، يتشاركونها ويسهمون بدون أن يعلموا في تضخيم البالون المعرفى الافتراضى القائم على البروباجاندا. فرق كبير بين جهود الإبقاء على الروح المعنوية للشعوب التي تمر بمحن الكوارث والأزمات مرتفعة، وبين إغراقها في كذب وتضليل، ولو كان ذلك بحسن نية. بث أخبار وفيديوهات وصور لم تحدث أو حدثت في صراعات سابقة أمور تدور رحاها على أثير الـ«سوشيال ميديا». وهناك مَن يقوم بذلك من قِبَل «العدو» أيضًا، فالانتصار والهزيمة لا يتحققان في ساحة المعركة فقط، بل يتحققان كذلك على أثير الإنترنت. ومَن يُرِد الانتصار في المعركة- أي معركة- فعليه ألّا يبتلع طُعم الفبركة. عليه أن يعطى نفسه دقيقة أو دقيقتين للتحقق مما قرأ أو شاهد قبل أن يبادر بالدق على الـ«شير»، ففى الـ«شير» سم قاتل. جزء كبير من حربنا الحالية هو حرب معلومات، والبروباجاندا في القلب منها. ويكفى التعتيم المفروض على غزة، والذى يحرمنا من معرفة حقيقة ما يجرى، باستثناء عداد الشهداء والمصابين وفوادح الحياة اليومية. رجاء، فكِّر قبل الـ«شير». جميعنا نحلم بالانتصار، لكن شير البروباجاندا القادمة من كل صوب لن يحققه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصر البروباجاندا العميقة عصر البروباجاندا العميقة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab