نفسيتنا وماذا عنهم

نفسيتنا؟ وماذا عنهم؟

نفسيتنا؟ وماذا عنهم؟

 العرب اليوم -

نفسيتنا وماذا عنهم

بقلم - أمينة خيري

يجد كثيرون صعوبة بالغة هذه الآونة فى التركيز فى عملهم أو دراستهم أو حتى لحظات الترفيه. الذهن مشتت دائمًا. حتى لو لم تكن الشاشات مفتوحة والأخبار تتوالى بالصوت والصورة، وحتى لو تمكن الشخص من إلزام نفسه بالاكتفاء بساعة أو ساعتين من مشاهدة مجريات حرب القطاع، فإنها كفيلة بمنعه من التركيز على ما يقوم به، ولو كان ترفيهيًا.

مشهد واحد لطفل يتألم أو يبكى أو يجلس وسط حطام غير مدرك أو غير مصدق لما يجرى حوله كفيل بأن يشتت الانتباه بعيدًا عن أى عمل أو دراسة، فما بالك بملايين الأطفال على مدار الساعة، لا متألمة أو باكية أو تجلس وسط الركام فقط، بل يجرى قتلها على مدار الساعة؟!. نتابع هذه المشاهد المريعة، والجميع- حتى إن لم يجاهر بذلك- يحاول تخيل حياة أهل غزة.

كيف يمضون ساعات الاستيقاظ، وكيف ينامون ليلًا فى ظلام دامس وأصوات القصف تحيطهم من كل جانب؟ وكيف يخلد أحدهم للنوم وهو يعلم أنه ليس فقط قد يستيقظ ملتاعًا على صوت قصف فى البيت المجاور أو خارج المأوى الذى لجأ إليه، بل قد لا يستيقظ من الأصل. وربما يستيقظ وسط ركام وظلام دامس وهو لا يعلم ماذا حل بأبنائه أو بأمه أو بأبيه؟!.

المؤكد أن جميعنا يضع نفسه فى مكان هؤلاء المدنيين الذين يسددون فواتير باهظة جدًا تفوق طاقة البشر. والمؤكد أيضًا أن كثيرين منا يشعر بالذنب لمجرد أنه يأكل أو يشرب أو يفتح الصنبور فينزل ماء صالح للشرب، أو لأنه يملك من الرفاهية التى تسمح له أن يتصل بأحدهم فى الهاتف، أو يحتضن أبناءه ليلًا قبل أن يخلدوا إلى النوم. تبدو الكلمات مبالغة فى التهويل، لكنها فى الحقيقة إفراطٌ فى التهوين.

هذا ما يجرى لنا، وهذا ما سيترك فى الكثيرين منا ندوبًا نفسية وجروحًا يصعب أن نتخطاها. فماذا عن هؤلاء المدنيين من أهل غزة الذى يكابدون كل ذلك على مدار ساعات اليوم الـ24؟ وماذا عن هذه الأجيال الصغيرة التى تعرضت لكم من الخراب النفسى والدمار العقلى يفوق ما يمكن أن يتصوره أحد؟.. أستخدم الفعل الماضى «تعرضت» على اعتبار ما سوف يكون، وأن آلة القتل والدكّ المجنونة الدائرة رحاها ستتوقف، أو على الأقل تخفت قليلًا.

ما الذى سيحدث حين يتمكن هؤلاء الصغار من التقاط الأنفاس؟. أعلم أن كلامًا شبيهًا قيل أثناء الحرب السورية، وأثناء حروب العراق، وأثناء الصراع فى اليمن وكذلك ليبيا، وبكل تأكيد السودان الآن.. ولكن ما يعيشه مدنيو غزة، لا سيما الصغار، أمر يفوق الخيال. الغريب أننا نبحث عن طرق ونصائح تخفف عنا آثار ما يحدث نتيجة المشاهدة.

ننصح بعضنا بترشيد ساعات المتابعة، والخروج إلى الهواء الطلق، وممارسة رياضة المشى أو الركض، أملًا فى مداواة نفسية مما نتعرض له بالعين والقلب. فماذا عمن يعيش فيما تؤلمنا مشاهدته؟!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفسيتنا وماذا عنهم نفسيتنا وماذا عنهم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان
 العرب اليوم - ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 08:51 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى

GMT 08:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يفتح خزائن أسراره حول نشأته والشهرة والمال

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل

GMT 13:16 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

الحوثيون يرفضون الاعتراف بالعقوبات بعد تصنيفهم إرهابيين

GMT 12:43 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

كاتي بيري تنجو من تشويه وجهها بالنار بسبب معجبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab