الزى المدرسى و«نور» النقاب

الزى المدرسى و«نور» النقاب

الزى المدرسى و«نور» النقاب

 العرب اليوم -

الزى المدرسى و«نور» النقاب

بقلم - أمينة خيري

حتى عقود قليلة مضت، كان هناك ما يعرف بـ«الزى المدرسى» الصارم والحاسم فى مصر. وسواء كانت مدارس خاصة أو حكومية، كان الطلاب والطالبات مجبرين على الالتزام بزى يتم تحديده من قبل المدارس أو الإدارات التعليمية أو كلتيهما. تدريجيًا، بات الزى المدرسى فى خبر كان، باستثناء المدارس الخاصة. صحيح أن جزءًا غير قليل منها تحول إلى تجارة، حيث إجبار أولياء الأمور على شراء الزى من أماكن بعينها تبيعه بأسعار مبالغ فيها، أو تغيير الزى من عام لآخر بهدف جنى المزيد من الأرباح، ولا سيما أن المصانع والمحال صاحبة الحق الحصرى فى بيع الزى عادة تكون متصلة بالمدرسة بشكل أو بآخر، إلا أن الزى المدرسى والالتزام به من قبل الجميع دون تفرقة فى صميم العملية التربوية.

العديد من دول العالم المتقدمة والنامية وما بينهما، الديمقراطية والديكتاتورية وما بينهما، الغنية والفقيرة وما بينهما، تتعامل مع الزى المدرسى التعامل نفسه الذى تتعامل به مع المناهج والامتحانات. خبراء التربية يقولون إن الزى المدرسى يلعب دورًا رئيسيًا فى تعزيز فخر من يرتديه بمدرسته وانتمائه لها، بالإضافة لتعزيز الانتماء للكيان الطلابى الكبير. والزى المدرسى من عوامل الصحة النفسية للطلاب، ومن شأنه أن يزيل الضغوط الإضافية، مثل المادية والاجتماعية التى تنتج عن التخلى عن الالتزام بزى محدد للجميع.

ظهرت «موضة» قبل سنوات تقف على طرفى نقيض. النقيض الأول مفاده أن الزى المدرسى تقييد للحريات، ويزرع فى نفوس الطلاب الروح الانهزامية التى تسلم وتستسلم للقرارات الفوقية وتحرمهم من حق الاعتراض والاحتجاج، بل الثورة إن لزم الأمر. أما النقيض الثانى فيقول معتنقوه إن الزى المدرسى تحميلٌ لأولياء الأمور بما لا طاقة لهم به. والحقيقة أن النقيضين لا حجة فيهما أو منطق. التعبير عن الرأى مطلوب، ولكن من السفه اعتبار تقييد رغبة الطالب فى عدم احترام القواعد التى تطبق على الجميع دون تفرقة كبتًا لحريته وسلبًا لحقه فى الاحتجاج. هو شكل من أشكال النزق الفكرى. والقول بأن إلزام الطلاب بزى موحد تحميل مادى إضافى للفقراء يشير إلى فهم «بالمقلوب» للفكرة من الزى، حيث الزى يساوى بين الجميع، ويغلق أبواب المنافسة بين الطلاب والحاجة إلى دولاب عامر بالملابس صباح كل يوم.

أتذكر مظهر الطلاب والطالبات وهم ذاهبون أو عائدون من مدارسهم الحكومية والخاصة قبل ثلاثة أو أربعة عقود، وينتابنى شعور بأن البلد غير البلد، والطلاب غير الطلاب، والحال غير الحال. يهمس فى أذنى أحدهم بأن «حضور الطلاب» لم يعد ضرورة قصوى فى العديد من المدارس، فأعود إلى أرض الواقع وأعى أن الزمن بالفعل غير الزمن، ويكفى أنه قبل أربعة أو ثلاثة عقود لم نسمع عمن تغطى وجهها لزوم الذهاب إلى المدرسة. عمومًا، للنقاب فى المدارس «حزب نور» يحميه ويدعمه ويعمل على نشره وترسيخه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزى المدرسى و«نور» النقاب الزى المدرسى و«نور» النقاب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab