الإعجاب بالمراهقة

الإعجاب بالمراهقة

الإعجاب بالمراهقة

 العرب اليوم -

الإعجاب بالمراهقة

بقلم - أمينة خيري

المراهقة أجمل مراحل العمر وأكثرها إمتاعًا. صحيح أنها تسبب للمحيطين بالمراهق الكثير من القلق، حيث حتمية التعامل مع شطحاته ونطحاته، والتى يعلم الجميع أنه لا يمكن إيقافها، نظرًا لأنها طبيعة المرحلة العمرية، لكنها تظل ممتعة. إنها تلك اللحظات التى نحملها معنا فى مراحل العمر التالية حين نكبر «ونتهد»، نحكى عنها مفاخرين ومزهوين بما كنا نقترفه من أفعال تخلو من المنطق وبدون أدنى حسابات للأمن والسلامة، أو المنطق والعقلانية. نقر ونعترف حين نكبر بأننا كنا نتصرف بأنانية ظنًا منا أنها حريتنا الشخصية، أنا حر أشعل نارًا فى غرفتى، أليست غرفتى؟، أنا حر لا ألتفت لدروسى وأزوغ وأذهب فى رحلات بدلًا من المدرسة، أليست حياتى؟، أنا حر أدخن سجائر وأتعاطى مخدرات، أليس جسدى؟، أنا حر أصادق خارجين على القانون أو فاقدين البوصلة فى حياتهم، أليس قرارى؟. وغالبًا يحمل المراهق وسط هذه التصرفات قدرًا غير قليل من الصوابية والوازع الأخلاقى (من وجهة نظره)، فهو كثيرًا ما يقول: يا سلام لو يتم تقسيم خيرات الدنيا على الجميع، فيتم القضاء على الفقر والعوز، ويا سلام لو يتم نزع كل الأسلحة، فتنتهى الحروب ويعيش الجميع فى سلام، ويا سلام لو تتوقف كل المصانع والشركات الملوثة للبيئة والملحقة الضرر بالكوكب عن عملها ونعود للعيش على أقل القليل فى الطبيعة، سيتم إنقاذ الكوكب ويحيا الجميع سعيدًا هانئًا. إنها مثالية المراهقة بشكلها الخام، والتى يتم صقلها بمرور السنوات والعقود، فتتحول دفة التفكير والمنطق صوب الواقع أكثر.

متعة المراهقة، وانطلاقه وحماسه، وقيمه الأفلاطونية المحلقة فى سماء الخيال، وحديته الشديدة، وانفراده برأيه، معتبرًا إياه قدس الأقداس، وعناده المتطرف فى الخير والشر على حد سواء جميعها جزء لا يتجزأ من طبيعة المرحلة السنية. لكن أن تبقى هذه المرحلة السنية حتى يشيب المراهق ويصبح مسؤولًا عن أسرة، أو ذا منصب فى بلده، أو صاحب حيثية فى مجتمعه، فهذا مكمن الخطورة. المراهقة مرحلة خطرة، لكنها أيضًا مرحلة لا بد منها فى سبيل اكتمال البلوغ والنضج، لكن أن تستمر المرحلة إلى ما لا نهاية، فإن ذلك أشبه بقرار الانتحار غير المكتوب. الأخطر من ذلك أن يحظى المراهق المتقدم فى العمر بشعبية وتهليل وإعجاب ممن حوله، وهذا متوقع، فالبعض منا يميل إلى الإعجاب بالأفكار الجريئة، حتى لو كانت خالية من المنطق، والانجذاب للأعمال والأقوال الزاعقة المفعمة بالصوت العالى الملىء بالحماسة حتى وإن كانت خيالية تمامًا. إنها طبيعة بشرية، تمامًا كتلك التى تجعلنا نذهب عن فيلم أكشن أو إثارة نعرف تمامًا أنه لا يمت للواقع بصلة، وندفع أموالًا لنشاهده. غاية القول أن المراهقة مرحلة عمرية بحلوها ومرها، نمر بها جميعًا، ويتحتم علينا التعامل معها ومع من يمر بها من حولنا، لكن أن يدفع البعض لتسليم أمور إدارة مجتمعه لمراهق أو جماعة من المراهقين، فهذا انتحار جماعى

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعجاب بالمراهقة الإعجاب بالمراهقة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab