حساب الكلمات وموضع الخلل

حساب الكلمات وموضع الخلل

حساب الكلمات وموضع الخلل

 العرب اليوم -

حساب الكلمات وموضع الخلل

بقلم : أمينة خيري

ماذا يحدث حين يستمر السكوت على احتكار الدين، وتحويل البشر إلى قديسين، واعتناق ثقافة وتقديمها للبسطاء باعتبارها صميم العقيدة، والإغراق فى خرافات تمضى بالملايين نحو الهاوية؟، وماذا يحدث حين يتم اكتشاف موضع الخلل المتسبب فى تغييب الناس ومصدر الفيروس الآخذ فى الانتشار غير عابئ بلقاح أو علاج، ورغم ذلك يتم تركه يتغول ويتوغل فى العقل الجمعى؟.

يحدث ما نحن فيه الآن. وما نحن فيه الآن لا يقتصر على كلمة قالها فلان أو رأى عبر عنه علان، لكنه التوجه العام المهيمن على خطاب ثقافى من جهة، والسكوت المشوب بالمباركة على إحكام قبضة التحلل على القلوب مع الإبقاء على العقول فى وضعية التعطل. وسأكتفى فى هذا الصدد بمقاطع مما وصلنى من رسالة القارئ العزيز، الأستاذ فرج حنا.

«لست غاضبًا. ما يعترينى هو رثاء لمَن لا يُقيمون وزنًا للكلمات، التى لا تعكس ثقل عراقة مصر وتاريخها. تأملت فى كلمات الشيخ التى ذاعت أرجاء مصر. هناك جس منظم لنبض الشارع المصرى ورد فعل الدولة حتى نتقدم إلى الوراء. هل كانت كلمات الشيخ ردًّا على سؤال؟، تفسيرًا لمعنى؟، هل هذه تعكس السماحة التى طالب بها الرئيس السيسى، والتى يطالب بها دائمًا؟.

هل يتساوى غث الكلمات مع سمينها فى دولة يجتهد رئيسها ليلًا نهارًا للنهوض بها؟، هل نُقيم وزنًا حقًّا لحضارتنا وعمرها آلاف الأعوام ونراعى الأخوة فى وطن يحتفى بتماثيل ملوك القدماء وآثارهم فى متاحف عظيمة تحكى مسيرة أجدادنا جميعًا؟، هل يرسل البعض رسائل إلى الرئيس مفادها أن السماحة لا مكان لها؟، هل خلَت مصر من مشاكل التعليم والصحة والإنتاج والاقتصاد لتكون كلمات غير محسوبة هى الشغل الشاغل؟، هل الديانات المختلفة هى مصدر مشاكل مصر من فقر وجهل ومرض وقذف القطارات بالطوب وتخريب المنشآت والعنف ضد المرأة والتحرش الذى يهدد السياحة رغم كل الجهود المبذولة؟.

هل مَن يطلقون الكلمات يتفكرون فيها قبل إطلاقها؟، هل يُولون الجهود التى تبذلها الدولة فى الفترة الحرجة التى يمر بها العالم نفس التفكير والاهتمام؟، هل مَن يطلق هذه الكلمات يشعر بما يمر به رجل الشارع من ضائقة اقتصادية، ويجد أن الوقت مناسب ليستثيره فى أمور أخرى من شأنها أن تشعل نيرانًا؟، هل يدرك أن غير المسلمين لهم أيضًا مشاعر؟، وهل قانون ازدراء الأديان يصب فى اتجاه واحد؟، وهل ما يُثار من كلمات تفيد سمعة مصر عالميًّا؟.

مصر تستحق نهضة مشابهة لتلك الحادثة فى البنية التحتية، ولكن لضمير الشيخ والشارع. هل نحتاج مصر منتعشة اقتصاديًّا فيها من السياحة والغذاء والطب والتكنولوجيا والبطولات الرياضية وما يستحق «نوبل» فى الآداب والعلوم والاقتصاد والفنون، أم نحتاج بطولات فى التحرش والتدمير الذاتى والاستقواء على الآخر؟. وأضم صوتى إلى صوت القارئ العزيز، وأسأل: ما مواصفات مصر التى نبتغيها؟.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حساب الكلمات وموضع الخلل حساب الكلمات وموضع الخلل



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:43 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
 العرب اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 00:23 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 العرب اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 20:22 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الرئيس الفلسطيني يتوجه إلى مدريد في زيارة رسمية
 العرب اليوم - الرئيس الفلسطيني يتوجه إلى مدريد في زيارة رسمية

GMT 19:41 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

إطلاق نار بمحيط إقامة دونالد ترامب

GMT 02:19 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

حالة طوارئ في جنوب ليبيا بسبب السيول

GMT 17:46 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن في القدس

GMT 04:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سماع صوت انفجار بمحيط مخيم العين غربي مدينة نابلس

GMT 17:24 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

قصف إسرائيلي عنيف على بلدة عيتا الشعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab