لله وللوطن وللجمهور

لله وللوطن وللجمهور

لله وللوطن وللجمهور

 العرب اليوم -

لله وللوطن وللجمهور

بقلم : أمينة خيري

منظومة «الجمهور عايز كده» من أكثر المنظومات من حيث الراحة والاستراحة والإراحة. قدم فنا هابطا، وأفسِد الذوق العام لدرجة إفساد مخارج الألفاظ عبر شخصيات درامية أيقونية تستحل جيب المشاهد والمتابع وأخرى تتخذ من السنج والمطاوى والقتل والذبح والتحرش والعنف والفتونة أسلوب حياة، وحين يتهمونك بأنك تساهم فى إفساد الذوق العام، قل: الجمهور عايز كده.

أَطلِق يد الخارجين على قواعد وقوانين القيادة والسلامة على الطريق، سيارات بدون لوحات، سرعات جنونية، سير عكسى، مركبات غير مرخصة وأخرى يقودها أطفال. وإن استوقفت أحدهم، تكالب عليك المارة والجيران وتوسلوا إليك أن تطلقه لحال سبيله لأنه غلبان. إذن، الجمهور عايز كده.

حلقة الموظف صاحب الدرج المفتوح والمواطن من ذوى القناعة أن أوراقه الحكومية ومعاملاته الرسمية لن تٌنجز أو ترى النور إلا بتغذية الدرجة مستحكمة. فالمواطن لا يقاوم الفكرة، وإن قاوم فمآله التعطيل والتضييق وربما إلغاء المعاملة من الأصل، والموظف لم يجد من يحاسبه أو يراقبه أو يضيق عليه الخناق، فبات الاثنان يستحقان بعضهما البعض. وكلاهما جمهور، والجمهور عايز كده.

الـ«ماميز» لا يقنعن إلا بمنظومة الكتاتيب. المدرس «يقور» أدمغة العيال، ويقوم بحشوها بالمعلومات لحين موعد سكبها على ورقة الامتحان دون عودة. فكرة أن يبحث الصغير أو تفكر الصغيرة أو يتم دفعهما إلى إعمال العقل وإنفاد المنطق عبر أسئلة امتحان تقيس مهارات وتقيم ملكات تفكير، فهذا أقرب ما يكون إلى الكفر والإلحاد. وقطاع ليس قليلا من المدرسين يعتبرون مثل هذه الأفكار مستهدفة لأكل عيشهم وطريقتهم التى ألفوها. إذن فليبق الحال على ما هو عليه، فالجمهور عايز كده.

القمامة فى كل مكان، حتى المطاعم والمقاهى التى يرتادها الناس للترفيه محاطة بالقمامة التى يلقيها الناس أنفسهم. جامعو القمامة ينبشون فى الصناديق الكبيرة ويبعثرون محتوياتها حول الصناديق بحثا عن مخلفات بلاستيك ومعادن وكرتون، ثم ينطلقون إلى حال سبيلهم، والمعترض مواطن أو مواطنان على الأكثر، فيكون نصيبهما الزجر والشجب و«انت مالك». أما منظومة الرقابة والمحاسبة رغم ترسانة القوانين المحددة للعقوبات، فغير مقنعة للغالبية. لماذا؟ لأن الجمهور عايز كده. الجمهور عايز كده من أكثر النظريات البشرية عبقرية ومنطقية وكفاءة. فهل يعقل أن يظل البعض يصارع ويناطح طواحين الهواء إلى ما لا نهاية؟! لا أظن. بالطبع هناك سؤال أزلى سبقنا إليها أهل الفن والمهتمون به. هل تدهور الذوق العام وانحرفت الأخلاق وتحللت السلوكيات بسبب الفن الهابط والمحتوى الردىء؟ أم أن حدوث ما سبق من انهيار انعكس على الفن الذى هو مرآة لواقعنا؟ جدلية أيهما جاء أولا البيضة أم الفرخة لن تجدى نفعا. والأنفع هو أن نبدأ من حيث اتفق الآخرون وبنوا نهضتهم عليه، ألا وهو بناء الوعى وتطهير الثقافة. لكننا نعود إلى المربع صفر. هل لدينا من هم قادرون وراغبون على فعل ذلك لله وللوطن وللجمهور؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لله وللوطن وللجمهور لله وللوطن وللجمهور



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab