المواطن والدولار والثقة

المواطن والدولار والثقة

المواطن والدولار والثقة

 العرب اليوم -

المواطن والدولار والثقة

بقلم : أمينة خيري

المواطن الواعى يعرف أن كل شىء ليس على ما يرام. والمواطن غير المتعاطف مع مجموعات هنا أو جماعات هناك أو تجمعات الهبد التنظيرى والرزع التخيلى هنا وهناك يعلم أن الجزء الأكبر من صعوبة الأوضاع الاقتصادية يعود إلى أسباب عالمية وآثار وبائية لا ناقة لنا فيها أو جمل. لكن ناقتنا وجملنا الواقعين تحت سيطرتنا وإمرتنا عليهما مسؤولية كبرى فى مثل هذه الأيام الصعبة.صعوبة الأيام ليست فى التعامل مع آثار ما يجرى فى العالم من حروب أو احتقانات سياسية وتهديدات نووية وصراعات جيوبوليتكية بقدر ما هى صعوبة الرسائل التى ينبغى أن تصل إلى كل بيت مصرى. الرسائل المطلوبة ليست طمأنة وطبطبة.

هى مطلوبة طبعًا بقدر، ولكن الإفراط فيها لا يؤدى إلا إلى نتيجتين: إما الرحرحة واعتبار أن الظروف طبيعية والأحوال ميسرة، ومن ثم المطالبة بالمزيد من الدعم ومبادرات وبرامج التضامن وربما منحة ضخ عيل إضافى. ولم لا، وكل شىء عال العال؟!، أو تؤدى الطمأنة الزائدة إلى فقدان ثقة أكبر بين المواطن والحكومة، لا سيما فى ضوء تعدد مصادر الأخبار والتحليل، سواء على منصات الإعلام الدولى أو الـ«سوشيال ميديا» وما يحمله بعضها من سموم مدسوسة فى عسل المصداقية والشفافية.

كما أن الرسائل المرجوة فى هذه الأوقات الصعبة ليست رسائل ضبابية ملتبسة. بمعنى آخر القول بإن أحوالنا جيدة جدًا، لكنها صعبة جدًا، أو أن المواد الغذائية متوفرة فى حدود الأمان المطلوب، ولكن مطلوب الترشيد الشديد وغيرها من الرسائل المتضاربة هى أقوال «تودى فى داهية». لماذا؟، لأن المتلقى ليس غبيًا أو أحمق. والنتيجة ستكون غير مرجوة، حيث فقدان الثقة فى كل ما يقال، سواء كان حقيقة أو نسف حقيقة أو اجتهاد من موصل الرسائل.

وعلى سيرة الاجتهاد من قبل موصل الرسالة، أى ساعى بريد المعلومات والأخبار، ومع تواتر اجتهادات البعض فى تفسير وتعليل الأوضاع الاقتصادية، ووقوع الكثيرين فى فخ النوايا الحسنة الذى أرجح أن يكون نابعًا من الروح الوطنية الحماسية والرغبة العارمة التى تتحول أحيانًا لتكون مفرطة ومبالغًا فيها للدفاع عن الوطن والمواطنين.

فإن الأحاديث المتناقلة عن الدولار وحتمية الإسراع بالتوجه إلى البنوك قبل تاريخ كذا لـ«التخلص» من الدولارات فيه سموم وليس سمًا واحدًا فقط. فلو افترضنا أن الدولار سيصبح فى تاريخ معين هو وورق اللحمة (الذى لم يعد متوافرًا بالمناسبة) سواء، فعلى المختصين وعلماء الاقتصاد والموازنات والمسؤولين مسؤولية واضحة وصريحة فى الدولة أن يشرحوا مبررات توقعاتهم تلك بأسلوب بسيط دون تهويل أو تهوين.

أما إلقاء «معلومة» كتلك فى هواء الأثير أو أى هواء آخر والاكتفاء بها «ترند» والخبر الأكثر قراءة وتداولًا وتشاركًا فهو السم القاتل بعينه. وآثاره لن تتوقف عند حدود عدم تحوله إلى حقيقة، بل سيجنى الجميع ثمارها مزيدًا من فقدان الثقة بين المواطن ووطنه.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن والدولار والثقة المواطن والدولار والثقة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab