رياضة البنات والتدين

رياضة البنات والتدين

رياضة البنات والتدين

 العرب اليوم -

رياضة البنات والتدين

بقلم : أمينة خيري

أمر غريب جدا أن ينشر موقع رياضى أخبار فوز فرق الآنسات الرياضية فى مباراة أو انتصارا حققته لاعبة رياضية فى بطولة وتجد نسبة كبيرة من تعليقات الناس متمحورة حول أجساد اللاعبات. التعليقات المتحرشة المتنمرة المزدرية الكارهة لنفسها وللحياة تربى أصحابها على نقيضين لا ثالث لهما: إما أن كل شىء حرام، أو أن كل ما يتعلق بالإناث فهو يتعلق حتما بالجنس ثم الجنس ثم الجنس. تخيل حضرتك أن فتاة فى الـ16 من عمرها أمضت الجانب الأكبر من طفولتها ومراهقتها فى التدريب ليلا نهارا، وتجمع بين التدريب الشاق والمذاكرة والنجاح (فأغلب الرياضيين يتخذون من التفوق عنوانا لحياتهم بديلا عن قعدة القهاوى ووقفة النواصى)، وتشارك فى مباراة دولية فتحقق منفردة أو مع فريقها انتصارا باسم مصر، فإذ بـ«سرسجي» أو «عواطلى» أو «بلطجي» أو منظر لا يفقه من أمره شيئا يطلق تعليقات أقل ما توصف به هو التحرش الصارخ والصريح.

ولم لا؟ وهو لا يرى فى خبر الانتصار سوى أجساد إناث مهمتها جنسية فى الأساس. هكذا قيل له فى صغره، وعلى هذه الأفكار نما ونشأ وترعرع، وعلى هذا المفهوم سكتت أمه وبارك والده وسار معه، مؤيدين وداعمين، أهل الحتة كلهم. إلى هنا والأمر طبيعى ومتوقع فى ظل ما نراه فى الشارع من انفلات أخلاقى صار عاديا، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع الإناث اللاتى ينبغى عليهن السكوت على التحرش وبلع الإهانة لأن «عيب» وليس من اللائق أن يرتفع صوتها بالاعتراض، ناهيك عن دخولها لجنة تقييم الملابس لإصدار الحكم عليها بالإدانة فى حال رأى أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المكونة من «عم حسين» السايس والأسطى سيد الميكانيكى والحاجة عطيات بائعة الخضروات أن ملابسها تستحق التحرش. لكن غير الطبيعى أن يهب «المتدينون بالفطرة» أبناء «دين السبعينيات» ليمطروا البطلات الرياضيات وآباءهن وأشقاءهن وكل أقاربهن من الذكور بأقبح الألفاظ والشتائم والسباب. فالأنثى فى نظر «المتدينين بدين السبعينيات» يملكها الأب والأخ وابن العم وابن الخال ثم تحال الملكية إلى الزوج.

وأسباب الشتائم التى تصدر عن هؤلاء الملتزمين بالفطرة الذين ينضح التدين الرهيب من أسمائهم على صفحات السوشيال ميديا حيث «يقينى بالله» و«إلا رسول الله» و«نقابى عفتى» و«أنا أم البراء»، ناهيك عن كم الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بالطبع تتعلق بملابس اللاعبات. كيف يجتمع السب والشتم مع التدين والالتزام فى نفس الشخص؟ كنت أظن أنهما «دونت ميكس» حسبما قال الراحل محمد مرسى. ولو عاد الزمن بمصر إلى الوراء بضعة عقود، ولنقل أربعينيات وخمسينيات وسبعينيات القرن الماضى، ولعبت هؤلاء الفتيات والشابات المباريات نفسها بالملابس الرياضية ذاتها، هل كان البعض سيهب عن بكرة أبيه تاركا حجرين الشيشة ونابذا الناصية التى يقف عندها ليصب غضبه الممتزج بالتزامه المنخرط بتدينه الرهيب على رؤوسهن، أم كان هذا البعض أقل «تدينا»؟!.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياضة البنات والتدين رياضة البنات والتدين



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:12 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
 العرب اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:13 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

ريال مدريد يستغل قضايا مانشستر سيتي لخطف رودري

GMT 09:57 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

ماليزيا تسجل أول إصابة بجدري القرود خلال عام 2024

GMT 16:57 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

وفاة المخرج إيمان الصيرفي عن عمر ناهز 71 عاما

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

"رحلة 404" لـ منى زكي يمثّل مصر في الأوسكار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab