بقلم:أمينة خيري
لدىّ خمس ملحوظات من وحى جانب من المحتوى التلفزيونى الرمضانى. وأود الإشارة إلى أن الملحوظات لا تتعلق بنقد الأداء أو الإخراج أو التقديم، بقدر ما تتعلق بالرسالة المقصودة والغاية المنشودة. كما أن الملحوظات لا تهدف إلى التقليل من أشخاص، بقدر ما تهدف إلى التحذير مما يمكن أن يفعله أشخاص، بعلم أو بدون، بقصد أو بدون، مع سبق الإصرار أو بدون، بشعب بأكمله، أو بالأحرى بأجيال ومستقبل أوطان بأكملها. واسمحوا لى أن أسرد الملحوظات من الخامسة صعودًا إلى الأولى.
نمبر فايف: برامج المسابقات وسحب الجوائز تجد صدى لدى البسطاء على مر الزمان والمكان. صحيح أن البسطاء أنفسهم يتغيرون بمرور الزمن وتبدل الأمكنة، لكن تظل فكرة الكسب السريع والجوائز المغرية تدغدغ مشاعر الكثيرين، ولو من باب الإثارة والحلم. انتظار مكالمة تليفونية تخبرنا أننا كسبنا مليونا أو مائة جنيه، أو الهرولة للاتصال برقم معلن عنه في برنامج للمشاركة في السحب، أو تمنى مقابلة المذيع أو الفنان الذي نشاهده يوزع أموالًا على المارة في مرة ننزل فيها إلى الشارع، جميعها أمور عادية بين البشر، وإن اختلفت درجاتها ومعدلاتها بين الناس بحسب التعليم والثقافة، وكذلك درجة الحاجة المادية.
نمبر فور: إذا اتفقنا على أن برامج المسابقات وكسب الجوائز التي تحمل أحلامًا بحل المشكلات المادية لمجرد أننا شاركنا في برنامج أو قابلنا مذيعًا، فإن الخطوة المقبلة هي الاتفاق على طريقة كسب الجائزة. أيهما أفضل؟ أن يطرح البرنامج، أو الفنان، أو المذيع سؤالًا يستوجب ولو حدًا أدنى من الثقافة العامة، أو قدرًا بسيطًا من البحث والتنقيب عبر «جوجل» عن الإجابة، ولو كان طرح السؤال «كده وكده»، أي حتى لو كانت الحلقة أو الفكرة قائمة على اتفاق مسبق مع شخص يمثل الاندهاش والصدمة، ثم الفرحة والغبطة، أو الأزمة والصدمة؟، أم أن ينزل المذيع أو الفنان إلى الشارع وهو يحمل «صرة دنانير» أو «ربطة جنيهات مأستكة» يلقيها في حجر أحد المارة أو ركاب الأتوبيس، شرط أن يكون شكله «كحيان» أو غلبان أو محتاج؟.
نمبر ثرى: وسواء كانت المسابقة قائمة على سؤال الحلقة، أو على عنصر الحظ والقدر الذي يفرقع في وجه المواطن المختار، وسواء كان سؤالًا يتطلب بحثًا، وينمى الثقافة العامة أو كان سؤالا تحصيل حاصل ويختبر درجة السطحية والتفاهة، أو العمق والجدية، ما الغرض من برنامج المسابقات نفسه؟، هل هو: إغداق الأموال على الناس؟، إشاعة البهجة والأمل والمرح؟، الدق على شعبية الفنان أو المذيع؟.
نمبر تو: رغم عدم ميلى أو إعجابى بالفكرة، إلا أن برامج كتلك التي قدمها الأستاذان جمال الشاعر وطارق علام، كانت تحمل فكرة ورسالة.
نمبر وان: يجدر بنا التفكير ألف مرة في الشخص الذي نقدمه للناس، لا سيما الأطفال والشباب، باعتباره أيقونة أو نموذجا يحتذى أو رمزًا يقتدى به.