مطلوب «مجسات» مستقلة

مطلوب «مجسات» مستقلة

مطلوب «مجسات» مستقلة

 العرب اليوم -

مطلوب «مجسات» مستقلة

بقلم : أمينة خيري

المواطن بالفطرة وبحكم موقعه فى صفوف المحكومين شكاء بكاء. ومتابعة مستخدمى الـ«سوشيال ميديا» وجلسات الأهل والأصدقاء، وخبرة معقولة بمجتمعات عديدة تخبرنا أن المواطن ينتقد والمسؤول يتلقى سهام الانتقاد.

والمسؤول حين يغادر منصبه ينتقد أيضا. صحيح أن قدرا معتبرا من الواقعية تحكم وجهة نظره، حيث الجلوس على مقعد المسؤول وإدارة المشكلات والتعامل مع الواقع من منطلق المسؤولية يختلف تماما عن الجلوس أمام شاشة الموبايل، لكن التواجد فى ملعب المواطنين يعنى الانتقاد.

والحكومات فى بعض دول العالم تتعامل مع الانتقادات بالـ«مجسات»، والاستعانة بالعلماء غير المؤدلجين وخبراء الإعلام غير المسيسين. فكل منهم، بحكم علمه وخبرته، يكون قادرا على تقديم صورة أقرب ما تكون إلى الواقع دون تهويل أو تهوين. هذه الصورة هى صمام الأمان.

بالطبع هناك أدوات أخرى مساعدة لتقييم الواقع بشكل ينأى بنفسه عن القياس بناء على عالم السوشيال ميديا الخيالى حيث الهبد والرزع بلا حدود، وكذلك بعيدا عن محاولات البعض الإفراط فى التجميل والتزيين.

نتابع هذه الآونة ما يجرى على صعيدى الإعلام التقليدى من جهة، وعلى جبهات الـ«سوشيال ميديا» من جهة أخرى فى أرجاء مختلفة من العالم. ويبدو الأمر وكأن جيشين يتناحران. الأول لونه وردى كله أمل وقوامه رجاء وإطاره تفاؤل والـ«أمبيانس» فيه عال العال. وقد يشير إلى أن الكوكب فى وضع صعب، لكن الحكومة فى بلده «أدها وأدود». والجيش الثانى فيه أشكال وألوان كعادة الـ«سوشيال ميديا».

هناك من يعبر عن رأى صائب، ومن ينثر رؤى سوداوية ظلامية غارقة فى البؤس والظلام والشقاء والفناء، وهناك أيضا من يعوم مع هؤلاء حينا، ثم يطفو مع أولئك أحيانا. حالة من السيولة المعلوماتية واللخبطة الأيديولوجية والتنظير والإفتاء تتسيد السوشيال ميديا حيث كثيرين «سايقين الهبل على الشيطنة». «هبل» الإفتاء والشير دون علم مع شيطنة البحث عن الترند وتحويل أنفسهم إلى مؤثرين وقادة رأى.

الحكومات الذكية إذن تنظر إلى الانتقادات والشكاوى باعتبار أن جزءا منها يعبر عن مشكلات حقيقية ينبغى التعامل معها، سواء بالحل أو بتوصيل المعلومات الحقيقية والبسيطة للشاكين. لكن، وبحسن نية، يتبرع البعض أحيانا بمساعدة الحكومة عبر «تهدئة» للقلق العام بطرق يخاصمها المنطق والإقناع.

فى مصرنا العزيزة مثلا، تصر بعض الشاشات أن يركب معها الجميع «مرجيحة» مرعبة. اليوم يخبروننا بأن الأوضاع الاقتصادية المحلية رائعة رغم الأزمة العالمية الطاحنة. وغدا يولولون ويحذرون من مغبة الأزمة العالمية علينا وآثارها المدمرة. وبعد غد يغرقون فى تحليل أزمة شيرين وتعليل تقهقر الأهلى وشرح طريقة عمل البيض بالبسطرمة، وكأن الأزمة العالمية لم تكن وآثارها على البلاد والعباد لا تلوح فى أى أفق.

غاية القول إن التعامل مع انتقادات المواطنين ومواطن قلقهم يتطلب علما بما يجول فى المجتمع فعليا عبر القياسات والاستطلاعات والمعرفة القائمة على العلم، دون تهويل أو تهوين أو تسييس.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب «مجسات» مستقلة مطلوب «مجسات» مستقلة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab