المندوب والصين والنظام العالمي الجديد

المندوب والصين والنظام العالمي الجديد

المندوب والصين والنظام العالمي الجديد

 العرب اليوم -

المندوب والصين والنظام العالمي الجديد

بقلم:أمينة خيري

قرار مندوب الدليفرى التأكد من مدى شرعية الملابس التى طلبتها المدام حتى لا تكون من تلك النوعية التى ترتديها النساء بغرض أن تفتن الرجال، وقبول السيدة صاحبة البيزنس بتطفل المندوب المطوع ونزقه، وسعادة العميلة الغامرة بأنف المندوب المطوع المدسوسة فى خصوصياتها وقراراتها، بل ونشرها رقم هاتفه حتى يعم الورع وينتشر الإيمان ويتجذر التدين لم يكن مجرد حادث رآه البعض مدعاة للسخرية والضحك الذى هو كالبكاء، واعتبره البعض الآخر دليلاً دامغاً على أن البلاد والعباد ماضية قدماً فى طريق الإيمان العميق والتدين الرهيب، بل هو حدث كاشف لما وصل إليه قطاع عريض من المجتمع لمن يهمه الأمر!ولمن يهمه الأمر، فإن قطبى التواصل الرقمى وصناعة الرأى العام الافتراضية وتقرير مصائر الشعوب عبر تشكيل وتحريك وتوجيه وتصويب أفكار مليارات المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعى الأشهر «فيسبوك» و«تويتر» يشغلان البشرية هذه الأيام بأخبار «عركتهما» الجارى اختيار الوقت المناسب لها، على أن تتم فى قفص! البشرية تتابع عبر المنصات، والعركة تتفاعل عبر المنصات، وعدد الساعات التى يمضيها الناس على المنصات تتزايد وتتضاعف، والعركة منصوبة.هناك عركة منصوبة تسلب وتسيطر وتهيمن على اهتمام مليارات البشر من أولئك الذين يظنون أنهم أسياد قراراتهم على الأثير الرقمى، وأغلبهم فى حقيقة الأمر لا يملكون من أمر إدمانهم الافتراضى شيئاً، وهنا عركة أخرى منصوبة ويبدو أنها مزمنة، أو على الأقل مستمرة لحين إشعار آخر. عركتنا قوامها نادى كرة قدم عريق واقع فى حيص الفوضى وبيص سوء -وفى أقوال أخرى فشل- الإدارة.إدارة الأزمات تحتم علينا ألا نتعامل مع المشكلات الكبرى من منطلق حلولها الآنية فقط، بل كل مشكلة قابلة للتكرار حتى لو تم حلها، لا سيما لو كانت الحلول مقتصرة على استئصال ما ينتج عن المرض أو السوس أو ذبابة الفاكهة من أوراق وأفرع مريضة، مع ترك الجذور المتسببة فى المرض الأصلى على حالها.حال أهل قرية «كفر غطاطى» فى الجيزة يصعب على الكافر. وعلى سيرة «الكافر»، أشك أن يقبل كافر على التفكير فى قتل زوجته وبناته الخمس لأنها لا تنجب إلا البنات، وهو يريد ولداً ذكراً. لكن أنباء تتردد أن الجريمة التى دارت رحاها فى إحدى قرى الجيزة حيث ذبح زوج يعمل تاجر خردة زوجته والابنة التى تصادف وجودها إلى جانب أمها وقت الذبح وحاول ذبح الأربع بنات الأخريات لكنه أصابهن بجروح سببها عدم وصول ولى العهد المرتقب، ولى العهد الذى إما سيرث العمل بجمع الخردة، وربما ما يتردد من أن الأب يعاقر المخدرات وبقية تفاصيل الحياة معروفة فى ظل أسرى قوامها أب وأب وخمس بنات. حتى اسم إحدى البنات «سجدة» الذى ينم عن ورع الأب وتقواه لم يشفع لها.إذن، ما زال بيننا من يظن أن الزوجة مسئولة عن تحديد نوع الجنين، وبيننا من ما زال يضخ عيالاً بلا هوادة دون غرض أو سبب واضح، ودون أن يضع العيل نفسه الذى يتم ضخه فى الحسبان.حسبة بسيطة بناء على ما يجرى فى النيجر تخبرنا أن لا أهل النيجر، ولا النيجر كدولة لها كيان وقيمة، ولا معانى الديمقراطية والليبرالية والحرية والإنسانية والحقوقية تعنى أغلب الأطراف الضالعة فيما يجرى فى النيجر. المعنى الوحيد هو يورانيوم النيجر وذهبها.وقد ذهب وولى وأدبر زمن تكالبت فيه دول وجماعات وكيانات منها ما يتصور أن ما جرى فى سوريا فى عام 2011 وظل مشتعلاً على مدار ما يزيد على عقد، ولم تهدأ نيرانه بعد هو ثورة من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة إلى آخر القائمة، وهى الصورة التى تدغدغ مخيلة سكان دولة «يوتوبيا» التى لا وجود لها على أرض الواقع، أو التى يضحك بها البعض على البعض الآخر. وعلى من يشكك فى هذا الكلام أن يلقى نظرة على «فخفخينا» الميليشيات والكتائب والجماعات التى ظلت تتقاتل على أرض سوريا وجثامين أبنائها على مدار سنوات «الثورة»، ومنها ما يقاتل بعضها البعض دون ذكر أو إشارة من قريب أو بعيد للنظام السورى.النظام العالمى الجديد، وهو بالمناسبة ليس مجرد مزحة أو مسمى ولا حتى مؤامرة، هو أمر واقع تدور رحاه بينما نتكلم، أى بينما المندوب يدقق فى طلبية «المدام» ليتأكد من شرعية الفستان، وبينما دول الغرب والشرق تتناحر تناحراً مكتوماً على يورانيوم النيجر وذهبه، وبينما الـ«سوشيال ميديا» ومنصات الإنترنت تحكم قبضتها على أدمغتنا ومصائرنا. هذا النظام، بمكونات القوى فيه من عسكرية تقليدية ورقمية وذكاء اصطناعى ومناورات وتكتيكات وتحالفات لا تقوم على الأخوة والدين الواحد واللغة المشتركة من قريب أو بعيد، بل على القوة المادية والافتراضية والتعليم والبحث العلمى والتفكير النقدى والمصالح المتناغمة والتوجهات والاختيارات. ولنراقب الصين وتحركاتها وتكتيكاتها ومضيها قدماً صوب مكانة قوى العالم العظمى.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المندوب والصين والنظام العالمي الجديد المندوب والصين والنظام العالمي الجديد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab