الابتكار الغرقان

الابتكار الغرقان

الابتكار الغرقان

 العرب اليوم -

الابتكار الغرقان

بقلم - أمينة خيري

إعادة تقديم عمل درامى حقق نجاحًا قبل عقود ليست ابتكارًا خالصًا، أى ليس ابتكارًا من ألفه إلى يائه. قد يتميز الممثلون، ويجتهد بقية الطاقم ليخرج العمل بشكل جيد، ويحقق نسب مشاهدة مرتفعة، وهذا أمر طيب، لكن يظل الأصل فى الابتكار من نصيب العمل الأصلى. خلط البسبوسة على الكنافة على البقلاوة قد ينجم عنه طبق يعجب البعض ويبهره، وربما يصل الأمر لدرجة دفع ألف أو ألفى جنيه فى هذه الخلطة لا سيما لو أضيفت إليها فراولة على مانجو، أو تم تبطينها بكريمة الشوكولا أو حشوها ببسكويت كراميل. يستسيغ الطعم كثيرون، ويقفون فى طوابير محال الحلويات ليحظوا بمتدلعة أو غرقانة أو سهتانة أو بهتانة، لكن يبقى الأصل هو صينية البسبوسة سادة أو بالبندق، والكنافة بكريمة أو سادة، والبقلاوة بالمكسرات أو بدونها. وخلط كل ما سبق لا يعنى ابتكارًا، لكن يمكن وصفه بـ«الاجتهاد»، أو بالإبداع فى مبتكر كان موجودًا من قبل.

من المقبول والطبيعى أن يكون هناك مبتكرون، وكذلك مبدعون يجددون فى الابتكارات ويضيفون إليها. وحين يقتصر الأمر على الإبداع فى ابتكارات سابقة، فإن هذا يعنى فقرًا فكريًا، واستسهالًا ذهنيًا، وكسلًا واضحًا. لكن من دواعى الحزن والبؤس والحسرة أن يتحول الأمر إلى أخذ ابتكار ما، وتجريده من تغليفه، و«لطع» اسم جديد عليه وتقديمه للجمهور وكأنه من بنات أفكار أحدهم، واعتبار ذلك نصرًا عظيمًا وإنجازًا رهيبًا. عشرات، وربما مئات من سلاسل محال الوجبات السريعة استنسخت منذ سنوات طويلة الشكل التقليدى للوجبات السريعة المستوردة من بلادها. ودأبت على الترويج لوجباتها بأسماء هى هجين من الأسماء الأصلية التى أطلقتها الشركة الأصلية مع إضافة مكون آخر. إلى هنا والأمر عادى، وليس بالضرورة مثاليًا. فى الفترة الأخيرة قويت شوكة هذه الفكرة، وذلك فى ضوء حرب غزة وفكرة مقاطعة بعض المحال والمنتجات. المقاطعة كفكرة حرية شخصية.

وانتهاز الفرصة للترويج للمنتج المحلى فى ظل اختيار البعض المقاطعة أمر جيد. لكن أليس من الأفضل أن يقدم المنتج المحلى نفسه باعتباره منتجًا اعتباريًا له كيان مختلف ومذاق قائم بذاته، وذلك بدلًا من التفاخر بتقديم نفسه صورة مستنسخة وطبق الأصل من المنتج الذى اختار البعض أن يقاطعه؟ النقطة الأخرى هى أن لك مطلق الحرية فى أن تتقدم ما تود تقديمه من شكل الوجبات السريعة، ما دمت تتبع مقاييس الأمان والصحة والجودة، لكن أن تقدم الصورة المستنسخة باعتبارها من بنات أفكارك، فهذه سخافة وفقر أفكار.

إذا كان الابتكار بعافية، فلنبتكر بإضافة لمساتنا دون أن ندعى امتلاك الفكرة. وإذا كان الإبداع يعانى ضعفًا أو وهنًا أو كسلًا، فعلى الأقل «امشى جنب الحيطة» ودعك من الابتكار الغرقان إلى أن تسترد صحتك أو تتخلص من كسلك وتنتهج نهج الإبداع والابتكار، وانظر إلى المحل المجاور، ستجد بدل الإبداع مائة، وبدل الابتكار ألفًا.

arabstoday

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الابتكار الغرقان الابتكار الغرقان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab