العقل قبل النقر

العقل قبل النقر

العقل قبل النقر

 العرب اليوم -

العقل قبل النقر

بقلم - أمينة خيري

كتبت، قبل أسابيع، عن لعنة «المنقووووول»! هكذا يكتبونها بعدد كبير من حرف الواو إمعانًا في إبراز أهمية المادة المنقولة، وتأكيدًا على ما فيها من درر الكلام ولآلئ الحقائق وجواهر التاريخ وقصص الأولين.

وأعاود التأكيد على أن «المنقووول» لعنة ونقمة ووبال على الأدمغة التي اتخذت قرار العيش على المنقول والمقال والقيل والقال، مع الحفاظ على المخ في وضعية التجميد. هذا الكم المريع من معلقات المنقول أخطر وأفدح كثيرًا مما نتخيل.

هذه القصة التي قالها فلان لعلان، نقلًا عن «عشرات الفلون» (جمع فلان)، وتناثرت من خلال الملايين، ليست مجرد قصة، فبيننا مَن يتعامل معها كأنها حقيقة دامغة وواقع لا مجال للبحث فيه. هذه القصة- دون مبالغة- تربَّى أجيال وتوارثها الملايين حتى تصبح صفحة حقيقية، رغم أنها مجهولة النسب والهوية.

ونسبة معتبرة من القصص التي يجرى تداولها على أثير صفحاتنا في الواقع الافتراضى، الذي يتعامل معه كثيرون كأنه الواقع المعاش، وبات يشكل توجهات وأيديولوجيات وانتماءات الملايين، هي خليط من الهراء والخيال المنسوجين بحبكة وحنكة.

وزاد طين الحبكة بلة تقنيات التزييف العميق والتزييف «النص نص». فهذا فيديو استخدم «صانعوه» تقنية ذكاء اصطناعى لتبديل الوجوه أو إنتاج نسخة رقمية، ويجرى تداوله باعتباره «شاهد ماذا حدث ليلة أمس». وهذه صورة رهيبة مخيفة يتم تداولها ملايين المرات. إنها مزيفة نصف نصف. لماذا؟، لأنها صورة حقيقية، لكن تاريخها يعود إلى عامين أو ثلاثة أو أربعة مضت.

وأطرح تساؤلات عدة: ألا يكفى الواقع البشع الذي يعيشه العالم من حروب وصراعات وكوارث، والذى لا يحتاج إلى أي إضافات لمقدار البشاعة؟ ولماذا لا يستثمر هواة الشير والنقل دقيقة أو دقيقتين من الساعات التي يمضونها أمام شاشاتهم في التدقيق في حقيقة الصورة، أو البحث في مصداقية أو منطقية القصة المنقولة عن فلان، عن علان، عن ترتان؟!.. قبل سنوات، كان الهم الكبير والشغل الشاغل للكثير من شركات وتطبيقات الإنترنت والتواصل الاجتماعى هو قلة المحتوى العربى.

اليوم، تحول جزء من نعمة وفرة المحتوى إلى نقمة، وهى النقمة التي تنتج عن ضعف الوعى وشح القدرة على التفكير المستقل وشيوع ثقافة «آمين» دون تفكير. ومازلت غير قادرة على التوقف عن التعجب والاندهاش حين أفاجأ بـ«متعلمين» تعليما يصل إلى درجة الدكتوراة وهم يتداولون- على سبيل المثال لا الحصر- ترجمات لنصوص غير عربية، قام من ترجمها بغمسها في الهوى والأيديولوجيا- بحسن نية أو سوئها- بغرض التهييج وخدمة القضية التي يؤمن بها «المترجم».

ثقافة السوشيال ميديا ليست كغيرها، والهبد على أزرار الشير دون هوادة خيبة قوية، في الدين، في السياسة، في الفن والاقتصاد والأحداث والكوارث والأفراح، لم يترك «هبيدة» السوشيال ميديا مجالا إلا واخترقوه بمحتوى مجهول النسب، وفى المقابل، لم يترك الكثير منا، كمستخدمين، قيد أنملة لتحكيم العقل قبل النقر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل قبل النقر العقل قبل النقر



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab