«ألفا» ونحن

«ألفا» ونحن

«ألفا» ونحن

 العرب اليوم -

«ألفا» ونحن

بقلم - أمينة خيري

الجريمة البشعة وأطرافها الضالعون من أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، حيث قتل وتقطيع أحشاء وتصوير «لايف»، ينبغى أن تكون رسالة مفادها أن الخطر لم يعد قادمًا، بل قدم قبل فترة زمنية ليست قصيرة، وأن سبل الوقاية والمواجهة والمقاومة التى أبديناها قاصرة وضعيفة ودون المستوى. مستوى هذه الجريمة وتفاصيلها وأدواتها تخبرنا أن الفجوة الزمنية بين جيل «بيبى بومرز» أو اختصارًا «بومرز» المولودين بعد الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الستينيات من جهة، وبين الأجيال الأصغر سنًّا، أجيال الألفية (1981- 1996) و«زد» (1997- 2010) و«ألفا» (2010- 2024) ليست واسعة، بل مترامية الأطراف.

وهذا الجيل الأخير «ألفا» الفارق الزمنى والفكرى والوجودى بيننا وبينه مفزع. وسبب الفزع لا فى الفروق العادية بين الأجيال، والتى هى سُنة الحياة، ولكن لأننا نحن الأكبر سنًّا لا ندرك حجم هذه الفروق، ولأنهم هم جيل «ألفا» صامتون منغلقون على أنفسهم قليلو الصياح قلّما يعبرون عما يفكرون فيه أو يجول فى قلوبهم وعقولهم، وهو ما يجعل الغالبية تعتقد أن «كله تمام»، وأن الأمر لا يعدو مجرد حفنة من أغنيات زاعقة «يتنططون عليها» أو ملابس غريبة يصرون عليها أو ما شابه. وربما هذا ما يفسر طريقتنا فى التعامل معهم: وعظ وإرشاد، قمع واستخفاف، فتوى تحرم هذا وأخرى تبيح ذاك، وشكرًا. كل تفصيلة من تفاصيل الطفل المصرى المقيم فى الكويت، الذى طلب من شخص فى مصر تعرف إليه «افتراضيًّا» اختيار طفل لقتله، وانتزاع أعضائه بغرض بيعها، ونقل عملية القتل والنزع عبر الـ«فيديو كول» فى مقابل خمسة ملايين جنيه تؤكد أن هذه الأجيال فى وادٍ غير الوادى.

.. بالطبع، هذه الجريمة البشعة ليست سمة جيل، ولا ترتقى لتكون ظاهرة أو تمثل فئة كبيرة أو حتى صغيرة من هذه الأجيال، لكنها مؤشر يخبرنا أنهم فى وادٍ يختلف عن وادينا. وادينا الوردى الذى نحل فيه مشكلاتنا بحملة توعية عنوانها «الدنيا حلوة»، ونواجه فيه مشكلاتنا بـ«إحنا أكبر من المشكلات»، ونداوى فيه جراحنا بـ«بكرة أحلى من النهارده»، ونعبر فيه عن وعينا بما يجرى فى العالم من تحديات وتغيرات كبرى بتدشين قطاع «معكم وبكم» وقسم «فيها حاجة حلوة» ووحدة «العين صابتنى ورب العرش نجانى»، بالإضافة بالطبع إلى تخصيص إدارة للفتاوى هدفها الردع والرد والزجر واللوم، هذا الوادى الوردى الزهرى الخلاب أشبه بأفلام الأبيض والأسود الرائعة التى نستمتع بها. هى أدوات جميلة ورائعة، ولكنها لا تعنى الكثير لهذه الأجيال، أو فلنقل بعضها. وللعلم، هى لا تعنى الكثير لهم على طرفى النقيض، بمعنى أن المقيمين فى الـ«دارك ويب» وغيرها من الأدوات والمنصات والتقنيات الحديثة بغرض سوء الاستخدام، وكذلك القابعون فى عوالم التطرف والتشدد الدينى، لا يسمعون كثيرًا لنا، ولا يستجيبون فى الأغلب لإصرارنا على معالجة عالم «الدارك ويب» بأساليب الوعظ الوسطى الجميل وأدوات الإرشاد الأبيض والأسود الرصين. الحاجة ماسّة إلى فتح صفحة جديدة أكثر منطقية وواقعية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ألفا» ونحن «ألفا» ونحن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab