انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

 العرب اليوم -

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

بقلم - أمينة خيري

 

حسناً فعلت الهيئة الوطنية للانتخابات بعقد مؤتمر صحفى لإعطاء المؤشرات الأولية لبدء مشوار الانتخابات الرئاسية، يوم الاثنين المقبل يتم الإعلان عن قرار الهيئة دعوة الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين للانتخابات، مع تحديد جدول الإجراءات والمواعيد.

وحسناً فعلت الهيئة بالتأكيد على أنه سيسمح لمنظمات المجتمع المدنى والإعلام المسجلة لدى الهيئة بمتابعة سير العملية الانتخابية.

وحسناً فعلت الهيئة بتأكيدها على أنها تقف على مساحة واحدة من جميع المرشحين، وذلك فى إطار التنويه بعدم التهاون مع أى شخص أو مؤسسة تشكك فى عملها أو فى نزاهة العملية الانتخابية.

وبالطبع التشكيك فى النزاهة يختلف عن التساؤل عن بعض النقاط، أو استيضاح بعض الإجراءات.

التشكيك سمة المتربصين لتوجيه اتهامات مرسلة.

أما طلب الاستيضاح والبحث عن معلومات والسؤال عن أسباب فهى مفتاح المعلوماتية والمصداقية والشفافية، والذى لا يختلف عليه اثنان.

أقول «حسناً فعلت»، لأن ترسانة المتربصين تنتعش وتتمدد فى أجواء السكون الرسمى.

ورغم أنه سكون عادى يسبق بدء العمليات الانتخابية، فإنه فى الوقت نفسه يعطى كل مَن فى نفسه هوى الفرصة ليشطح بالخيال ويبحر فى فضاء التخيلات.

وبمناسبة فضاء التخيلات، أقول إن جميعنا أصبح شاهد عيان على ما آلت إليه أحوال الأثير العنكبوتى.

منصات التواصل الاجتماعى وغيرها من وسائل تتيحها الشبكة العنكبوتية والشركات الذكية هى بالتأكيد أدوات تواصل واتصال وتمكين، لكنها قادرة أيضاً على أن تكون أدوات تفتيت وتشكيك وبث أجواء عدم اليقين.

المؤكد أن ما نبثه كمستخدمين على أثير الـ«سوشيال ميديا» فيه الصالح وفيه الطالح.

لكن لزوم الإثارة والتريند والتحليق فى عوالم الشهرة يدفع البعض أحياناً إلى ادعاء المعرفة، أو نشر الجهالة، أو نثر الفتنة، بعلم وقصد أو بدون.

وبدون الدخول فى كوكب الـ«سوشيال ميديا» المصرى حيث المحتوى المليارى، وحيث هبد كثير وعلم قليل، فإن ضبط هذه الأجواء الافتراضية عملية تعليمية وتثقيفية مستمرة.

العالم الآن يتحدث عن محو الأمية الرقمية ومعها نشر وتجذير وتوثيق الثقافة الرقمية، التى هى مسئولية أولاً وأخيراً.

وأخيراً، وبينما سكان الكوكب غارقون فى محاولات استيعاب ما يجرى بينهم وحولهم من أحداث وحوادث متلاحقة، من كوارث من صنع الإنسان حيث الصراعات المزمنة والمتجددة، وأخرى طبيعية (وربما شارك فيها الإنسان بالتدخل فى التوازن الطبيعى وتخريب المعادلات المناخية) من زلازل وأعاصير وفيضانات وجفاف، إذ بصراع قديم جديد يطل برأسه اسمه إقليم ناجورنو كاراباخ.

هذا الصراع الممتد منذ عقود بين أذربيجان وأرمينيا الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين فى منقطة القوقاز يطل برأسه متسبباً فى خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات كل بعض سنوات.

الإرث الثقيل الذى تركه الاتحاد السوفيتى السابق يأبى أن يخفف أحماله. وما حرب روسيا فى أوكرانيا الدائرة رحاها دون هوادة أو هدنة أو ملمح تهدئة على مدار 576 يوماً إلا نموذج صارخ لهذا الإرث المشتعل المتجدد.

البعض يقول إن هذا إرث آخر زعماء الاتحاد السوفيتى ميخائيل جورباتشوف، والذى ما زال كثيرون يعتبرونه السبب فى زوال «دولة» الاتحاد السوفيتى إحدى قوتين عظميين فى العالم، بينما آخرون يعتبرونه «مهندس الإصلاح» الذى مكَّن هذه الجمهوريات المتناحر الكثير منها الآن على الاستقلال.

والبعض الآخر يعتبر ما يجرى من صراعات ملتهبة وأخرى تجدد نفسها بين الحين والآخر نتيجة طبيعية لتفكك الإمبراطوريات الكبرى، حيث تنشأ نزاعات بعضها دموى، لكنها لا تلبث أن تهدأ وتختفى بعد سنوات أو عقود ثم يمضى البعض فى طريق التنمية والتطور، ويصر البعض الآخر على الدوران فى حلقات الصراع والتناحر المفرغة.

حلقات الصراع والتناحر المفرغة ليست حكراً كما يبدو لنا بالعين المجردة على الإمبراطوريات الكبرى فى مرحلة تفككها، ولكن آثارها تطل برأسها أيضاً على مرمى حجر منا.

«دانيال» الذى ضرب ليبيا قبل أيام جعل من درنة «مدينة غير قابلة للسكن»، وذلك بعد ما قتل الآلاف وشرد الآلاف وكبَّد الليبيين المليارات.

وقبل كل ذلك، تكبدت ليبيا المليارات بسبب صراع مسلح أتم عامه الـ12.

تراجع إنتاج النفط، وأصبح ثلث سكان إحدى أغنى الدول العربية يعيشون تحت خط الفقر، وانكمش الاقتصاد بنسبة 12 بالمائة العام الماضى.

وما لبثت مؤشرات اقتصادية إيجابية طفيفة تلوح فى الأفق، حتى قرر «دانيال» أن يضرب بعنف.

يقولون إن الأمل يولد من رحم المعاناة، ونتمنى أن تولد النجاة من رحم المأساة.

أمارات تشير إلى توحد الفرقاء لمواجهة الكارثة المروعة، ولكن تحول الأمارات الآنية إلى خطوات فعلية مستدامة يتطلب الكثير.

الكثير يجرى من حولنا، ومنه كذلك خطوات تلوح فى الأفق لزرع شرائح فى أدمغة مصابين بالشلل لبدء تجارب تمتد لسنوات على إمكانية قراءة ما يدور فى أدمغتهم عن طريق الكمبيوتر الذى يستجيب لرغباتهم فى تحريك المؤشر وغير ذلك. إنها أحدث خطوات إيلون ماسك.

 

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab