المروحية ومصادر المعلومات

المروحية ومصادر المعلومات

المروحية ومصادر المعلومات

 العرب اليوم -

المروحية ومصادر المعلومات

بقلم - أمينة خيري

* لا صوت يعلو على التلميحات والتحليلات والتوقعات الخاصة بمصرع الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وعدد من المرافقين لهما، فالتحليلات عديدة، والاتهامات كثيرة.أغلب الظن أن حقيقة ما جرى ستبقى غير معروفة، أو غير معلنة، أو غير موثَّقة.

وأغلب الظن أيضاً أن سياسات إيران الخارجية لن تتغير كثيراً، على الأقل على المدى القريب.

المحللون الإيرانيون المحسوبون على النظام يؤكدون أن إيران دولة مؤسسات، وأن وفاة شخص أو شخصين أو ثلاثة، لن تغير شيئاً فى إدارة البلاد. ويعضد من هذه النظرية «الرسمية» حقيقة أن التسلسل الهرمى للسلطة فى إيران باعتبارها دولة دينية يبدأ من عند المرشد الأعلى لا من عند الرئيس.

النظام الإيرانى لن يبادر -على الأقل حالياً- بتوجيه أية اتهامات لإسرائيل أو أمريكا بشكل مباشر تتعلق بـ«الحادث» الذى تعرضت له مروحية الرئيس رئيسى، ووارد جداً، كما حدث بالفعل، أن يتم استغلال الحادث سياسياً وإعلامياً، فيتم إلصاق مسئولية الحادث، وربما حوادث أخرى، بالعقوبات الأمريكية.

صحيح أن قطاع الطيران فى إيران يعانى أوضاعاً بالغة التردى، ومعظم الطائرات المدنية متهالكة، حيث العقوبات تعرقل تماماً عمليات الإصلاح والصيانة، إلا أن اعتبار العقوبات، ومن ثم أمريكا، المسئولة عن مقتل الرئيس الإيرانى ومرافقيه، فهذا أمر لن يتعدى على الأرجح الاستخدامات السياسية والإعلامية.

العقل الجمعى الشعبى فى أرجاء العالم ربما يفكر فى ضلوع إسرائيل أو أمريكا أو كليهما معاً، أو تحالف إسرائيل مع جارة إيران أذربيجان وهى المتهمة دائماً من قبل إيران بأنها ساحة لأعمال الاستخبارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية والتى كان يفترض للرئيس الإيرانى أن يفتتح سداً مقاماً على الحدود معها.

العقل الجمعى الشعبى أيضاً بينه مَن يلوح باحتمال ضلوع أيادٍ داخلية، ناهيك عن عوامل الطقس والجغرافيا والقضاء والقدر.

لكنه يظل عقلاً جمعياً شعبياً، لا جهة تحقيق أو تحقق أو بيانات رسمية أو مصدر يعتد به.

* علمونا فى المدرسة وفى البيت، وقت كانت التربية تكمل التعليم وتتكامل معه أن المصدر حياة، فهذا يقول، وهذه تؤكد، وهؤلاء يقولون، وتبقى المعلومة أو الخبر أو الحقيقة قيد «المصدر»، وهو ما ينطبق على كل كبيرة وصغيرة فى الحياة، والدين ليس استثناءً.

لسبب ما غير معلوم أو مفهوم أو مقبول، يضع البعض هذه الأيام «الكلام فى الدين» على خاصية الاستثناء.

طالما تحدث أحدهم أو إحداهن فى الدين بلهجة تضييق ونبرة تزمت وهالة تشدد.

لسبب ما، ربما يكون نفسياً أو عصبياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو خليطاً مما سبق، وهو ما يستوجب حقاً دراسة وطنية لما أصاب المجتمع، تميل قاعدة غير قليلة للتشبث بما يتم عرضه عليها من توليفة لا تتسم بالوسطية أو تنعت بالاعتدال.سمِّها رغبة فى تعذيب الذات، أو خوفاً من تأنيب الضمير، أو قناعة بأنه كلما تعذب المرء فى الدنيا، ارتفعت مكانته فى الآخرة، ما يهم هو أن تغيراً جذرياً ضرب عقول كثيرين.

منصات الـ«سوشيال ميديا» مردومة بمقاطع يسمونها استسهالاً «دينية»، لكن الكثير منها فى حقيقة الأمر «سيكوباتية»، وأنا هنا لا أتحدث عن أحدهم أو إحداهن تحديداً، بل أتحدث عن الظاهرة المتفشية.

المحتوى الذى يسمى نفسه «دينياً» يحتوى على قواعد العلاقات الجنسية بين الجن والإنسان، ومخاوف الإثارة الجنسية بفعل حمل الأنثى لحقيبة «الباك باك» على الظهر، وشبهة الرغبة الجنسية فى ارتداء البنت «شورت» فى البيت أمام والدتها، ومخاوف إثارة الشهوة الجنسية فى حال لم ترتدِ المرأة جوارب كثيفة قبل ارتداء الحذاء، وقائمة طويلة جداً تلقى قبولاً واستجابة ورواجاً، والأدهى من ذلك تصديقاً وتثميناً، والأخطر من هذا وذاك سكوتاً بلا رد.

الرد المقصود والعلاج المرغوب والتطبيب المنشود لن يتحقق عبر مناظرة بين عالم دين محترم جليل وكوكبة من هؤلاء «المفتين المحللين الجدد»، كما أن الحل لا يكمن فى حجب منصة أو منع مستخدم، والحل فى رأيى يكمن فى نقطتين: الأولى هى أن العقل النقدى قادر على حماية نفسه بنفسه، فهو قادر على التفكير لا تكليف آخرين بالتفكير نيابة عنه، ولا يقبل بالاستسهال بقول «آمين» على كل ما يسمع، لا سيما إن كان منافياً للعقل، مجافياً للمنطق والحياة.

والثانية هى إخضاع المجتمع لدراسة نفسية وعصبية واجتماعية لتشخيص ما يجرى.

* كلمة أخيرة، التقرير الذى نشرته «سى إن إن» وقالت فيه إن المخابرات المصرية أجرت تعديلات فى بنود اتفاق ما أدى إلى إحباط صفقة إطلاق سراح رهائن إسرائيليين وفلسطينيين يجب أن يدرس فى كليات الإعلام كنموذج لما لا يجب أن تكون عليه الصحافة، حيث لا مصدر أو مرجعية أو مصداقية، سوى قيل وقالوا ويقال.

وحين أرادت أن تتابع ما بدأت، نشرت تقريراً آخر لتعضيد الأول يقوم على ما قاله مستخدمو الـ«سوشيال ميديا» تعليقاً على ما قالته «سى إن إن»!!

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المروحية ومصادر المعلومات المروحية ومصادر المعلومات



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab