العاصمة والرئيس والمواطنون

العاصمة والرئيس والمواطنون

العاصمة والرئيس والمواطنون

 العرب اليوم -

العاصمة والرئيس والمواطنون

بقلم - أمينة خيري

أتمنى أن نسارع بتحديد اسم لـ«العاصمة الإدارية». ولو كانت النية أن يكون اسمها «العاصمة الإدارية»، فليكن، ولكن فلنعلن ذلك على الملأ.. لماذا؟ لأن التصريح الرسمى أو الإعلان الحكومى من شأنه أن يقطع هبد الهابدين بيقين المعلومة الموثقة.

كثيرون احترفوا هواية الصيد فى المياه العكرة حتى أصبحت صنعة وحرفة ومصدر دخل وربح. وأكثرنا يعلم علم اليقين أن إجراءات تنصيب الرئيس السيسى، وهى الإجراءات التى كان محدداً لها هذا التاريخ، كانت ستفجر صخباً بشكل أو بآخر على أثير السوشيال ميديا.

فكيف يمكن أن يفوت البعض فرصة ذهبية كهذه دون أن يطرح رأياً باعتباره معلومة هنا، أو يعيد تدوير مواقف مسبقة لآخرين على أنها سر من أسرار الكون؟ ولو كانت فعاليات التنصيب جرت فى مقر البرلمان فى وسط القاهرة، أو جرت افتراضياً، أو جرت فى حديقة البرلمان أو فى قاعة فرعية وليست الرئيسية، فالهبد كان سيتوجه فى هذا الاتجاه.

بات الهبد واقعاً لا مهرب منه. وتحديد اسم لـ«العاصمة الإدارية» سيفيد الجميع، ولن يضر أحداً.

ولعل تنصيب الرئيس فى المقر الجديد للبرلمان مناسبة جيدة لتحديد الاسم والإعلان عنه.

فقد أصبح الجميع يشير إليها باعتبارها «العاصمة الإدارية»، وهو الاسم الذى أتصور أنه كان مؤقتاً وقت كانت فكرة، أو وصفاً أكثر منه مسمى. والإبقاء عليه أكثر من ذلك سيجعل التغيير أمراً صعباً.

من جهة أخرى، أعتقد أنه مع تواتر المواطنين على «العاصمة الإدارية» لإنجاز الأعمال وقضاء المعاملات وحتى للعمل، من شأنه أن يهدم حاجز الرهبة ويتغلب على العائق النفسى المرتبطين بتغيير المكان المعتاد.

وبهذه المناسبة، «العزال» أو الانتقال من بيت إلى آخر مصنف من قبل خبراء علم النفس باعتباره مسبباً للقلق ومصدراً لاختلاط المشاعر بشكل مؤقت.

وعلى المسئولين والإعلاميين أن يعوا هذا البعد المهم فى المسألة من أجل تيسير عملية الانتقال وسد الباب أمام محاولات نثر السموم المعتادة عبر أكاذيب وتكهنات، مع ضرورة إبقاء المواطن على علم بما يجرى من ترتيبات، بعد إشراكه فى القرارات عبر حوارات مجتمعية أو وطنية.

وعلى سيرة الوطنية، نقول إن قدر الوطن أن يكون فى القلب من إقليم هو الأكثر سخونة فى العالم. ويخطئ من يظن أن الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس السيسى ستكون مركزة فقط على الملف الاقتصادى، وكأن ما يحيط بنا من أحداث جسام وحوادث فادحة قد انتهت بنهاية الفترة الرئاسية السابقة. بالطبع الاقتصاد هو الاهتمام الشعبى الأكبر والأهم.

والطبيعى أن تتعلق أنظار الـ106 ملايين و202 ألف مواطن بما سيتم اتخاذه من خطوات خاصة بأسعار السلع والخدمات، ومراقبة الأسواق، وفتح الأبواب أمام الاستثمارات وضلوع القطاع الخاص بشكل أكبر وأكثر كفاءة إلى آخر التطلعات الاقتصادية المشروعة جداً.

لكن ولاية الرئيس الثالثة فيها اقتصاد، وفيها أمن، وفيها حدود ملتهبة، وفيها أوضاع إقليمية أقل ما يمكن أن توصف بها هو أنها «بالغة الخطورة»، وفيها أيضاً علاقات خارجية مع الشرق والغرب وما بينهما، وفيها زراعة وصناعة وتجارة وتعليم وصحة وحماية اجتماعية وأمن ونظام داخليان وثقافة وسياحة وغيرها.

وليست مبالغة لو قلنا إن أعين الملايين متعلقة بالرئيس لتعميق الثقة بين المواطن والحكومة. إنها الثقة التى لا تستوى بدونها الأمور، أو فلنقل إنها الثقة التى تسهل عمل الحكومة وتهون على الشعب مشاق الطريق.

وعلى سيرة مشاق الطريق، تبدو مسائل مثل التعليم والبحث العلمى والثقافة والخطاب الدينى وكأنها ملفات ثانوية أو اهتمامات قابلة للتأجيل، وذلك مقارنة بالأوضاع الاقتصادية الضاغطة الآن والمخاطر الإقليمية المحدقة الآن.

لكن الحقيقة أن السبيل الوحيد للتعامل مع الضغوط الاقتصادية بشكل يضمن علاجها بشكل مستدام هو بناء الإنسان المصرى بناءً «على مياه بيضاء».

المواطن المثقف المؤمن بالعلم المعتنق التفكير النقدى الداعم للبحث والتفكير النابذ للفكر الدينى المتطرف وحده القادر على التعامل مع الضغوط الاقتصادية بشكل يضمن علاجها ويعمل على عدم تكرارها.

كذلك المواطن المنتمى لبلده، المعتز بهويته الوطنية، الفخور بوطنه وتاريخه وأثره فى التاريخ وموقعه فى الحاضر ومكانته فى المستقبل هو وحده القادر على عدم تعريض أمن بلده الداخلى أو الخارجى للخطر، وإن تعرض فهو وحده القادر على درء هذا الخطر.

بناء هذا المواطن سيجد نفسه ضمن قمة الأولويات على مكتب الرئيس. عمليات البناء البشرى مستمرة ولا تتوقف لالتقاط الأنفاس. وبعد ما نجح الرئيس والمسئولون فى التعامل مع ملف السكن العشوائى، إما بإعادة تأهيله أو بإعادة بنائه، وبعد ما تحولت مناطق عشوائية عدة إلى أماكن معيشية آدمية جداً، يعرف المواطن أن دوره قد حان لتخليصه من عشوائية الفكر عبر الثقافة والعلم والبحث وتطهير الخطاب الدينى. أعان الله الجميع.

arabstoday

GMT 14:06 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة

GMT 14:05 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

اجتثاث البعث السوري

GMT 14:04 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

الرئيس الشرع

GMT 14:03 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

هل يمكن إنتاج أوبريت «ترمب في طهران»؟

GMT 14:01 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

لبنان... عن علي مراد وعقلانية الاعتراض الشيعي

GMT 14:00 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

المساعدات والهيمنة

GMT 13:59 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ظلم لن نشارك فيه

GMT 13:58 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

محمد قنديل.. موهبة استثنائية تفتقد الأشياء الأخرى!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاصمة والرئيس والمواطنون العاصمة والرئيس والمواطنون



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان
 العرب اليوم - ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 08:51 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى

GMT 08:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يفتح خزائن أسراره حول نشأته والشهرة والمال

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل

GMT 13:16 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

الحوثيون يرفضون الاعتراف بالعقوبات بعد تصنيفهم إرهابيين

GMT 12:43 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

كاتي بيري تنجو من تشويه وجهها بالنار بسبب معجبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab