ستمر عطلة العيد سريعا

ستمر عطلة العيد سريعا

ستمر عطلة العيد سريعا

 العرب اليوم -

ستمر عطلة العيد سريعا

بقلم - أمينة خيري

ستمر أيام العيد سريعاً، ونعود إلى معترك الحياة بإيقاعه الذي كان سائداً ما قبل رمضان.. فشهر رمضان يظل "راحة إجبارية لجميع الفرق".

ربما ليس راحة بمعنى التوقف عن العمل و"الأنتخة" بحجة الصياح أو غيره، لكنه راحة ما تٌفرض على الجميع بفضل الشهر الكريم، ويفرضها البعض على نفسه بحكم العادة حيث تحول دفة الأنشطة والتفاصيل الحياتية طيلة 30 أو 29 يوماً بعيداً عن إيقاعها المعتاد، وتتبع إيقاعاً رمضانياً فيه شيء من الهدوء وكثير من التركيز على ساعات الصيام وانتظار انطلاق مدفع الإفطار ثم الانتظار انطلاق مدفع السحور وهلم جرا.

وجرى العرف أن يتسم شهر رمضان بحد أدنى من المحتوى الخبري، باستثناء الجرعة الدرامية وكذلك البرامج الترفيهية التي تتحول إلى "خبر عاجل" ومادة تحليلية ونشرة أخبار الفنانين والكواليس والديكورات وغيرها.

لكن هذا العام لدينا مكونان خبريان فرضا نفسهما طيلة أيام الشهر بشكل أو بآخر.. وكيف لا يفرضا نفسهما وهما بهذا القدر من الأهمية والمحورية والمصيرية، وكلاهما يتصل بحياة كل مصرية ومصري، الأول بشكل غير مباشر والثاني مباشر جداً.

الأول هو حرب القطاع، أو حرب غزة التي لم تخمد نيرانها ولو قليلاً على مدار الشهر.. عيون المصريين وقلوبهم وعقولهم مثبتة عليها وعلى أهل غزة.

إنهم الأهل والجيران الواقعين بين شقي رحا، رحا آلة حرب ضروس لم تعد قادرة حتى على التفرقة بين أهداف عسكرية أو ضحايا مدنيين أو فرق إغاثة وأعمال خيرية فأصابت الجميع في مقتل وخراب.

وهناك رحا اشتعال الحرب نفسها التي يرى البعض أنها كانت ضرورة لإعادة إحياء القضية، ويرى البعض الآخر أن إحياء القضية لا يعني قرار فجائي للقيام بعملية جنت حتى الآن نحو 34 قتيلاً وما يزيد على 76 ألف مصاب ودكت غزة حرفياً، بالإضافة إلى شبح الجوع الذي يلوح في الأفق وقسوة الحياة التي لا يتحملها بشر لمن تبقوا في الداخل.

هذا الفريق الثاني – رغم إيمانه بضرورة إعادة إحياء القضية لأنها قضية حق مغتصب- قادر على رؤية ما يتم التلويح به انطلاقاً من حرب القطاع.

بدأت أصوات منظمة ممنهجة مخطط لها جيداً تتعالى بشكل صريح ومباشر تطالب شعوباً عربية بعينها الخروج إلى الشوارع والغضب والثورة وعدم الاعتداد بحكوماتها وقياداتها والانطلاق نحو فلسطين لتحريرها! وهي في دعوتها تلك تعرف جيداً ما تخطط له.

فوضى عارمة لا تقتصر على حرب القطاع فقط، ولا تكتفي بدول عدة حروبها الداخلية قضت عليها وعلى شعوبها أو كادت، بل تحلم أن تمتد الفوضى الشاملة والخراب الكلي إلى الجميع، لا سيما دول الجوار!

حيث إن العيد سيمر سريعاً كما أسلفت، وحيث أن الاهتمام الجماهيري بالأخبار، وعلى رأسها حرب القطاع، سيعود كما كان قبل رمضان، شهر الراحة الإجبارية الإخبارية، أرى أن الاستعداد لهذه "الرؤية" وتلك "الدعوة" التي بدأت شخصيات هنا وهناك تطلقها عبر أبواق إقليمية مكثفة ضروري.

الاستعداد يكون بالمواجهة عبر المكاشفة والمصارحة وإتاحة المعلومات والعمل على فك الاشتباك بين ما يتم الدعوة له وكأنه المطلوب من كل مؤمن ومؤمنة أو من كل شريف وشريفة - بحسب لغة الخطاب المستخدمة والتي تدغدغ المشاعر وتدق على أوتار الإنسانية- وبين أرض الواقع وحقيقة الأمور.

وأشير في هذا الصدد أن التضامن والتآزر والتعاطف، بل والمطالبة بإنهاء الحرب الوحشية فوراً بكل السبل لا تمر من بوابة إشاعة الفوضى في دول الجوار.

للأسف بيننا من هم عامرون بالإنسانية، مليئون بالإيمان، مفعمون بالخير، لكنهم غير ملمين بأبعاد الفصائل والكتائب والميليشيات، وتاريخ الفتن والمكائد، وأساليب دس السموم وإشاعة الفوضى والخراب.

مد يد العون لا يعني قطع اليد وتقديمها مبتورة للمكلوم!

كلام كثير يقال عن الاقتصاد استعداداً للعودة إلى معترك الحياة المعتادة بعد العيد.

الأزمة الاقتصادية التي كابدناها – وما زلنا- هي المكون الخبري الثاني الذي خفت إلى حد كبير طيلة أيام الشهر الكريم بالإضافة إلى إجازة العيد، لكن الخفوت لا يعني الانتهاء.

الأزمة موجودة، وإن كانت القيادة السياسية قد اتخذت عدداً من الإجراءات وقامت بالعديد من الخطوات على أرض الواقع قبل رمضان، كان من شأنها أن خففت حدة الأزمة وضخت الكثير من الأمل.

الأمل جميل، والتخفيف حميد، لكن الجميع ينتظر التأثيرات التي سيشعر بها في جيبه وفي تفاصيل حياته اليومية عقب إجازة العيد السعيد. والحقيقة إن جنون أسعار السلع الغذائية لم يهدأ طيلة رمضان. إنها عادة البعض من التجار الذين يعتبرون الشهر الكريم مناسبة لتحقيق أرباح خيالية من جيوب الصائمين والصائمات. لكن هذه العادة التي تزامنت هذا العام مع أسعار كسرت حاجز الصوت والضوء والعقل والمنطق، تارة بفعل الأزمة الاقتصادية وأخرى بفعل أزمة الضمير الطاغية وغياب الرقابة الحكومية الكافية.

آمال المصريين وأحلامهم وطموحاتهم معلقة على المحتوى الخبري الذي حتماً سيعود إلى وتيرته الساخنة بعد ساعات. علينا الاستعداد.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستمر عطلة العيد سريعا ستمر عطلة العيد سريعا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab