سحر الإعلام

سحر الإعلام

سحر الإعلام

 العرب اليوم -

سحر الإعلام

بقلم - أمينة خيري

سحر المفعول غير مسبوق. هذه المرة، يقف الإعلام «التقليدى» و«الجديد» فى القدرة على سحر المتلقى والتحكم فى مشاعره وتوجيه غضبه وفرحه وحزنه وآماله وأحلامه مستخدمًا أدواته التقليدية والجديدة على حد سواء.

هذه المرة أيضًا، ينضم الإعلام الغربى إلى منظومة الإعلام غير القادرة - أو بالأحرى غير الراغبة - على رؤية ما لا تريد رؤيته. حتى الأمس القريب، كنا نتحدث عن انحياز التناول وزاوية التصوير ومجال التركيز واختيار النقاط التى يجرى تغطيتها وتحليلها، ثم جاء عصر الانحياز الصريح القادر على إلغاء طرف برمته.. وفى حال التطرق له، يبدو الأمر وكأنه لاعب ثانوى.

حرب غزة مستمرة فى كشف المستور. وما كنا بالأمس القريب نحذر من كونه تحيزًا ضمنيًا أو تجاهلًا ذكيًا يصعب شرحه فى كلمات أو تحديده فى نقاط، يطل علينا على مدار ساعات اليوم الـ 24 تحيزًا واضحًا لا ريب فيه. صحيح لا يمكن الادعاء بأن الإعلام العربى نموذج يحتذى فى الموضوعية والمصداقية دائمًا وأبدًا، لكن على الأقل سقط هذا القناع عمن كانوا يدَّعون ملكيته الحصرية.

متابعة القنوات الإخبارية بمختلف هوياتها وجنسياتها وأجنداتها يجعل المتلقى يشعر وكأن الحقيقة حقيقتان، أو كأن الحرب الجارى تغطيتها على هذه القناة تختلف عن تلك الدائرة رحاها على القناة الأخرى. غالبية المتلقين أو المشاهدين يميلون إلى اختيار القناة التى تتطابق أو ترضى تغطيتها ميلهم وأيديولوجيتهم وأفكارهم السابقة. فى الأحوال العادية- بما فيها الحروب العادية (إذا جاز التعبير)- يبحث المتلقون عن قنوات ومواقع اكتسبت صفة «الشطارة» فى تغطية الأزمات والكوارث.

و«الشطارة» هنا يُقصد بها التواجد فى المكان عقب وقوع الحدث، وفى بعض الأحوال - كما شهدنا فى قنوات إقليمية خبرية فى حروب سابقة - التواجد قبل وقوع الحدث وتصويره بينما يقع!.. هذا بالطبع بالإضافة إلى التغطية المهنية من حيث استيفاء الخبر عناصره، والاستعانة بمحللين على علم بما يتحدثون عنه.

لكن حرب غزة قلبت المعايير فى الإعلام، أو ربما أهمية وفداحة ومحورية ما يجرى، ليس فقط لإسرائيل والقضية الفلسطينية، ولكن فى توازنات العالم كله، ولاسيما الدول الكبرى. حتى الصراعات التى كانت مندلعة ومستمرة قبل حرب غزة ستتغير موازينها ومصائرها فى ضوء ما يجرى فى غزة.

ربما هذا يفسر جزءًا من التراوح الكبير فى التغطيات الإخبارية، والدَّقّ الهائل على أوتار دون غيرها، كلٌّ حسب توجهه. خاسران رئيسيان يطلان برأسيهما فى هذه الفوضى المهنية العارمة: أهل غزة، والحقيقة.

وأشير فى هذا الصدد إلى أن حجم ما يتعرض له المدنيون فى غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية لا يظهر إلا على القنوات العربية التى لا يشاهدها سوى العرب. والعكس صحيح على القنوات الغربية، حيث لمحات بسيطة مما يجرى فى غزة وتركيز كبير لما يجرى فى إسرائيل، وهى القنوات التى لا يشاهد الغرب سواها، وهو ما يعمّق أثر السحر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الإعلام سحر الإعلام



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab