استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم

 العرب اليوم -

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم

بقلم: رضوان السيد

عندما مضيتُ للدراسة بالأزهر عام 1966، سُرعان ما عثرت على كتاب مالك بن نبي «فكرة الآسيوية - الأفريقية في ضوء مؤتمر باندونغ». وقد كان مثل هذه العناوين التي صارت شعاراتٍ بمصر يومها، قد تجلّى في مقولتَيْ عدم الانحياز والحياد الإيجابي. لكنْ أن تأتي هذه المقولات والبرامج من مفكّر إسلامي من أصل جزائري إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار؛ فهذا أمرٌ مختلفٌ تماماً. قبل الذهاب إلى مصر ما كنا نعرف لمالك بن نبي إلا نظريته المحبطة في القابلية للاستعمار. نحن في المشرق نذكر ما قبل الحروب الصليبية وما بعدها، أما المغاربة فيذكرون ما بعد الموحِّدين، والموحِّدون هم آخِر الدول القوية بشمال أفريقيا، وبحسب مالك بن نبي ولعوامل كثيرة استجدت حالة القابلية للاستعمار، وهو ما سميناه نحن بالمشرق زمن الانحطاط، لكنه كان عندنا ثقافياً وفكرياً حتى القرن الثامن عشر، بينما ساد لدى المغاربة بحسب مالك بن نبي الأمران معاً؛ الضعف العسكري والتراجع الثقافي.

لماذا هذا التمهيد الطويل؟
لأنّ مالك بن نبي، بعد البداية المتشائمة في تحليل عوامل ظهور الحضارة والتراجع الحضاري، رأى في الثورة المصرية، ثم في دخول مصر إلى جانب الصين والهند وإندونيسيا ودول أخرى كثيرة تحررت من الاستعمار حديثاً، أو تناضل من أجل ذلك، في تحالُفٍ بدأ بمؤتمر باندونغ بإندونيسيا (1955)، سبيلاً للدخول من جديد على الآفاق الكبرى للتحرر من الاستعمار، والتنمية والتقدم، ولعب دور مؤثر في عالم العصر، وعصر العالم. مالك بن نبي رأى في هذا التحالف خروجاً من التبعية، ومن أهوال الحرب الباردة، ووقوفاً وقفةً صلبةً مع الآسيويين الكبار للفصل بين الجبارين، فلا تتطور الحروب الباردة إلى حربٍ ساخنةٍ من جديد!
اعتبر مالك بن نبي هذا التحالف الشاسع فرصة فيما وراء القومية الضيقة والتأصيلية باسم الإسلام. قال إنّ الآسيوية - الأفريقية تملك إمكانات لحضارة جديدة، وهكذا هو شأن الإسلام الواسع الذي تعايشت حضارته مع الحضارات الأخرى. ثم إنّ تَوق العرب للتحرر من الاستعمار والتبعية لا يقلُّ عن تَوق الهنود والصينيين والإندونيسيين، كما لا ينبغي تجاهل خصوصية تيتو والمتحد اليوغوسلافي المتنوع.
خطرت لي هذه الخواطر كلُّها عندما كنتُ أُتابعُ زيارة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية، وعقدت بترتيب من المملكة 3 قمم معه؛ السعودية - الصينية، والخليجية - الصينية، والصينية - العربية. عند المملكة ما تقدمه، على سبيل الندية والتوازن، كالملاءمة بين رؤية 2030، ورؤية الحزام والطريق الصينية (2013 - 2015). ولديها الإقدام على الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع الصين في مجالاتٍ شتى شاسعة وواسعة. ثم إنها بالتوازي تضمُّ معها الدول الخليجية والأخرى العربية التي تجعل بمجموعها الصين أكبر الشركاء العالميين أو من أكبرهم. فالحاضر ليس الموارد وحسْب، بل المجالات الاستراتيجية في البحر والبر والجو عبر البحار والمحيطات، وإمكانات النمو الكبير والمستدام، والتعاون الشاسع الآفاق.
ماذا يعني هذا كلّه؟
من جانب السعودية والعرب الآخرين، يعني أنهم يمتلكون المشروع والإرادة، ويعرفون مصالحهم جيداً، كما يعرفون العالم. وهم يتمتعون بالثقة في أنفسهم، والصدقية في عهودهم. وقبل ذلك وبعده هم حريصون على الندية والحرية والاستقلال، من دون افتئاتٍ ولا انتقاص.
ماذا يعني ذلك بالميزان الاستراتيجي؟
إنّ هذا اللقاء الصيني - العربي يشكّل تحولاً بارزاً ضمن التحولات في نظام العالم المعاصر. وقد عرف العالم خلال الحرب الباردة، وبعدها تحولات استراتيجية مختلفة، بعضُها يُحسَبُ على المصالح المشتركة بالتحالفات على مستوى الإقليم، أو التحالفات النوعية بين عدة دول في الاقتصاد والأمن، أو فيهما معاً. ولأنّ الولايات المتحدة صارت هي القطب الأوحد بعد الحرب الباردة؛ فإنّ كلَّ لقاءٍ مستدام لا تكون هي فيه أو راضية عنه؛ فإنها تعامله بعداءٍ أو في الحدّ الأدنى بجفاء. وعندها كما هو ظاهر حساسيات عالية تجاه الصين التي صارت ثاني اقتصادٍ في العالم، بل ثاني قوة عسكرية في العالم أيضاً.
وكان المعتقد أو المفترض أن يقوم تحالف أو تكتل أورو - آسيوي تكون روسيا فيه هي الأول بين متساوين. لكنّ هذا صار مستبعداً الآن بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ثم إنّ أوروبا، رغم انفصال بريطانيا عن اتحادها، صارت مضطرةً لتوثيق التحالف مع الولايات المتحدة، ولو اضطرت إلى استيراد الطاقة وجزء من الغذاء من بعيد، من الولايات المتحدة مثلاً. وهكذا فالظاهر الآن أمران؛ انتشار مقولة عالم ما بعد أميركا، وتعدد الأقطاب. والتعددية القطبية التي كان المقصود بها اقتصادياً؛ صارت تنطوي الآن على بُعدين؛ استراتيجي وعسكري. ولذا، فإنّ عالم ما بعد أميركا كان وما يزال غائم المعالم. كما أنّ القطبية المتعددة ما تزال متنازَعاً عليها. فلو افترضنا تكوّن قطب صيني؛ فإنّ الهند المجاورة لن تكون جزءاً منه باعتبارها عملاقاً أيضاً!
ولذلك، فالثابت حتى الآن ميل «القوى الوسطى» إلى تكثير الخيارات الاقتصادية والتكنولوجية، مع عدم الميل للمواجهة. فقبل زيارة الرئيس الصيني، زار الرئيس الأميركي المملكة العربية السعودية، وشهد اجتماعاً خليجياً وعربياً، وتحدث عن صداقاتٍ قديمةٍ بالمنطقة، وعن أبعادٍ أمنيةٍ لهذه الصداقة. ولذا، قد لا يكون سهلاً على الولايات المتحدة المساواة بينها وبين الصين، التي قبل عقدٍ من الزمان ما كانت غير بائعٍ كبير، ومستوردٍ كبير، إلى أن أعلنت عن هويتها الجديدة والطموحة في خطة «الحزام والطريق». وبين الصين والولايات المتحدة - كما سبق القول - حساسياتٌ كبرى وتنافس؛ لكنها لا تسري على العرب الذين يظلُّ همُّهم عدم الدخول في المحاور التي صار تقديرهم أنهم يستطيعون بالقدرات وبالإرادة وبالمصالح أن يظلُّوا بمنأى عنها، والرهان أن يتقبل الأميركيون الواقع الجديد للاستقلال العربي، ما دامت العلاقات مع الصين ومع أوروبا ومع الهند لا تضرُّ بمصالحهم ولا بحساسياتهم السوقية!
حتى فنزويلا الواقعة في خاصرة الولايات المتحدة ما استطاعت أميركا إخضاعها بعد نحو العقدين، وإن فرضت عليها البؤس بالحصار. وبعد مرات الفشل في العراق وأفغانستان عسكرياً، والفشل مع فنزويلا وغيرها اقتصادياً؛ فإنّ الأميركيين (رغم التذمر الظاهر) سيتقبلون الواقع الجديد في العلاقات مع العرب، لأنهم يمتلكون مصالح هائلة في الخليج والعالم العربي ومن حوله. ولسوف يعملون بعد التجربة الفاشلة في بداية عهد بايدن على إقناع العرب (عملياً) بأنّ مصالحهم مع أميركا هي الأكثر فائدةً لهم، ولذلك سيحرصون على عرض وجهٍ أفضل للعلائق، وعيونهم على التحديات الصينية من جهة، وعلى ما نزل بسياساتهم نتيجة أخطاء وخطايا طرائق التعامل مع إيران، تارةً في تفضيلهم لها، وطوراً في تركها تسيح في المنطقة!
الوضع الآن ليس كالوضع إباّن الحرب الباردة في الستينات بحيث تصح فيه مقولات مالك بن نبي تماماً؛ كما أنه ليس أيضاً مثل الوضع عندما كانت الولايات المتحدة تحلُّ محلَّ بريطانيا في السبعينات. هي أُممٌ ودول تريد أن تتحرر وتتفرغ لصنع العيش الكريم والجديد والمتقدم، وتكره المواجهات التي تُسيء إلى هذا الهدف النبيل. وعلى القطب الذي لم يعد أوحد أن يتقبل ذلك!

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم استعادة التوازن وصنع الجديد والمتقدم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab