الدولة الوطنية الحاضر والمستقبل

الدولة الوطنية.. الحاضر والمستقبل

الدولة الوطنية.. الحاضر والمستقبل

 العرب اليوم -

الدولة الوطنية الحاضر والمستقبل

بقلم - رضوان السيد

  لا يكاد يمرُّ أسبوع إلاّ ونقرأ كتاباً مترجَماً أو مؤلَّفاً حول مفهوم الدولة وفكرتها وما طرأ عليهما من تغيرات، في التكون والمقومات والمؤسسات والسياسات. والبحوث المعنية هذه الأيام تقصد إلى الدولة الوطنية أو ما بعد القومية، وعمادُها المواطنة والتنمية المستدامة والعلاقات الدولية الرحبة.  
  لقد سبقت هذه المرحلة حقبة ما بعد العرب العالمية الثانية، وتبلوُر النظام الدولي في ميثاق الأُمم المتحدة (1945) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948). وحداتُ النظام الدولي كانت ولا تزال الدول القومية التي تلقّت ضربات قوية في الحربين العالميتين، باعتبار أنّ الصدامات المروِّعة التي أهلكت عشرات الملايين كانت بين الدول القومية الأوروبية وظهور الحركات الفاشية. لكنها في البلدان المقبلة على التخلُّص من الاستعمار والوصول إلى الاستقلال، مثل الصين والهند ويوغوسلافيا وإندونيسيا ومصر، كانت لا تزال ذات شعبية. ثم اختلطت الأمور بسبب الحرب الباردة بين الجبارين وتعثرات قيام الدول وتطورها بعد ستينيات القرن العشرين.  
  كان الأنثروبولوجيون الغربيون يذهبون إلى أنّ مجتمعاتنا انقسامية بطبيعتها ولا تتمتع بالصفاء القومي (!)، ثم صاروا يتحدثون عن الأنظمة الكوربوراتية خارج منطقة الخليج العربي ويقصدون بها الأنظمة العسكرية. ويطالبون دول الاستقرار بالتحديث. وبعد تجارب مريرة بدأ تبلور كيانات المستقبل حين ظهرت الدولة الوطنية الاتحادية التي جمعت الإمارات العربية.
المهمُّ في دولة الإمارات أنها اتحادٌ سلميٌّ ما خالطت القوةُ ولا الانقلابُ قيامَه، وتطور باعتباره كياناً ناجحاً قام في بداية عقد السبعينيات واكتمل بناؤه الاتحادي في منتصف العقد ذاته.
    إنّ التحول نحو الدولة الوطنية خارج الجزيرة العربية رافقته تحديات، أولها آثار المرحلة القومية سواء لجهة الطابع الاندماجي أو لجهة أنظمة الحكم. وتُوهم تلك المرحلة أن الدولة الوطنيةَ تتخلى عن الانتماء الكبير. في حين أنّ الانتماء العربي لا يثبتُ إلاّ بها.
أما التحدي الثاني فهو ظهور الأصوليات التي تُشدِّدُ على أيديولوجيا الأمة التي لا تعرف الحدود، وتضع الأمة في مواجهة الدولة الوطنية. والفكرة في صيغتها المعاصرة اندماجيةٌ أيضاً، وتتنكر للتعدد وللحريات، وتقول بالهوية الواحدة ولا تملك مفهوماً واضحاً للمواطنة، وتمارس العنف.
والتحدي الثالث هو تحدي العلاقات الدولية. فبعد الحرب الباردة جاء زمن الهيمنة الذي لا يقبل حقاً مسألة السيادة الوطنية.     من كل النقد غير الموضوعي لمرحلتي القومي والوطني في التجربة السياسية، يبقى أمرٌ واحدٌ وهو اختلاف البيئات السياسية والثقافية ضمن العالم العربي.
ففي حين مضت دول الاستقرار في الخليج باتجاه المواطنة والتعدد والتنمية المستدامة دونما اهتزازاتٍ أو اضطراب، تعرضت عدة دول (قومية) عربية للاضطراب تحت وطأة التحديات الثلاثة التي ذكرناها، وأهمها التدخل الدولي والإقليمي في شؤونها، وتعرُّضها لموجات أصولية. أذكر في مقالاتي منذ العام 2012 أننا كنا نخاف من الدولة والآن صرنا نخاف عليها.. نخاف عليها من التدخلات الخارجية في شؤونها وفي أرضها وثرواتها، وفي عدم السلام بين فئاتها.
    لكن عندنا تجربة الدول الوطنية الناجحة بمنطقة الخليج، والتي صلُب عُودُها وصارت رائدة وملء السمع والبصر بالحداثة والتقدم والمواطنة والتعدد والتنمية المستدامة.
وها هي الدول الوطنية الناجحة تسعى للتدخل الإيجابي في النواحي المضطربة من أجل حفظ وحدة الأرض والناس، وكفّ التدخلات، وصُنْع المستقبل القومي بالسلم والأمن، وبحيث تبقى الدولة الوطنية هي ملاذ الناس وأمنهم ومستقبلهم.
*أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
     

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة الوطنية الحاضر والمستقبل الدولة الوطنية الحاضر والمستقبل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab