البابا فرانسيس وتحديات العصر

البابا فرانسيس.. وتحديات العصر

البابا فرانسيس.. وتحديات العصر

 العرب اليوم -

البابا فرانسيس وتحديات العصر

بقلم - رضوان السيد

خرج بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس من المستشفى أخيراً، وأشاع خصومه أنه يريد الاستقالةَ، كما فعل سلفه بنديكتوس السادس عشر عندما اعتقد أنه ما عاد قادراً على القيام بمهامه على الوجه الأكمل. عندما تولّى البابا فرنسيس مهامّ منصبه عام 2013 صاغ لنفسه برنامجاً من أربع نقاط تتشابك أحياناً، كما تبدو مستقلةً إحداها عن الأخرى أحياناً أخرى. النقطة الأولى: الإصلاح الداخلي لأوضاع الكنيسة الكاثوليكية، وهي مؤسسةٌ هائلة الاتساع، لأن الدين الكاثوليكي يوشك أن يكون الأول عالمياً.
وبخلاف كل الأديان الأخرى، تبدو الكاثوليكية المؤسسةَ الأكثرَ تماسُكاً على المستوى الديني في العالم. كان هدف البابا السابق، وهو لاهوتي كبير، أن يعيد ضبط الانتشار الشاسع أيام البابا يوحنا بولس، عن طريق الانكماش المتشدد وتجاهُل الاحتياجات التي يفرضها العصرُ وتقلباتُه على مستوى الأجيال الشابة.. وذلك إلى حدّ محاولة استعادة أعلام التيار الأشد محافظةً. ونجم عن ذلك عدم الإصغاء لإيجاد حلول للمشكلات، مثل الإجهاض وتكهين النساء وزواج الكهنة.. إلخ.
كما لم يُصغ لآلاف الاتهامات ضد الكهنة في تعاملهم مع الأطفال. وهذه المشكلات كلها اعتبرها البابا فرنسيس أولوياتٍ لا بد من التصدي لها. وبسبب انفتاحه صارت له شعبيةٌ بين الشباب، وبالطبع فإن هذا أثار عليه المحافظين داخل الكنيسة.
أما النقطة الثانية، فكانت تحسين العلاقات مع الديانات الأُخرى وبخاصةٍ الإسلام. فمنذ عام 2013 وحتى اليوم، أصرّ البابا فرنسيس على فتح كل أشرعته تجاه الإسلام والمسلمين. وفي هذا الصدد، كما هو معروف، فقد وقَّع مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب وثيقةَ الأخوّة الإنسانية بأبوظبي في 4 فبراير 2019. وقد سارت أبوظبي، وكذلك الأزهر والفاتيكان، مع وثيقة الأخوّة وسياساتها حتى النهاية.
والنقطة الثالثة: الالتفات إلى المسيحيات الأخرى والبوذيات والهندوسيات، وهو أمر دفع المتشددين من الكاثوليك والبروتستانت إلى القول إنها تعدديةٌ دينيةٌ لا تتحملها المسيحية، رغم حسن نوايا البابا. ويتحدث البابا دائماً عن القواسم المشتركة في مسعى الوصول إلى أخلاق عالمية تتفق عليها سائر الأديان. والنقطة الرابعة: الدخول على القضايا العالمية، مثل الفساد البيئي والأوبئة والأمراض والمجاعات والحروب.. وكلها قيم ومقاربات أخلاقية ظهرت في سائر رسائل البابا، كما في وثيقة الأخوّة الإنسانية.
لقد صارت متغيرات الأزمنة تحدياتٍ كبيرةً لسائر الأديان. وميزة الكاثوليكية أنها لا تزال متماسكة إلى حدٍّ بعيد. لكنّ بعض المراقبين يذهبون إلى أنّ نزعة البابا الإنسانية توشك على تفجير المسيحية الكاثوليكية من الداخل! المحافظون تتكاثر اعتراضاتهم وينتظرون نهاية «القديس». أما راديكاليو الشباب، فيعتبرون أنّ أكثر ما طالبوا به البابا وأعلن الاستجابة له لم يتحقق بعد! بعد البابا فرنسيس لن تعود المسيحية الكاثوليكية كما كانت. لكنّ تيارَه التواصلي المتقدم، يحتاج إلى متابعةٍ حثيثة من أجيال ما بعد الحداثة.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا فرانسيس وتحديات العصر البابا فرانسيس وتحديات العصر



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab