زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني

زلازل سوريا وتركيا.. والموقف الإنساني

زلازل سوريا وتركيا.. والموقف الإنساني

 العرب اليوم -

زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني

بقلم - رضوان السيد

واجهنا وواجه العالَم في السنوات الأخيرة ثلاث كوارث: وباء «كوفيد - 19»، والسيول الهائلة، والزلازل. وفقدت البشرية ملايين الضحايا بسبب الوباء. وما كانت السيول في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة في السودان وباكستان، سهلةً على الإطلاق. إنما رغم ذلك فإنّ الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا كان الأشدّ هولاً، وبخاصةٍ أنه جاء في فصل الشتاء القارس. في زمن «كورونا» ما انقطع الأمل في إيجاد علاج أو دواء، وكان من الممكن للمقتدرين أن يدخلوا المستشفيات وأن يستعيدوا عافيتهم بنسبة 50% كما قيل.
وكان الوباء أكثر «عدالة» كما يقال، فلم يفرّق بين غني وفقير، ولا بين دولٍ مختارة وأخرى ليست من أهل الاختيار. إنما يبقى أنه كان هناك نوع من المفاجأة في أسباب حدوث الداء والوباء، وكيفيات انتشاره. ما انتهى الوباء، بل تعددت أنواعه وأعراضه، ويبدو الآن أنه كان موجة عاصفة أو تسونامي جرى تجاوز قسمه الأعظم. والسيول مصيبةٌ كبرى، فهي تجتاح مساحات شاسعة، وحتى في مناطق كانت تعاني الجفاف والقحط.
إنما الهرب منها ممكن، مما يخفف الخسائر في الأرواح، لكن سيكون هناك خراب كثير وتخريب كثير. ولذا فإنّ السيل ينتهي ولا تنتهي آثاره في تخريب منازل الفقراء الهشة وتهجيرهم. وتأتي فظاعة الزلازل في حدوثها فجأة. والمفروض أنه يمكن قياسها والتنبؤ بها، إنما لا ندري لماذا كانت المفاجأة كاملة في حالتي تركيا وسوريا. فبالإضافة إلى الخراب والتهجير، هناك بالدرجة الأولى الموت تحت الأنقاض بلا حساب.
ولأنّ الزلزال التركي السوري حدث في الرابعة والنصف صباحاً، فقد كان نصيب ونصاب القتل بين الأطفال والنساء كبيرات السن هو الأعلى والأفظع! وسيزيد عدد القتلى في تركيا بالتأكيد على العشرين ألفاً، وفي سوريا على العشرة الآلاف. وفي سوريا، وبالذات في مناطق الشمال والشمال الغربي، قد لا نعرف عدد المفقودين حقاً.
الجميع يشكو والأهوال تستدعي ذلك، لكنّ الرئيس التركي قال إنّ المساعدات جاءت لبلاده من سبعين جهة، ومنها بالطبع جهات عربية متعددة. أما في سوريا، فكان الإقبال على المساعدة أقلّ باستثناء الدول العربية التي لم تفرّق بين الشمال والجنوب، مثل المؤسسات الدولية. وكما هو معروف في كل الزلازل، فالهول هَولان: هَول الفقدان المباشر، ثم هول الخراب والتهجير. وكما في الحرب المستمرة في سوريا منذ عام 2011، فهناك خراب قائم، وملايين الناس المهجّرين.
والمؤسف أنّ تركيا استقبلت ملايين اللاجئين الفارين من سوريا، وبعضهم يلقون الهلاك الآن في مواطن تهجيرهم. أما في سوريا، فسمعت ناجياً يقول إنّ أُسرته هلكت وهم مهجَّرون مرتين! أردوغان الذي أمامه معركة انتخابية على منصبه قال إنه سيصلح ويبني كل شيء خلال عام. لماذا تحدث هذه الكوارث؟ في حالتي «كورونا» والسيول، يقال إنّ ثمة أسباباً إنسانية وبيئية.
وبخصوص «كورونا» اتهموا الصين، رغم أنها كانت أكبر المتضررين. لكن في حالة السيول يتهمون الوضع أو الاختلال البيئي والتغير المناخي، وللإنسان يدٌ بارزةٌ فيه. وقد جرت مؤتمرات كثيرة وعهود وعقود.. وليس من المعروف هل تكون لذلك جدوى؟ ويقال: لأنّ الضرر من الأوبئة والسيول عالمي، فإنّ العالَم المقتدر يهتم أكثر فأكثر. لكن ما الذي سيصل إليه الأمر؟ هذا ما لا نعرفه! وتبقى الزلازل التي يعرف العلماء عنها الكثير، لكنهم يصفونها فقط ولا يستطيعون منع حدوثها.
ويقولون: هذه الناحية تقع على «فالقٍ زلزالي»! وهو تعبيرٌ مخيف، لكن التنبؤ بدقة أمر مشكوك فيه. البؤس الإنساني لا ينتهي. وغير المؤمن يتحدث عن غدر الطبيعة، أما المؤمنون فليوذون برحمة الله ولطفه. أعان الله الأتراك والسوريين على هذا البلاء الكارثي.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab