الأضحى عراقة وتجدد

الأضحى.. عراقة وتجدد

الأضحى.. عراقة وتجدد

 العرب اليوم -

الأضحى عراقة وتجدد

بقلم - رضوان السيد

نؤمن نحن المسلمين، بحسب نص القرآن الكريم، أنّ إبراهيم أبا الأنبياء هو داعية التوحيد الأكبر، في المرحلة الثانية للتاريخ الإنساني بعد نوح عليه السلام. أما إبراهيم وابنه إسماعيل، وبحسب القرآن أيضاً، فهما جدّا العرب لناحية النسب، كما أنهما مسؤولان عن بناء الكعبة، أي البيت الحرام بمكة، مشترعين الحج إليه.
والانتساب إلى إبراهيم عليه السلام هو بالنسبة لنا - نحن العرب - تحدُّرٌ نَسَبي، كما أنه انتسابٌ ديني لدى سائر المسلمين. ويؤكّد الحجاج ومن ورائهم سائر المسلمين كلَّ عام في موسم الحج هذا الانتساب المزدوج إلى إبراهيم. والمعنى الثالث هو التضحية التي يمثلها كلٌّ من النبيين في الإخلاص ونذر النفس، واجتراح نموذج المروءة والضيافة في ذلك المكان المبارك الذي لا زرع فيه، لكنّ فيه كلَّ معاني الحياة المزدهرة وإنسانية الإنسان، والكفاية في الإطعام من الجوع والأمن من الخوف.
اشتد شَوق المتعبِّدين من المسلمين لزيارة البيت الحرام على سنّة جدهم إبراهيم بعد سنوات كورونا الجدباء. لذا اعتمر أكثر من خمسة وعشرين مليوناً في شهر رمضان، وحجَّ عدةُ ملايين، لتجديد عهدهم بالبيت، وزيارة المدينة المنورة للوفاء والدعاء لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلّم، كما يفون لإبراهيم وإسماعيل.
لقد رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: أنا دعوة أبي إبراهيم. والدعوة دعوتان: دعوة الرحمة بدين الإسلام، ودعوة إبراهيم لأن تكون الكعبة وتبقى محجةً ومثابةً للناس وأمناً ما دامت السماوات والأرض.
وفي العقود الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص، شعرنا نحن عرباً ومسلمين بغربةٍ في العالم وعنه، بسبب تنمُّر بعض أبنائنا وإساءتهم لأمن العالَم وإنسانية الإنسان، ولأنّ قوى عالمية كبرى أرادت عزلَنا عن العالم تارةً للافتراق في الدين، وطوراً لأوهام التفوق والتمييز والاستئثار. ولذا سعى بعض عقلائنا في السياسة والدين لتجديد الخطاب الديني، خروجاً من تشددٍ وانغلاقٍ لا مسوِّغ لهما، ولجلاء القتام عن وجه الإسلام، بالتواصل والشراكات مع الأديان والثقافات ومن ذلك الديانات الإبراهيمية، وبتأكيد الأخوّة الإنسانية. وهما أمران قرآنيان لا يمكن إنكارهما كما لا يمكن أن نتنكَّر لمبادئ وقيم الإيمان والإسلام.
القرآن الكريم يَعتبر الدينَ في أصله واحداً، وعلى ذلك عروض القرآن لسائر دعوات الأنبياء ورسالتهم. لكنّ القرآن يخبرنا أيضاً أنّ الناس ما يزالون مختلفين وعلى ذلك خلقهم. فأشواق التلاقي لدينا هي التماسٌ مع الاختلاف، للقواسم المشتركة الناجمة عن الأخوّة الإنسانية وعن أخوّة الإيمان، وأن لا يتخذ بعضُنا بعضاً أرباباً من دون الله، كما يذكّرنا القرآن، ويذكّر «أهل الكتاب» وسائر الناس. لا يسعى أحدٌ منا ولا من أرباب الديانات الأخرى للاندماج أو إنتاج دين جديد واحد بعد قرونٍ وقرون من التمايز والاختلاف، واعتزاز كلٍ بدينه أو معتقده.
نحن محتاجون إلى الانفتاح وإلى التلاقي، لأنّ ديننا دعوةٌ عالمية لا تقبل التقوقع والانعزال ولا العدوانية تجاه الآخر الذي نتشارك معه في الإنسانية وفي قيم التعارف والسلام. الديانات متعددة، ونحن نسعى - ومعنا كثيرون من أتباع الديانات الأخرى - إلى التوافق على قيم أخلاقية كبرى ومشتركة.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأضحى عراقة وتجدد الأضحى عراقة وتجدد



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:02 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم
 العرب اليوم - أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم

GMT 16:29 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

عبير صبري تكشف سبب اعتذارها عن شباب امرأة
 العرب اليوم - عبير صبري تكشف سبب اعتذارها عن شباب امرأة

GMT 00:57 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

عبد المجيد عبد الله يتعرض لأزمة صحية مفاجئة

GMT 17:09 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بفعل تعطل الإمدادات من كازاخستان

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

إسرائيل تعلن تدمير أسلحة سورية في درعا

GMT 00:55 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

مشجعون يعتدون بالضرب على لاعب كرة قدم في إنجلترا

GMT 00:56 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الحصبة تتفشى في ولاية أميركية وتظهر في أخرى

GMT 17:48 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

ياسمين صبري تخوض صراعاً شرساً في برومو "الأميرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab