عودة المكارثية
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

عودة المكارثية

عودة المكارثية

 العرب اليوم -

عودة المكارثية

بقلم - سوسن الأبطح

حين تصبح «الثقافة هي الجبهة الثالثة في الحرب الأوكرانية»، بعد الجبهتين؛ العسكرية والاقتصادية، كما قررت وزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس، فثمة ما يدعو لتوقع الأسوأ، والشعور بأن كل الحدود قد استبيحت.
الأمر لا يتوقف على طرد فاليري غيرغييف، قائد أساسي في أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية، أو إلغاء حفلات عازف بيانو عبقري مثل ألكسندر مالوفيف في مونتريال، وهو لا يتعدى العشرين عاماً، وله عائلة في أوكرانيا، أعلن جهراً أنه ضد بوتين. وصل العداء إلى مهاجمة من يتحدث الروسية في الشارع، وإلى معاقبة مطعم تشتم منه رائحة روسيا، ونبذ طلاب أقسام الآداب الروسية في الجامعات الأوروبية، والتنمر عليهم في وسائل التواصل. وهؤلاء يأتون من مختلف البلدان، ولا غاية لهم سوى المعرفة. لا داعي للحديث عن مقاطعة القطط ذات الأصل الروسي، ومهاجمة المراكز الثقافية، فهذا كله ضرب من الجنون، يحتاج إلى وقفة شجاعة من المثقفين الأوروبيين العقلاء الذين يتململون، ولا يزالون يتحدثون بصوت خافت، خشية التيار المتطرف الهادر، تغذيه آلة إعلامية تحمّس على الكراهية، أكثر مما تساعد على إدراك متعقل لتبعات ما يتخذ من إجراءات.
كنّا نوجّه اللوم لإعلامنا، بدا أن ثمة ما هو أسوأ بأشواط. فتح جبهة حرب ثقافية، لا يعني فقط مقاطعة موسيقيين وكتب وأفلام وإغلاق أبواب المهرجانات، ففي الضمير البشري أن الثقافة، لغة، ومزاج، ومأكولات، وأزياء، ونمط عيش، مما يبرر ضمناً لأي أوروبي أن يفعل ما يشاء لروسي مقيم، وهؤلاء منتشرون في كل العالم، والفنانون بينهم كثر.

  من هنا خطورة الدعوة البريطانية، التي لا تبتعد عنها فرنسا، وإن حددت وزيرة ثقافتها روزلين باشلو أن بلدها ليس في حرب مباشرة مع روسيا، وإنما المقاطعة هي «للمؤسسات الروسية الرسمية؛ والفنانين الذين اتخذوا موقفاً واضحاً من نظام بوتين». لكن الأمر على الأرض، في مكان آخر. فإن يطلب من كل فنان أو كاتب أن يعلن رأيه في حرب تشارك فيها بلاده كشرط لقبوله، هي سابقة خطيرة، وإهانة قصوى، بصرف النظر عن جنسيته ولونه. الفنانون محاربون في مجالاتهم، وآراؤهم لا أهمية لها، إلا حين يقررون توظيف مواهبهم الفنية للدفاع عن شخص أو نظام والاستبسال في حمايته، ويحوّلون نتاجاتهم إلى سيوف ورماح.
ما عدا ذلك، إذلال عازف، أو شاعر، أو حتى مغنٍّ مهيض، ليس له فيدرالية عالمية تدافع عنه، أو تجمع يحميه، هو استسهال في الانتقام، من أشخاص لم يستشرهم الرئيس الروسي يوماً، وحتماً، فإن إهانتهم لن ترد دبابات الجيش الروسي عن الزحف على كييف.
يُكتب لقلة غربية مثقفة شجاعتها، ويقظة ضميرها، كما فعلت محررة الشؤون الثقافية جان دالي، في «فيننشال تايمز» البريطانية، مشبهة استبعاد الأشخاص عن الوظائف، والتعرض لسبل عيشهم، وإرغامهم على الإعلان عن ولاءاتهم، بما حصل أيام الثورة الثقافية في الصين، وبإجراءات السيناتور جوزيف مكارثي التعسفية في أميركا، ضد من اشتبه بشيوعيتهم في خمسينات القرن الماضي، لتتبين بعد ذلك براءتهم.
قد تكون ألمانيا سياسياً، من أكثر الدول حساسية من موجة العداء الثقافي التي تفشت على أرضها، نظراً لتاريخها النازي، فمن بين ما يوجه لروسي من شتائم هناك «روسي خسيس» أو «خسارة أن هتلر لم ينجح في الوصول إلى غاياته». لهذا يفهم تحذير وزيرة الثقافة الألمانية، كلاوديا روت، من «تطور نزعة مقاطعة الفن والثقافة الروسيين والاشتباه الشامل بحق جميع الفنانين الروس، وكل المواطنين روسيي الأصل». ووضعت روت، وهي من حزب الخضر، يدها على نقطة غاية في الأهمية حين قالت «إن الثقافة الروسية المتنوعة والغنية تعد جزءاً من الثقافة الأوروبية»، أي أن الانقسام داخلي وبيني بعد أن كان الكلام على «إسلاموفوبيا» أو «صينوفوبيا». بل أكثر من ذلك، كان العالم يرى دائماً كييف وفنونها جزءاً من الثقافة الروسية وتراثها. والهوية الأوكرانية غضة، كما أن الفرق بين المطبخين يكاد يكون هامشياً، إلا للخبير بأصوله. وتعلق طالبة ألمانية تدرس الآداب الروسية: «المشكلة أن الأوروبيين لا يعرفون الثقافة الروسية، ولا الأوكرانية».
تصدّعت رؤوسنا، لسنوات طويلة، ونحن نستمع لدعاة «الفن للفن»، واعتبار أنفسهم أكثر تحرراً ممن سواهم. تلك المدرسة التي حمل لواءها الفرنسيان تيوفيل غوتيه والكونت دي ليسل منذ القرن التاسع عشر، ومضى المتحمسون لها يؤججون شعلتها، حتى اجتاحت كل المجالات. ما دُعي بـ«البرناسية» حيث اعتبر الفن غاية في حد ذاته، وليس وسيلة للتعبير عن الذات، ولا عن المجتمع أو الفكر والأخلاق والسياسة، يدفن في لحظة استشاطة. عابت هذه المدرسة على الاشتراكية واقعيتها وفجاجتها، وتسمية الأشياء بأسمائها، واهتمامها بقضايا الناس، لكن ما نراه اليوم، هو دعوة لكل مثقف للعودة إلى عرينه، واللجوء إلى جنسه وعرقه. وأول الغيب عودة نجمة الأوبرا العالمية الروسية، آنا نيتريبكو إلى بلادها لإقامة حفلات موسيقية في مسرح «البولشوي» ومسارح أخرى، بعد أن اضطرت لإلغاء كل حفلاتها في نيويورك وأوروبا، وهو ما يفرح قلوب الروس، بعودة فنانيهم إليهم، لكن الإنسانية تخسر، والإبداع أيضاً.
الجبهة الثقافية، إن بقيت مفتوحة على مصراعيها للمبارزة، ستعيد كل فنان إلى عرينه، وقبيلته، وعرقه وتشعل فيه عصبيته، التي هي أبغض أعداء الفن. معركة فضاؤها إنساني واسع وممتد، لا يقارن بالساحة العسكرية المحدودة، ويخشى إذا ما احتدمت ألا تبقي ولا تذر.  
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة المكارثية عودة المكارثية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab