نعمة العقوبات
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

نعمة العقوبات!

نعمة العقوبات!

 العرب اليوم -

نعمة العقوبات

بقلم - سوسن الأبطح

أمران يحتاج إليهما الغرب، لإحكام إطباق الكمّاشة على رقبة موسكو: الاستغناء عن الغاز والبترول المتدفقين من روسيا صوب أوروبا، وعزلها عن الصين، وكلاهما دونه عقبات.منذ أيام، وأميركا تهدد الصين جهراً، بأن أوروبا تستورد منها 50 في المائة من صادراتها، بينما روسيا لا تستورد سوى 15 في المائة، وبأنها ستخضع لعواقب كبيرة في حال خرقها العقوبات الأميركية على بوتين. الصين أذكى من أن تخسر 500 مليار دولار سنوياً تجنيها من أوروبا، ومثلها صادرات إلى أميركا، وهي ثروة مهولة، من أجل 67 ملياراً تحصدها من روسيا، لكنها دولة المليار و300 مليون مواطن، وثاني أقوى اقتصاد في العالم، ولها شعورها بالعزّة. وهو ما لا تأخذه الولايات المتحدة بعين الاعتبار. لكن «درس العقوبات» الروسي، بات يشكّل نموذجاً، يمكن أن تخضع له أي دولة «مارقة»، بحيث لا يستثني موسيقى لراحل بوزن تشايكوفسكي أو وسيلة تواصل أو حتى أديبا مات وشبع موتاً مثل دوستويفسكي.
وهي سوابق في عالم العقوبات الممتد تاريخياً، وشهد أوجه مع تصاعد السطوة المالية الأميركية على العالم، بفضل ربط الدولار المفصلي بأسعار نفط «أوبك» منذ سبعينات القرن الماضي، ثم جاء نجاح نظام «سويفت»، البلجيكي الباهر، لتكتمل الدائرة. هكذا صار الدولار يشكل أكثر من 60 في المائة من احتياطي النقد الأجنبي العالمي، وبه تسعّر الغالبية الساحقة من المنتوجات حتى التي تدفع بالعملات المحلية.
مفتاح العقوبات هذا، هو الدولار الذي تحاول الانقضاض عليه الدول المتضررة. أميركا أخطأت حين بالغت في عقوباتها، وتفننت في استخدامها حتى صار الخاضعون لها من الكثرة، بحيث يمكنهم معاً، تشكيل تكتلات، لا تزال ضعيفة لكنها تكتسب قوتها، من ثأريتها، بسرعة غير متوقعة.

 

بيع النفط بين الصين وروسيا، لم يعد بالدولار. إيران أيضاً التفّت على العملة الخضراء، وفنزويلا تمكنت من التحايل على العقوبات، وكوريا الشمالية وثّقت علاقتها بالعملة الصينية اليوان. وأميركا كي تتمكن من تنفيذ عقوباتها الفولاذية على روسيا، باتت بحاجة لإلغاء عقوبات سبقتها على دولتين شيطانتين في نظرها، هما إيران وفنزويلا، رغم أنها لم تتمكن في أي منهما من تغيير النظام، أو كسره، كما كانت تتمنى.
لكن الدول «المارقة» خبيثة هي الأخرى. إيران تحاول تأخير الاتفاق النووي الذي بات حاجة ماسة للغرب، وفنزويلا تملي شروطها، وكل يعرف مكانه فيتدلل.ومع ذلك فإن الاستغناء عن غاز روسيا، تحديداً، سيستغرق وقتاً، تكون خلاله هذه الأخيرة، قد فتحت أبواباً جديدة لتسويق المزيد منه في الصين. فالغاز أصعب نقلاً من البترول ويحتاج إلى بنى تحتية وأنابيب، وعمل طويل، حتى وإن وافقت إيران ورغبت في نقله إلى أوروبا.
هكذا أصبح العالم مرتبكاً أمام فوضى العقوبات، التي بحسب دراسات أممية، لم تؤت أكلها إلا قليلاً، وغالباً ما تزيد من إفقار الناس وإخضاعهم لحكامهم. فالدول تعاقب بعضها، وإن بدت أميركا هي صاحبة اليد الطولى. إلا أن الصين لها عقوباتها على أميركا أيضاً، وبوتين يفرض عقوباته. وستتمكن الصين بقدرتها على التلون، من أن تحتفظ بمكانتها الرمادية من موسكو، وتدعمها في العمق بما يمكنها من الصمود، دون أن يكتب عليها كسر العقوبات، وتجربتها مع إيران وكوريا الشمالية لا تزال حاضرة. فاللهو في الحديقة الروسية يخفف الضغط على بحر الصين. وبكين، تتابع العقوبات بعين التلميذ النجيب، وتتعلم. فقد سارعت بمجرد حرمان روسيا من نعمة فضاءات وسائل التواصل، إلى تعزيز وتمتين شبكتها الاجتماعية الوطنية «بيدو» التي تقدم للصينيين، خدمات «ويكيبيديا»، و«غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر»، في ضربة واحدة. أما رد الصين على التهديدات الأميركية لها فقد جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان بأن «الدول الكبيرة لا يمكنها التنمر على الدول الصغيرة».
وذكّر الولايات المتحدة بتصرفاتها في كوبا وبنما وغرينادا ويوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، كأمثلة نموذجية للدول الكبيرة التي تتنمر، وأن الحل في أوكرانيا هو وقف نار ومفاوضات، واحتكام إلى الأمم المتحدة، وليس إجبار الآخرين على الانحياز لأحد الجانبين.
أكبر المحللين لا يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الحرب الأوكرانية، لكن ما يريده الغرب، هو خنق روسيا خنقاً «إرميتيكياً» للحصول على نتائج سريعة، والفكاك من خسائر العقوبات عليه، التي باتت تمسه بشكل مباشر، وتنال من اقتصاده. ثمة ضغط على الدائرة الأوليغارشية المحيطة ببوتين، من خلال تجميد أصولها، بهدف تشجيعها على التجرؤ والانقلاب عليه. وبالنظر إلى تجارب سابقة، لا بد أن محاولات مباشرة وحثيثة، تجري مع بعض هؤلاء. فالتخلص من بوتين نفسه، هو وحده ما يمكن أن يعيد الغرب إلى علاقة طبيعية مع روسيا. وفي أسوأ الحالات فإن عقوبات خانقة قد تساعد على مفاوضات يتنازل فيها بوتين عن بعض مطالبه، وهذا أيضاً ليس بأكيد. كما أن تجييشاً شعبياً للروس ضد رئيسهم لا يبدو ممكناً في الوقت الحالي.
غايات صعبة المنال. ما لا تقرأه أميركا في مزايا العقوبات، أنها تشعر الشعوب بالمهانة والاستصغار، وذاك يعزز المشاعر الوطنية، ويحمّس على النهوض بالاقتصادات المحلية. كثيرة هي الأمم التي عانت من العقوبات المصرّح بها أو التي مورست تحت الطاولة، وقليل منها تمكن من الإفلات حتى اللحظة، لكن وصول العقوبات القاتلة إلى دول ذات وزن استراتيجي واقتصادي كبير مثل روسيا والصين، سيكون له على العالم وقع آخر.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعمة العقوبات نعمة العقوبات



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab