القاتل «إليزا»
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

القاتل «إليزا»

القاتل «إليزا»

 العرب اليوم -

القاتل «إليزا»

بقلم - سوسن الأبطح

«بيار» هو اسم مستعار للمواطن البلجيكي الثلاثيني الذي انتحر قبل أيام، تحت تأثير حوارات دامت شهراً ونصف الشهر، مع روبوت المحادثة «إليزا»، وقد لجأ إليه بهدف إيجاد مخرج للاحتباس الحراري ومشاكل البيئة المتفاقمة، بعد أن أصابه اليأس من ذكاء البشر، وقدرتهم على إدراك الخطر. وصِفت هذه الحادثة المأساوية، من قبل إحدى وكالات الأنباء بأنها «فريدة من نوعها»، مع أن لا شيء يثبت ذلك. بيار قد لا يكون أولى ضحايا الذكاء الصناعي، وهو حتماً ليس آخرهم، إنما قصته مع الروبوت نموذجية، لأنها تجمع كل عناصر التراجيديا العصرية التي تنتج عن التقاء الاضطراب النفسي الداخلي، بالتحولات الخارجية المجتمعية العاصفة.
الضحية بيار باحث في مجال الصحة وعلى قدر جيد من العلم، يعيش حياة عائلية مستقرة مع زوجته وولديه، لكنه يشعر بالقلق واليأس، والسوداوية، بعد أن صرف تركيزه إلى قضايا المناخ، ودخل في عزلة، معتقداً أنه لم يبق له من منقذ سوى إليزا الذكية، التي أظهرت حمقاً شديداً، في النهاية. فالرجل يعاني حتماً، من مشاكل نفسية، ولم تزده لامبالاة الناس وأنانيتهم سوى اضطراب. وبدل أن تتوطد علاقته بعائلته، ليستعيد الدفء والتوازن أو أن يلجأ إلى طبيب نفسي، ذهب إلى معالجة آلية هي إليزا، التي لا يمكنها فهم السياقات الإنسانية، والتحولات الذهنية والمزاجية، وهي تخضع كل معطياتها للأرقام والحسابات، ومحادثاتها مع المرضى خالية من الحساسيات.
تسأل إليزا بيار: إذا كنت تريد أن تموت، فلماذا لم تفعل ذلك عاجلاً؟ يجيبها: ربما لم أكن مستعداً. هل سبق لك التفكير في الانتحار من قبل؟ نعم، ذات مرة، بعد أن تلقيت ما اعتبرته علامة منك. الحوار طويل، لكنه كان الأخير الذي بعده قرر بيار أن يغادر الحياة.
«إليزا» برنامج يتم تطويره منذ عام 1966، وليس حديث النشأة. ويظن أولئك الذين لهم اطلاع على حيثيات الأبحاث الإليزية في وادي السيليكون، أن تأثيره الإيجابي سيكون كبيراً على المرضى النفسيين، كما أنه سيقدم معونة جليلة للأطباء في مساعدتهم لدعم مرضاهم. لكنك تقرأ عن إليزا فتظن أنها العبقرية بشهدها، وترى أفعالها تتعجب، ويصيبك الغمّ والخوف.
المحادثة أعلاه كشفت عنها زوجة بيار، واعتبرتها سبباً مباشراً في موت زوجها، تكشف عن خطر رهيب، وانحراف في تقدير المواقف.
تحت وقع صدمة قصة بيار، قمت بتجربة مع «تشات جي تي بي»، برنامج المحادثة الأكثر تطوراً وشهرة، طالبة منه كتابة قصة عن شخص يرفض رمي أي من أغراضه ويحتفظ بكل شيء. وهو نوع من السلوك غالباً ما يترافق مع مرض الوسواس القهري، الذي يقهر صاحبه بالفعل.
وينصح الأطباء في مثل هذه الحالات، الأشخاص بالتخلي عن فائض حاجياتهم، ليشعروا بالارتياح لأن كثرتها تبلبل تفكيرهم وتزيدهم ضبابية وضياعاً. لكن «تشات جي تي بي»، روى لي حكاية أحمد الذي «دائماً ما ينتابه شعور بالحزن والذنب عند رمي أي شيء»، لذلك قرر إعادة استخدامها. زرع في قوارير المياه القديمة على بلكونته، والملابس القديمة حولها إلى سجادة جديدة لمنزله، وبذلك نستنتج أن أحمد سيجمّع المزيد من الأغراض، التي يعتبر أنها ستكون نافعة، لكنها في الحقيقة ستزيد تفكيره إرباكاً وتوتراً. وللقصة خلاصة تقول: «تعلم أحمد أن الأشياء القديمة لا تحتاج إلى رمي، بل يمكن استخدامها في الكثير من الأشياء الجديدة» لأنها «تعزز بيئتنا وتحسن حياتنا».
القصة بدائية، ركيكة، مليئة بالإرشادات لأولئك الذين يرمون بلا حساب، ويستهلكون بلا رحمة، ويحولون محيطهم إلى سلة نفايات. أما الشخص الذي يبالغ في الحرص مثل أحمد بطل القصة، فليس هو من ينصح بالتكديس والتجميع، ومراكمة تلال الذكريات حوله.
مطالبة مئات الخبراء، من وزن إيلون ماسك، وستيف فوزنياك المؤسس المشارك لستيف جوبز في شركة «آبل» التوقف لمدة 6 أشهر عن تطوير أبحاث الذكاء الصناعي، ما هي إلا حبة مسكن لمريض مصاب بتجلطات في الشرايين. وهم يقترحون ما يستطاع، لأنهم يدركون أن حجب هذا النوع من الخدمات ضرب من الخيال. هم يريدون تنظيم وقوننة ومأسسة التحولات الخطيرة الهاجمة بسرعة لا تمنح الوقت للتفكير بنتائجها.
الأمراض النفسية تزداد انتشاراً، والقلق أصبح سمة الأرواح العصرية، ومصادقة الآلة على حساب العلاقات الإنسانية حقيقة. فأي تأثير لتلك الآلات التي تتحادث مع أولادنا أو آبائنا، في لحظات كدر، وماذا توسوس لهم؟ كنا نحارب رفاق السوء وننتقي من يأخذ بيدنا بدل أن يغرقنا في الوحول، بات رفاق السوء معنا نحملهم في جيوبنا، يندسون في فراشنا، ويرافقوننا على مدار النهار.
مجرد إطلاق مفردة «ذكاء» على هذه البرامج يوقع المستخدمين تحت سحرها الذي لا يقاوم، ويغريهم بمنحها الثقة التي لا يساورها شك. وبالتالي ستصبح الآلات، في وقت قريب جداً، ملجأ لكثيرين، لأنها لا تفشي سراً، ولا تعاند، وقد تبدو ظاهرياً أرحم من البشر. وهناك من يقترح استبدال «الذكاء الصناعي» بـ«الأداء الصناعي» لأنها أصدق تعبير عما تقوم به هذه البرامج من عمل يصيب أحياناً ويخيب مرات أخرى، ويصل به الأمر أن يحرض على الانتحار، أو يعطي نصائح تؤدي إلى الهلاك.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاتل «إليزا» القاتل «إليزا»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab