مستقبل التنمية لم يعد كما كان
الصحة تدين اقتحام الاحتلال لساحات المستشفى الأهلي في الخليل وتعتبره منافيا للقانون الدولي وزارة الأوقاف تعلن فتح التسجيل في قوائم احتياط الحج لأهالي غزة المتواجدين في مصر الاحتلال يعتقل 7 مواطنين من الخليل ويستولي على تسجيلات كاميرات مراقبة من المستشفى الأهلي البنوك المصريه توفر فتح الحسابات البنكيه مجانا دون رسوم حتى نهايه شهر مارس مقتل شخص وإصابة آخرين برصاص إسرائيلي في حي الشجاعية شرق غزة وزارة الدفاع السورية تعلن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية لملاحقة فلول النظام السابق في منطقة الساحل طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مجموعة من المواطنين في رفح واستشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم عامل أثناء إزالة الركام الرهائن المحررون يحثون نتنياهو على التوصل مع حماس للإفراج عن الباقين عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو إلى مظاهرات في تل أبيب والقدس المحتلة انقطاع عام للكهرباء في محافظة اللاذقية السورية بسبب الاشتباكات المسلحة
أخر الأخبار

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

 العرب اليوم -

مستقبل التنمية لم يعد كما كان

بقلم - محمود محيي الدين

يواجه العالم أزمة تنمية؛ فهكذا تؤكد مؤشراتها التي تم استعراضها في الأسبوع الماضي الذي خصصت أعماله في الأمم المتحدة لمناقشة قضايا التمويل. وقد استهل التقرير السنوي الشامل عن تمويل أهداف التنمية المستدامة بالإفصاح عن حقيقة الأوضاع بأن 15 في المائة فقط من هذه الأهداف على المسار السليم لتحقيقها في عام 2030، وأن نصف هذه الأهداف بعيدة ومنحرفة عن هذا المسار، وأن 35 في المائة منها أسوأ مما كانت عليه أوضاعها عند إشارة البدء فيها منذ 7 سنوات ونيف كان أكثرها عجافاً.

ولا تُظهر مؤشرات النمو الاقتصادي أن العالم سيعوض في النصف المتبقي من الطريق ما أضاعه في النصف الأول منه.

فالجهود الراهنة في مسارات التمويل والاستثمار والتجارة متهافتة تعوقها الحروب والصراعات الدولية وتربكها الإجراءات الحمائية المسيّسة التي تضر بشركاء التجارة ولا تحقق نفعاً اقتصادياً يذكر للمبادرين بها. بما يدرجها تحت بنود الحماقة كسلوك معيب لكل من يلحق الضرر بغيره بلا نفع لنفسه، إذ يستشري الضرر فيلحق الأذى البالغ بمرتكبي الحماقات الاقتصادية، وإن جاءت وسط صياح المشجعين لإجراءات شعبوية قصيرة النظر ضيقة الأفق امتلأت بها سجلات الأفكار السيئة البالية التي عدّ مرتكبوها دائماً أنهم يحسنون صنعاً.

ونشهد اليوم ألواناً من أذى الحماقات الدولية التي استباحت حياة الناس حرباً، وأضرت بأسباب معيشتهم بتدمير المناخ والتقاعس عن إنفاذ التعهدات المتراكمة بالتصدي لتغيراته منذ اتفاق باريس لعام 2015، وقوضت فرص التنمية بالإفراط في الاستدانة بلا عائد، وأهملت الرعاية الصحية؛ فتركت الجوائح والأمراض المعدية تحصد الأرواح، وجعلت الارتقاء بالتعليم والثقافة والمعرفة، وهي من جوانب الاستثمار الأهم في البشر، في ذيل قوائم الاهتمام. ثم يأتي من يتعجب من استفحال أزمة التنمية غير مدرك أنها من النتائج المحتومة لمقدمات معلومة.

ذكرنا في المقال السابق أن استقرار معدل النمو الاقتصادي عند رقم 3.2 بالمائة في العام الماضي وتوقع استمراره عند هذا الحد المتدني في العامين الحالي والمقبل من النذر السيئة لمستقبل التنمية المستدامة التي تحتاج لمستويات أعلى كمّاً ونوعاً. كما أن البلدان النامية يتطلب تقدمها ما لا يقل عن ضعف هذا الرقم لكي تضيق الفجوة بينها وبين البلدان المتقدمة ذات الدخل الأعلى.

وفي تقرير لجنة النمو التي قاد أعمالها الاقتصادي مايك سبنس الحائز على نوبل في الاقتصاد، أكد الحاجة إلى تحقيق البلدان النامية متوسط نمو لا يقل عن 7 في المائة لمدة 25 عاماً متصلة حتى تحقق التقدم والتقارب مع البلدان المتقدمة. والمؤسف أن بلداناً نامية، بما فيها أغلب البلدان العربية والأفريقية، يقل فيها النمو الاقتصادي السنوي عن المتوسط العالمي، مع تفاوت قطاعي وإقليمي ونوعي، يمنعنا من وصف نموها بالشمول والاطراد. فضلاً عن افتقاد لأبعاد التطور الجديدة للتنافسية؛ فهو ضعيف الإنتاجية مفتقر لإسهام الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي وممكنات تحقيق وثبات من خلال الذكاء الاصطناعي.

بوصفة ميكانيكية بسيطة يحتاج تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى معدل نمو اقتصادي مرتفع. يتطلب هذا النمو استثمارات في رأس المال البشري وفي البنية الأساسية وفي تمتين الاقتصاد والمجتمع وتعزيز قدراتهما على التوقي من الصدمات واحتوائها. تستلزم هذه الاستثمارات تدفقات مالية مستمرة، قدّرتها دراسة كلفت بها رئاستي قمة المناخ لشرم الشيخ ودبي بنحو 5.4 تريليون دولار سنوياً للبلدان النامية والأسواق الناشئة، باستثناء الصين. وتشير الدراسة التي أعدتها لجنة خبراء بقيادة الاقتصادية فيرا سونجوي واللورد نيكولاس ستيرن، إلى أن هذا الرقم يتضمن 2.4 تريليون مطلوب تأمينها من مصادر محلية وخارجية لتمويل تخفيف آثار الانبعاثات الضارة والتحول للطاقة الجديدة والمتجددة والتكيف مع تغيرات المناخ.

وللعلم فهناك تقديرات أقل لحجم فجوة التمويل، إذ قدّرها تقرير تمويل التنمية المستدامة بنحو 4 تريليونات دولار. ويرجع التفاوت إلى اختلاف منهجية التقدير وشمولها، ولعدم توافر تقديرات دقيقة عن التمويل على مستوى كل دولة يمكن رصده وتجميعه لتحديد الفجوة العالمية.

ويتوافر عالمياً من أرصدة المدخرات الأصول المالية ما يكفي ويفيض بكثير عن احتياجات التمويل المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية. فقد أشار تقرير لمؤسسة «برايس ووتر هاوس» تحت عنوان «إدارة الأصول والثروات»، إلى أن الأصول المالية تحت إدارة مديري المحافظ ارتفعت من 85 تريليوناً في عام 2016، إلى 111 تريليوناً في عام 2020 الذي شهد جائحة كورونا، ومقدر أن تصل إلى 145 تريليوناً في عام 2025. وعلى خلاف ما كان مأمولاً في بداية تطبيق برامج التنمية المستدامة بعبارة «من المليارات إلى التريليونات» التي صدرت كعنوان طموح في تقرير لبنوك التنمية الدولية، يشير لاري سمرز وزير الخزانة الأميركي السابق والبروفسور سينغ في مقال أخير لهما، إلى أن الواقع يشير إلى «مليارات تخرج وملايين تدخل»، في إشارة منهما إلى تراجع صافي التدفقات المالية إلى البلدان النامية. إذ تحصلت منها المؤسسات الخاصة على 68 مليار دولار في شكل سداد لأقساط الديون وفوائدها، بينما سحبت منها المؤسسات المالية الدولية 40 مليار دولار أخرى. أفنعجب مرة أخرى من سوء أحوال التنمية المستدامة عالمياً؟ فمن أين تأتي التنمية بلا محركات للنمو؟ وكيف تعمل محركات النمو من دون استثمارات؟ وكيف للاستثمارات أن تنشط من دون تدفقات مالية ملائمة وسريعة ومستمرة توجه حيث أولويات التنمية وعوائدها على الاقتصادات والمجتمعات؟ إن لم يتغير هذا النهج المستمر البائس ذو الآثار التعسة الراهنة، فمن التضليل أن يروج البعض لمعجزات ومفاجآت قد تتحقق على المستوى العالمي. وإذا علينا أن نبدأ بانطلاقة جديدة فهي بالتوقف الفوري عن ارتكاب الحماقات، وعلى مداويها التحوط والتوقي من شرور الحمقى استرشاداً بقول المتنبي:

«لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها».

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل التنمية لم يعد كما كان مستقبل التنمية لم يعد كما كان



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:11 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دس الأنف فى سوريا

GMT 06:37 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

وضوح لبنانيّ… ووضوح غير مكتمل في غزّة

GMT 12:22 2025 الجمعة ,07 آذار/ مارس

عبير الكتب: عبد العزيز وأمان الله

GMT 02:49 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة

GMT 12:28 2025 الجمعة ,07 آذار/ مارس

ما خطة ترمب لكندا وغرينلاند؟

GMT 08:13 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

حمادة هلال يوّجه رسالة غامضة لمتابعيه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab