عنف الشارع ظاهرة

عنف الشارع ظاهرة؟

عنف الشارع ظاهرة؟

 العرب اليوم -

عنف الشارع ظاهرة

بقلم - أمينة خيري

منذ عملت بالصحافة قبل ما يزيد على ثلاثة عقود وحتى قبلها وأنا أقرأ أو أسمع أن العنف زاد فى الشارع وأصبح ظاهرة. أعرف جيدًا أن للظاهرة تعريفًا علميًا يختلف عما نتداوله.. مثلًا حين نقول إن السيارات الملاكى السوداء أصبحت ظاهرة، أو أن تناول القهوة المثلجة أصبح ظاهرة، أو أن كسر قواعد المرور أصبح ظاهرة.. هناك إجراءات بحثية معقدة يجب اتباعها قبل تصنيف تصَرُّف ما فى المجتمع مثلًا على أنه ظاهرة اجتماعية، هذا التصرف يخضع لمستويات وأنواع متعددة من القياس.

والأنماط الأربعة المعروفة فى القياس هى: (التصنيف، وتحديد السمات، والصفات، والديناميكيات).. لذلك تعلمت أن أتحاشى إطلاق لفظ «ظاهرة» قدر الإمكان، ولكن سأسمح لنفسى بما أننى «صاحبة العمود»- (إيموجى ضاحك)- أن أقول إن هناك «ظاهرة تنامى عنف»، يبدو أنها حقيقية فى الشارع.. قيلت هذه العبارة على مدار سنوات وعقود، وكثيرًا ما ارتبطت بمواقف تجاه أنظمة سياسية سابقة.

تعارض فلانًا، أو لا تعجبك سياساته أو نهجه، فتربط بين حادث وقع فى الشارع وبين هذه السياسات، وهلم جرا.. لكن ما يجرى فى الشارع المصرى حاليًا «ظاهرة» تستحق الدراسة العلمية المتأنية لا الهبد العنكبوتى الضارى، إن نحن أردنا أن نفهم ما يجرى ونطبق حلولًا منطقية.

وما أقصده بالعنف ليس مجرد حادث بشع أو تفاصيل جرائم وحوادث يندى لها الجبين فزعًا، أو نوعية الخلافات التى تنشأ بين الجيران وتعكس قدرًا غير قليل من انعدام الذوق و«الجليطة» واعتبار التعدى على حق الجار حرية شخصية.. إنه عنف كامن فى النظرات وطريقة الرد والتصرفات وحتى فى تفاصيل الترفيه البسيطة.

أعلم أننى أمثل قلة قليلة فى المجتمع فيما سأقول الآن: أعتبر الصوت العالى عنفًا.. وأعتبر فرض أغنية أو حتى محتوى دينى فى مذياع مركبة نقل عام أو منطقة انتظار عامة (باستثناء الموسيقى الخفيفة بصوت منخفض) عنفًا.

وأعتبر القيادة التى لا تتبع قواعد السير عنفًا.. وأعتبر عدم رد السلام حين تلقيه على موظف عام أو بائع فى محل عنفًا.. وأعتبر إنجاب العيال دون هوادة أو تفكير لإطلاقهم أطفالًا فى سوق العمل عنفًا.. وأعتبر اعتبار فئة دون غيرها الوحيدة التى ستدخل الجنة عنفًا.. وأعتبر تسميم الكلاب وركل القطط واصطياد الطيور ببندقية رش عنفًا.

وأعتبر امتناع أو تعسف الموظف العام عن أداء مهام عمله دون محفزات ضمن سياسة الدرج المفتوح عنفًا.. وأعتبر التصاق أمين الشرطة أو فرد الأمن بمن يسحب أموالًا من الصراف الآلى وابتزازه نفسيًا بعبارة «كل سنة وإنت طيب» عنفًا.. وأعتبر منح رخصة القيادة دون خضوع الشخص لاختبار نفسى يقيس ثباته الانفعالى عنفًا.

وأعتبر إلحاق طلاب بمجالات دراسة تتطلب صحة نفسية وعقلية لا تشوبها شائبة عنفًا. ألا يستحق الشارع المصرى رصدًا وبحثًا معمقًا بغرض العلاج أو حتى الوقاية؟!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف الشارع ظاهرة عنف الشارع ظاهرة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab