عمل الصغار فوق القانون والمنطق

عمل الصغار فوق القانون والمنطق

عمل الصغار فوق القانون والمنطق

 العرب اليوم -

عمل الصغار فوق القانون والمنطق

بقلم - أمينة خيري

هل اعتدنا عمل الأطفال؟ حين يأتيك ابن العشرة أعوام بطلب السوبرماركت، أو الملابس من عند المكوجى، أو يحمل لك مشترياتك الثقيلة من المحل إلى السيارة أو محطة الأتوبيس هل يلفت ذلك انتباهك؟ نموذج «بلية» صبى الورشة قديم قدم التاريخ المعاصر وما قبل المعاصر. لكن جهودًا كثيرة ومكثفة ومدروسة ومخلصة بُذِلت على مدار سنوات لمواجهة ما يدفع «بلية» للعمل في الورشة وترك المدرسة.

وأتذكر بكل الاحترام والشكر السفيرة مشيرة خطاب التي تشغل حاليًّا منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان وقت كانت رئيسًا للمجلس القومى للطفولة والأمومة وما بذلته من جهد صادق وأبدته من إخلاص وشغف وإيمان بقضية عمالة الأطفال لسنوات طويلة، وذلك ضمن حفنة من القضايا الشائكة الخاصة بالطفولة والأمومة في مصر. يبدو لى أن جهود مواجهة العوامل التي تؤدى إلى عمالة الصغار لم تعد تُبذل- على الأقل بالقدر الكافى والمتوقع. أعداد الصغار في الشوارع والمحال وعلى الأرصفة تتحدث عن نفسها.

صحيح أن الأوضاع الاقتصادية تدفع ببعض الأسر إلى دفع صغارها إلى العمل، والتى هي بالمناسبة غير قانونية نظرًا لسن الأطفال، إلا أن تنامى الظاهرة بدأ قبل التعويم والتضخم وقرض الصندوق.. إلخ. وألفت وأكرر و«أهاتى» وأقول: أسر كثيرة تضخ عيالًا دون هوادة بغرض الدفع بهم في سوق العمل وأبرزها التكاتك. هي رؤوس أموال غير مكلفة.

سنوات قليلة تضطر خلالها الأسرة لتقديم حد أدنى من الطعام والرعاية للصغير إلى أن تتمكن من دفعه إلى سوق العمل الهامشى وغير القانونى وغير الآدمى.

وأحيانًا تتمكن الأسر «الذكية» من استثمار الرضيع في أنشطة التسول، فهل هناك من مشهد يدمى القلوب ويرهق العقول أكثر من رضيعين على قارعة الطريق مع الأم «المسكينة» وخمسة أو ستة عيال آخرين الفرق بين الواحد والآخر تسعة أشهر؟ الأدهى من ذلك أن وسائل إعلامية باتت تستخدم صورًا فوتوغرافية مع موضوعات مختلفة عن الطقس أو موعد الإجازات وغيرها لأطفال عاملين، وكأننا نرسخ ثقافة عمل الصغار ونساهم في سلبهم حقوقهم وحرمانهم من حقهم في البراءة. وعلى سيرة البراءة أقول إن وجوه الصغار العاملين من حولنا في كل مكان فاقدة البراءة. أغلبهم مسخ لا هم بالرجال ولا هم بالصغار.

إنهم ضحايا، وأولئك الذين يمطروننا على مدار الـ24 ساعة بقصص الأولين وسرديات عمرها مئات السنين، الأولى بهم أن يخبرونا عن مصير هؤلاء الصغار. البعض من هؤلاء يحرمون تنظيم الأسر، والبعض منهم يقول إن عمل الصغار هو دخولهم مصنع الرجال مبكرًا وكأن ذلك مثار فخر، وفريق ثالث معروف الهوى يخبرنا أن الدولة مسؤولة عن إطعام وكساء وعلاج الملايين الذين يتم ضخهم سواء عن جهل، أو اتباعًا لفتاوى التحريم الصادرة خلف الأبواب المغلقة، أو للكفر بالتعليم وجدواه. إنه خرق المنطق في أبشع صوره.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمل الصغار فوق القانون والمنطق عمل الصغار فوق القانون والمنطق



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab