ما وراء حرب غزة

ما وراء حرب غزة

ما وراء حرب غزة

 العرب اليوم -

ما وراء حرب غزة

بقلم - أمينة خيري

هناك شعور قوي بأن الأحداث الملتهبة في المنطقة العربية هدأت إلى حد ما بفعل الشهر الكريم.

 

القتال في أماكن الحروب لم ينته، والاحتقان في مواقع الصراع لم يتبدد، والتوتر الذي يعتري العديد من الدول لأسباب مختلفة لم تُعالَج أسبابه، لكن درجة الحرارة هدأت نسبياً، أو هكذا يبدو للمتابع.

الهدوء النسبي مرشح لاستعادة سابق صخبه في الأسابيع، وربما الأيام القليلة المقبلة. الحرب في غزة تأتي على رأس القائمة.

وما لم تحقق المفاوضات التي تجري بين عشرات الأطراف حول ما يجري في القطاع اختراقاً يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النيران، ويجمع الفرقاء – أو من ينوب عنهم- حول طاولة اتفاق يفضي إلى حل على الأرض، فإن الوضع في غزة ومحيطها مرشح للتفاقم الإقليمي في المستقبل القريب جداً.

هذا الوضع المتفاقم يؤثر على المنطقة كلها دون استثناء. وكنا نتمنى أن يتم حساب ردود الفعل قبل القيام بالفعل، وكنا نأمل أن يتم إشراك الشركاء في القرارات المصيرية قبل اتخاذها، وهم الشركاء المطالبون اليوم بالتدخل لإنهاء مأساة الحرب الضارية التي يتكبد آثارها الشعب الفلسطيني الأعزل «المحبوس» داخل غزة وليس خارجها. لكن الأمنيات والآمال لن تغير وضعاً قائماً.

الوضع القائم حالياً، والممتدة شظاياه في الإقليم كله دون استثناء، يتطلب حكمة في التعامل على مستوى القيادات، وتعقلاً في رد الفعل على مستوى الشعوب. وهذا لا يعني تقاعساً عن نجدة الأخوة في غزة، فهو واجب، أو تسويفاً عن تقديم يد العون.

محاولة الزج بدول وجيوشها في حرب القطاع هو دفع أهوج غير محسوب، وإشعال المزيد من الفتن الداخلية عربياً، ولو بحسن نية، أمر غير مقبول لا سيما وأنه لن يحل القضية أو حتى يحلحل تعثرها، بل سيزيد تعقد خيوطها المعقدة أصلاً.

وأول الخيوط التي تستوجب «التسليك» هو البيت الفلسطيني من الداخل. وعدم الحديث عن هذه الخلافات لا يعني عدم وقوعها، أو عدم توقع آثارها على الضحية الأولى والأخيرة، ألا وهي الشعب الفلسطيني. وعدم التعامل مع هذه الخلافات بواقعية وحسم من شأنه أن يفتح المزيد من الأبواب أمام إسرائيل لتفعل ما بدا لها بلا حساب أو عقاب. وهي لا تحتاج إلى المزيد من الأبواب.

ورغم تعدد الأبواب التي تخترقها إسرائيل غير معتدة برأي عام عالمي، أو قانون ملزم دولي، أو رفض إنساني لما يجري في القطاع، إلا أن «باب» الخلافات الداخلية الفلسطينية سيكون «باب الجنة» لها.

فوائد هذه الخلافات بالنسبة لإسرائيل لا تعد أو تحصى. فهي تعطي الحكومة الإسرائيلية ميزة الوقت الإضافي لتدبر أمورها. كما تنوب عن إسرائيل في توصيل رسالة مهمة إلى الرأي العام العالمي، ألا وهي أن هؤلاء القوم غير قادرين على إدارة خلافاتهم الداخلية فيما بينهم!

مبدأ العدو دائماً هو «فَرِّق تَسُدْ»، فما بالك لو أن الفرقة قائمة أصلاً؟!

وللعلم، فإن الخلافات الداخلية تعصف أيضاً بالحكومة الإسرائيلية، لكن «ساعة الجد»، هل يمكن أن تؤدي هذه الخلافات إلى أن يلحق الإسرائيليون الضرر بأنفسهم؟!

سؤال يتردد كثيراً منذ اليوم التالي لاندلاع حرب القطاع. هل في إمكان إسرائيل أن تقضي على حركة «حماس»؟! الإجابة هي: لا، لا سيما أن حماس فكرة، والفكرة لا تموت. وأغلب الظن أيضاً أن حماس لن تنجح في القضاء على إسرائيل. فإسرائيل أيضاً فكرة، وهذه الفكرة تحديداً تلقى رواجاً وتأييداً منقطعي النظير في أغلب أرجاء العالم.

المنطق يقول إن الضغط يجب أن يكون كله من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة الآن. خسارة المزيد من الأرواح البريئة أمر لا يحتمل. العداد يشير إلى أكثر من 33 ألف شهيد، بالإضافة إلى نحو 766 ألف مصاب في قطاع غزة، وعملية العد مستمرة، ومرشحة للزيادة بين لحظة وأخرى.

آخر ما نتمناه أن يتم إنهاء حياة آلاف مثلهم مع بقاء الوضع على ما هو عليه. أما الحل المستدام، فيبقى في علم الغيب.

arabstoday

GMT 06:28 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 06:15 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 06:04 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 06:00 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

انتخابات الجزائر.. تبون في عالم خاص به!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء حرب غزة ما وراء حرب غزة



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:43 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
 العرب اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 00:23 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 العرب اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 20:22 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الرئيس الفلسطيني يتوجه إلى مدريد في زيارة رسمية
 العرب اليوم - الرئيس الفلسطيني يتوجه إلى مدريد في زيارة رسمية

GMT 19:41 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

إطلاق نار بمحيط إقامة دونالد ترامب

GMT 02:19 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

حالة طوارئ في جنوب ليبيا بسبب السيول

GMT 17:46 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن في القدس

GMT 04:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سماع صوت انفجار بمحيط مخيم العين غربي مدينة نابلس

GMT 17:24 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

قصف إسرائيلي عنيف على بلدة عيتا الشعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab