«بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا»

«بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا»

«بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا»

 العرب اليوم -

«بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا»

بقلم - أمينة خيري

فرق كبير بين إبداء الرأى وإعلان الاختلاف والتعبير عن الانتقاد من جهة، وبين فرض الرأى وإعلان المختلف زنديقًا وإشهار أى انتقاد باعتباره جهلًا أو خيانة من جهة أخرى. والاهتمام بالشأن العام أمر عظيم حقًا؛ لأنه يعنى أن الناس مازالت لديها القدرة على المتابعة والتفاعل وإبداء الرأى.. لكن فرقًا كبيرًا بين الاهتمام وإبداء الرأى وبين الإمساك بفأس ومعول وبندقية للتعبير عن الرأى.. ليس هذا فقط، بل لو شعر البعض بأن عمليات الهبد وجهود الرزع وأثر الصياح والصراخ لم تؤت ثمارها المطلوبة، يهرع إلى «أهل حتته» ويستعين ببلدوزر، ويدخل على من يخالفونه الرأى أو يرفضون الانسياق معه فى التوجه ذاته، فيدكهم دكًا، ويروعهم، ولا يبرح المكان إلا بعد أن يتأكد أنهم لن يتجرأوا بفتح أفواههم للتعبير عن رأيهم المخالف مجددًا.

يحدث هذا دائمًا، لكنه يتألق ويتجلى فى المواسم والمناسبات، مثل حفل فنى مثير للجدل هنا، أو مباراة غير محلية مهمة هناك، أو تطور سياسى أو اقتصادى مؤثر هنا وهناك. ونحمد الله كثيرًا أن ما يحدث من هبد ورزع وعمليات فرض عضلات وترويع للآخرين وفتح المطاوى عليهم تدور أغلب رحاه على أثير الـ«سوشيال ميديا»؛ أى أنها عمليات بلطجة وترويع وفوضى افتراضية.

صحيح أنها تلقى بظلالها الثقيلة السخيفة على أرض الواقع، ولكنها تظل عنكبوتية أو افتراضية المنشأ.

ولعل ما يجرى على أثير الـ«سوشيال ميديا» على مدار الأيام القليلة الماضية من حرب شعواء من ولادة فجائية لهاشتاج مشبوه «ترحيل السوريين من مصر»، وظهور المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة فى حفل «جوى أووردز»، وأداء المنتخب الوطنى لكرة القدم، ودور بطلنا وبطل العالم محمد صلاح فيه وما جرى من أحداث أبرز أمثلة.

هذه السطور لن تناقش وجهات النظر المختلفة فى الموضوعات الثلاثة السابق ذكرها، ولا مَن بدأها، ومَن أشعلها، ومن سب من ومتى ولماذا.. الغرض هو طرح سؤال: هل بالفعل هذه هى طريقة تفكيرنا؟ وهل بالفعل بيننا كثيرون يؤمنون بأن هذه هى طريقة الحوار وطرح الآراء والتعبير عن المواقف والغضب والقلق وغيرها من المشاعر؟ وهل بالفعل بيننا ملايين يعتقدون أن كل من يختلف معها فى الرأى هو حتمًا جاهل أو خائن أو عميل؟ وهل هناك أعداد غفيرة منا لا ترى عيبًا أو خطأً فى أن تقوم بعمليات اغتيال معنوى ونفسى منظمة لمجرد أن هناك اختلافًا فى وجهات النظر؟!.

الشق الآخر من التساؤل هو: كم فى المائة منا ترى ضرورة أو أهمية لأن تمتلك حدًا أدنى من المعرفة الحقيقية، لا الافتراضية، وليس من خلال «العنعنة» (أى أن فلانا قال لعلان نقلًا عن ترتان) قبل أن تقرر أن تدلو بدلوها وتصدر أحكامها، لا سيما حينما تتعلق الأحكام بأشخاص من لحم ودم؟.

ملحوظة أخيرة: كيف نأتى بكل هذا الوقت والمجهود لنخوض تلك الحروب 24 /7 على السوشيال ميديا؟!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا» «بلدوزر» الـ«سوشيال ميديا»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab