قضية دينية

قضية دينية

قضية دينية

 العرب اليوم -

قضية دينية

بقلم - أمينة خيري

تديين القضية لم ولن يكون حلًا، لا قضية فلسطين، ولا قضايا الفقر، ولا أي قضية. وكون إسرائيل قائمة على أساس دينى لا يعنى أن يأتى ذلك على «طبطاب» أتباع الدين السياسى. وما الدين السياسى إلا فخ ومصيدة للواقعين فيهما، ويبقى المنتصر والفائز الوحيد من لم يقع في هذا الفخ. وهذا ليس معاداة للدين، بل هو محبة واحترام له، لأن الدين باق والسياسة والساسة يذهبون ويجيئون، يفوزون ويخسرون، يتبددون في هواء الأحداث، قد يتم وصم بعضهم بأقبح الصفات، أو يذكر بعضهم بالحسنى، وهو ما لا ينبغى أن يرتبط بالدين. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ناشد «المجتمع المسيحى»- بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة- الوقوف إلى جانب إسرائيل، والتوحد معها في وجه البربرية والإرهاب، قاصدًا حماس. خسرت القضية الفلسطينية كثيرًا حين تم تصنيفها تحت بند «قضية إسلامية» وقضية المسلمين وقضية الإسلام فقط، وهو تصنيف حديث نسبيًا. تديين القضية الفلسطينية لم يفدها. فلسطين عامرة بالمقدسات الإسلامية، نعم، ولكن هذا لا يجعل من الاحتلال الغاشم قضية دينية. ففلسطين عامرة كذلك بالمقدسات المسيحية على سبيل المثال. والاحتلال الذي أتم عامه الـ 75 قضية إنسانية، وليس دينية حتى لو كان يقدم نفسه باعتباره مسألة دينية. ومنذ انجرفنا وراءه في تديين القضية، والخسارة فادحة.

صحيح أن «حماس» حركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وقائمة على منهجها وفكرها، لكن القضية الفلسطينية أكبر من الحركات، وأقدم من الفصائل، وأعمق من الكتائب، وأبقى من خلافات «فتح» و«حماس»، ودعم «حزب الله»، وضلوع الحوثى، وتبرع إيران وغيرهم. رحمة ونور على البابا شنودة الثالث الذي أصدر قرارًا بمنع مسيحيى الكنيسة الأرثوذكسية من زيارة القدس في عام 1980، وظل القرار ساريًا طيلة عهده، وظلت مقولته الشهيرة حية ترزق: «لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين». لن أجد حرجًا في قول إن أسلمة القضية الفلسطينية خسرها سياسيًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا. بالطبع سينتفض حنجوريو هوامش القضية، ومن وقعوا في براثن الإسلام السياسى واعتبروه بديلًا عن الإسلام ليوزعوا اتهامات الخيانة والعمالة والمكايدة ومعاداة الدين وكراهية المتدينين إلى آخر القائمة المعروفة. الاحتلال هو سيطرة فعلية على أرض أجنبية من قبل قوات مسلحة معادية، وهذا تعريف مستمد من المادة 42 من لائحة لاهاى لعام 1907.

والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، وليس الاحتلال اليهودى للمسلمين، يتبع مبدأ الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان على مدار العقود. حصر الانتهاك في حيز الدين طعم التقطته الملايين، والإصرار على استدامة الطعم في طريقه لاختزال مأساة شعب ومصيبة قضية إنسانية وكارثة منظومة حقوقية إلى خناقة بين اليهود والمسلمين. القضية الفلسطينية الجارى تصفيتها تارة بشناعة إسرائيل وفظائعها بسوء نية، وأخرى بمعاول الهدم المرتدية عباءة الدين بحسن نية. وتبقى النوايا عاجزة عن إنقاذ القضية. إذا أردنا أن نواجه أصولية يهودية متطرفة بأخرى إسلامية متشددة، فلنستمر، أما إذا أردنا أن نواجه احتلالًا مقيتًا يلتحف بالدين بجبهة إنسانية حقوقية، فلنفعل

arabstoday

GMT 07:18 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

شريك المأوى

GMT 07:15 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لا تنتخبوا مرشحي المال الأسود

GMT 07:10 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لماذا نشعر بالقلق أكثر من أى وقت مضى؟

GMT 06:57 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية دينية قضية دينية



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 13:04 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

محمد حماقي يعلن شروطه لدخول عالم التمثيل

GMT 12:12 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

تشيلسي يربط السنغالي نيكولاس جاكسون حتي عام 2033

GMT 15:24 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

موجة طقس سيئ تضرب النمسا وترقب فيضانات عارمة

GMT 04:53 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

وفاة الفنانة ناهد رشدي بعد صراع مع المرض

GMT 22:01 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab