الناس اللى فى المنتصف

الناس اللى فى المنتصف

الناس اللى فى المنتصف

 العرب اليوم -

الناس اللى فى المنتصف

بقلم : أمينة خيري

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعانيها مواطنو أى دولة، عادةً تكون المدخل للقلاقل فى حال تُرِكت دون اهتمام. وما جرى فى دول العالم منذ عام 2020 كان ومازال ثقيلًا. عايشنا وباءً عالميًا لم يترك دولة إلا وطرق بابها، وخَلْف ظلالها الثقيلة أوجاع اقتصادية وأضرار مادية على الجميع، دول وكيانات وأفراد.. ثم جاءت حرب روسيا فى أوكرانيا لتقوم بمهام الطوبة (وليس القشة) التى كسرت ظهر البعير المنهك. ونضيف إلى الوباء والحرب قائمة الدول التى خرجت لتوها من آثار ثقيلة لرياح ما يسمى «الربيع العربى»، الذى انقلب إخوانًا ووبالًا وخرابًا على المنطقة والمناطق المجاورة.
اليوم، يقف العالم متجرعًا مرارة حرب روسيا فى أوكرانيا وهو مكتوف الأيدى. صحيح أنه ليس مكتوفًا سياسيًا، بل مهادن، حاسبًا توازناته ومصالحه.. وصحيح أنه ليس مكتوفًا عسكريًا، فترسانات العتاد والأسلحة قادرة على دكٍّ أسرع وخراب أشمل، لكن الحسابات الحالية لا تميل لذلك. الأيدى مكتوفة حيث أنظمة الكوكب تحاول، كل بسحب ظروف بلاده وقدراته وأفكاره الاقتصادية المبتكرة التى يجب أن تكون خارج الصندوق وإلا خرب الصندوق والصناديق المجاورة. ربما مر العالم بأوضاع أصعب عبر التاريخ، ولكن التعقيدات الحالية غير مسبوقة. البنك الدولى حذر قبل ساعات قليلة من الركود الذى يواجه العالم حاليًا بسبب «الحرب الروسية الأوكرانية» والتى هوت اقتصادات العالم المهزوزة أصلًا بسبب كورونا. الدول الأقل نموًا تواجه ركودًا أكبر، أى مشكلات أكبر.

رئيس البنك ديفيد مالباس قال إن «الركود التضخمى» الحالى والمتزايد يعنى أن فواتير الطاقة والغذاء آخذة فى الارتفاع فى العالم كله. وقال إنه فى حال حدوث نمو، فإنه سيستمر «ضعيفًا» لعقد كامل بسبب ضعف الاستثمار فى أغلب دول العالم. وجميعنا يطالع أخبار وصور ما يجرى فى العديد من دول العالم. بريطانيا، التى مازالت تعانى جراء «بريكست» ثم باغتها كوفيد-19 وأخيرًا آثار الحرب، تعانى عجزًا فى إمدادات الغذاء. والأصدقاء فى أمريكا يتحدثون عن اختفاء سلع بعينها ما يحتم عليهم القيادة لعشرات الأميال للبحث عن السلع الشحيحة.. وهلم جرا. وفى مصر، الجهود المبذولة لتوفير السلع الغذائية لا ينكرها إلا من هو عاقد نية الإنكار من البداية.. لكن القلق مستبد بالجميع. بالطبع هناك شكوى عامة من الغلاء. الناس اللى فوق ليست متضررة بشكل كبير، والناس تللى تحت تحظى بسلسلة من إجراءات الحماية والدعم. أما الناس إللى فى المنتصف، فمهروسة مدهوسة، «فلا هى طالت عنب فوق ولا دعم تحت». كثيرون مستعدون للتحمل والصبر، لكن الكل فى هذه الطبقة يبحث عن معلومات كاملة حول الرؤية الاقتصادية، وما هو متوقع مع تمام العلم بأن ما يجرى فى العالم يجعل التوقعات أمرًا صعبًا.

قرارات إلحاق الصغار بالمدارس وترشيد النفقات واستعدادات الزواج والإنجاب.. وغيرها من القرارات المصيرية تحتاج حدًا أدنى من المعلومات. المعلومات تقوى المناعة وتدعم الصبر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناس اللى فى المنتصف الناس اللى فى المنتصف



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab