ماذا عن «اليوم التالي»

ماذا عن «اليوم التالي»؟

ماذا عن «اليوم التالي»؟

 العرب اليوم -

ماذا عن «اليوم التالي»

بقلم - أمينة خيري

ماذا لو لم يكن هناك «اليوم التالي» لحرب القطاع؟ ماذا لو أضحى الوضع في غزة، ومن ثم في باقي الأراضي الفلسطينية على ما هو عليه حالياً، حرب بعض الوقت، مفاوضات أحياناً، قلق وترقب وتوقع لسيناريوهات «اليوم التالي» طيلة الوقت؟ ماذا لو بقي الحال في بؤرة الصراع في منطقتنا كما هو بلا رؤية حقيقية أو أمل منطقي في «اليوم التالي»؟

 

عندما يطول أمد الحروب، يحدث ما لا يحمد عقباه. الحرب في حد ذاتها أبشع أدوات قتل الروح، وهو أشد أنواع القتل فتكاً بالإنسانية. لماذا؟ لأن الحروب الطويلة تزهق أرواحاً أكثر وتتسبب في خسائر أفدح فيفقد المجني عليهم وذووهم الشعور بإنسانيتهم، ويعتاد الجناة القتل وسفك الدماء فيفقدون إنسانيتهم، ويأنس المتابعون والمراقبون إيقاع الحرب فتصبح عنواناً في نشرة الأخبار أو مادة على الهامش.

على هامش حرب القطاع، وما يجري في غزة منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي ملاحظات وتحليلات لا حصر لها. بالطبع ما يجري في قطاع غزة حلقة في سلسلة متصلة في ملف القضية الفلسطينية، لكن هذه المرة، ونظراً لتغيرات عدة طرأت على قواعد «اللعبة»، والتشرذم المؤسف في صفوف الطرف المجني عليه تاريخياً، والاستقطاب الواضح في العالم أصبح غير مسبوق، واللعب على تعاطف الرأي العام العالمي والدعم الأممي لم يؤتِ ثماره، وضلوع وكلاء عديدين ولكل وكيل مؤيدون ومعارضون، فإن إنهاء الحرب – على الأقل في فصلها الحالي - ليس بالأمر السهل، وسيناريوهات اليوم التالي تبدو رفاهية.

عشرات الأسباب والعوامل ترشح حروباً بعينها للاستمرار طويلاً، بعضها يصل إلى سنوات. الكاتب في مجلة «فورين بوليسي» وأستاذ العلاقات الدولية ستفن والت سرد عشرة أسباب تطيل أمد الحروب، أبرزها أن البعض من الساسة أو أشباه الساسة ممن يملكون اتخاذ القرار قد يقعون في فخ معتقداتهم السياسية أو الأيديولوجية الخاصة فيعتبرون شعوبهم وجيوش أو مقاتلي شعوبهم أدوات يملكونها لتحقيق أيديولوجياتهم، والتي لا تعتنقها بالضرورة شعوبهم؛ الخوف من حمل لقب «خاسر» تجعل أحد الطرفين المتحاربين، أو كليهما، متمسكاً بتلابيب الحرب حتى آخر قطرة دم؛ الطبيعة البشرية، والتي تتضخم لدى بعض الساسة، تحول بين الأفراد وبين الاعتراف بالخطأ؛ كثيراً ما يكون الأشخاص أو الأطراف التي أدخلت الشعوب في حروب شعواء ليسوا الأشخاص أو الأطراف نفسها القادرة على إنهائها؛ كلما كان القادة ومتخذو القرارات المصيرية بعيدين عن التفاصيل اليومية للحياة في كنف الحروب كلما تضاءلت معرفتهم الحقيقية بما يكابده الناس؛ بالإضافة إلى البحث المحموم عن الانتصار حتى لو كان يعني انتصار القائد ومقتل كل الجنود والمدنيين.

وعلى الرغم من المتابعة الإعلامية على مدار الساعة لما يجري في حرب غزة، والمشاهد الكثيرة لتفاصيل الحياة اليومية لسكان القطاع، إلا أن الحروب تفرض على كثيرين الانصراف نحو عمليات القتال وتكتيكاتها، لا سيما حين تبدو الأهداف من شن الحرب في المقام الأول غامضة.

في حالة قطاع غزة، العامل التاريخي لا يخفى على أحد. القضية الفلسطينية جرح مفتوح منذ عام 1948، لكن في كل مرة يعاد فتح الجرح ومفاقمة آلامه وتقيحاته، يطرح السؤال المزمن نفسه: ماذا بعد؟ البعض يلوم على «حماس» قرارها القيام بعملية السابع من أكتوبر دون تصور أو تخطيط أو حساب لما سيجري في «اليوم التالي». والبعض يلوم على إسرائيل تهورها وانخراطها في حرب مفتوحة في القطاع رغم غياب استراتيجية واضحة لكيفية تعاملها مع سكان غزة حال انتصارها.

نحن أمام طرف أنجز عملية مفاجئة مدوية، لكن دون رؤية واضحة لما يمكن أن يحدث في «اليوم التالي»، وطرف آخر جاء رد فعله هادراً غاشماً دون رؤية واضحة لسيناريو التخارج.

اليوم يبدو الحديث عن «إعادة إعمار غزة» أقرب ما يكون إلى تجهيز غزة للجولة التالية من الحرب والدمار. المسألة باتت نمطاً متكرراً. لذلك نطرح السؤال: ماذا لو لم يكن هناك «اليوم التالي» من الأصل؟

arabstoday

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 06:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نحن واللحظة الحاسمة

GMT 06:16 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... القول ما قالت «ندى» الجميلة!

GMT 06:14 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المعادلة الصعبة في الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا عن «اليوم التالي» ماذا عن «اليوم التالي»



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab