الوعي «بعافية»

الوعي «بعافية»

الوعي «بعافية»

 العرب اليوم -

الوعي «بعافية»

بقلم - أمينة خيري

هل يمكن أن يأتى اليوم الذى تتحول فيه «الثانوية العامة» إلى سنة عادية، أو حتى شبه عادية، يذاكر خلالها الطالبات والطلاب، ويخضعون للامتحانات، وينتظرون النتيجة شأنها شأن باقى سنوات الدراسة؟. هل هناك أدنى احتمال أو أمل أن تتوقف آلات شيطنة الثانوية العامة، والانتفاع منها بغرض صناعة الترند، وتوليد الأرباح المليونية، (وربما المليارية نظرًا لحجم الإقبال على معلمين يضطر بعضهم إلى استئجار استاد أو ملعب رياضى ليتسع لـ«طالبى العلم»).

وافتئات البعض فى منصات إعلامية على «إغماء جماعى لطالبات الثانوية العامة لدى ظهور سؤال يحتاج تفكيرًا» و«أمهات الطلاب ينخرطن فى موجة عويل على باب اللجنة» و«زوج يرمى يمين الطلاق على زوجته بعد فشل الابن فى الالتحاق بكلية الطب» لصناعة عناوين تنافس على كعكة «الترند»، وانتفاع الكثيرين من استمرار الثانوية العامة «بعبع» وليست سنة دراسية مؤهلة لمرحلة التعليم الجامعى أو الفنى أو الاكتفاء بهذا القدر؟.

.. خبرتى المهنية البسيطة فى هذا الشأن تخبرنى أن المقاومة الشعبية لتعديل نظام التعليم ليصبح قائمًا على تفكير نقدى بديلًا للحفظ الصم الذى يتم سكبه على ورقة الامتحان، أو الأسئلة التى تقيس فهم الطالب للفكرة، لا حفظ الفكرة، عنيفة عتيدة رهيبة. هذه الخبرة المحدودة تخبرنى كذلك أن أطرافًا عدة تغذى هذه المقاومة بشكل كبير، ولكن من خلف الأبواب المغلقة.

لماذا؟. لأن مصلحة هذه الأطراف الشخصية، وليست الوطنية أو التربوية أو التعليمية، تُملى عليها الإبقاء على نظام التعليم قائمًا على الحفظ والصم، ثم السكب والتفريغ، وبعدها يتبخر المحتوى بشكل شبه كامل. مصلحة هذه الأطراف المادية تدفعها إلى القيام بكل شىء وأى شىء من أجل صون معبد التعليم الموازى، المتمثل فى «السنتر» والمدرس الجوال على البيوت. وبالطبع، فإن مكون «التربية» خرج ولم يعد فى هذه المنظومة التى لا تقتصر على الثانوية العامة، ولكنها سمة التعليم من هذا النوع.

بالطبع أيضًا، وبكل تأكيد، هناك مَن مازال قابضًا على جمر الصالح العام، رغم أن هذا البعض صار أقلية، بل صار عرضة للتنمر والمحاربة لأنه يسبح عكس التيار. أخشى أن تكون قيمة التعليم، (وبالطبع التربية)، قد تعرضت لهزة عنيفة لدى العقل الجمعى، فالطبقات والفئات القادرة على «تعليم» أبنائها فى نظام تعليم خاص تعتقد أنها نجت بأنفسها وبصغارها.

أما الطبقات الأخرى، فبينها الكثير ممن بات ينظر للتعليم باعتباره مضيعة للوقت، مقارنة مثلًا بقدرة الأسرة على ضخ أربعة أو خمسة عيال، ويتم تسريحهم للعمل فى الأعمال الحرة مثل «مساعد دليفرى» أو سائق توك توك أو صبى فى ورشة وغيرها.

الوعى «بعافية» شديدة، وإلا لما تعرضت فكرة إصلاح التعليم وتوجيهه صوب التفكير النقدى والفهم، لا الحفظ واكتناز الدرجات لصبها فى مكتب التنسيق، لهذا الكم من المقاومة الشعبية. هذه المقاومة تلعب دورًا فى الإبقاء على الثانوية العامة «بعبع»، ويظل الدور الرئيسى لإخراج الوعى من غفلته مسؤولية الدولة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعي «بعافية» الوعي «بعافية»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab