تراها «اليوتوبيا»؟ ترانى أحلمُ بالمدينةِ الفاضلة؟!
بالتأكيد ليستْ كذلك، ورغم حزننا على إخوتِنا فى فلسطين، لكننى أثقُ دائمًا أنَّ القادمَ أجمل!.
آليتُ على نفسى فى بدايةِ كلِّ سنةٍ جديدة أن أكتبَ رسالةً، داعيةً فيها أن تبقى قيمُ الحقِ والخيرِ والجمال هى السائدة بين الناس؛ غير أنَّنا هذه المرة نودّع سنةً كانت حزينةً جدًا علينا وعلى إخوتِنا بفلسطين الحبيبة.
نعم.. لم تكن السنة المنصرمة عاديةً علينا كشعوبٍ عربية، فقد بلغ الظلمُ على أهلِنا بفلسطين عامة وبغزة بالتحديد، بلغ ذروته، حيث عاش الشعبُ الفلسطينى الشقيق ظروفًا صعبة جدا، من إبادةٍ وقتل للأبرياء وتهجير للعائلات.. وغيرها من سياسات التنكيل والظلم!.
كلُّ ذلك على مرأى ومسمع من العالَم، والرأى العام العالمى فى صمتٍ مطبق!.. لذلك، أوّل رسالة للسنة الجديدة هى أن تكونَ رحيمة على الشعب الفلسطينى وأكثر رأفةً به..
أتمنى أن تنتهى الحروبُ من العالَمِ كلِّه ويعمَّ السلامُ وتسودَ المحبّة!.. لأنَّ الشعوبَ تحتاجُ إلى الحبِّ والسلام، وليس إلى الحرب!، الحربُ صنوٌّ للموت!.
وأن ينصرَ اللهُ شعبَنا الفلسطينى العربى الشقيق ويتمَّ تحريرُ كاملِ الأراضى المحتلة بفلسطين.
أتمنى فى هذه السنة الجديدة، أن تتغيرَ أقدارُنا إلى ما نحبّ ونتمنى، لنا ولأهلها وأحبّتنا وأصدقائنا، والإنسانية جمعاء.
اللّهم سنةً مليئة بسترِكَ وعفوكَ ورضاكَ.
اللّهم السلام والمحبّة على هذه الأرضِ جميعا.
لا قبح، لا ظلم؛ لا قتل، لا أمراض، لا فساد..
اللّهم املأْ حياتَنا صلاحا وإيمانا وسترا وعافية، اللهم جمالا وعدلا وخيرا.. اللّهم السلام والحبّ فى هذه الحياةِ كلِّها، ولشعوبِنا العربية الخير والأمان، ولأوطانِنا التقدم والازدهار.
أتمنى لكم جميعا، قراءً وأصدقاءً، سنةً خاليةً من الأوجاعِ والأحزان، مليئةً بالسعادة والحبّ، وأن يغطى حياتَكم السترُ وتغمركُم العافية.
كما أتمنى لأمتنا العربية تحقيقَ حلمِ الوحدةِ العربية، التى طالما كُنا ننشدها ولا نزال.. وسنظل نسعى إلى تحقيقِها.. مهما كانت التحديات التى تواجهنا، سنستمر!...
وامتثالًا لدعوةِ اللهِ سبحانه وتعالى، يجب أن نحسنَ الظنَ به.
فحُسن الظن من الإيمان القوى، وهو اصطلاحًا يعنى ترجيحَ جانِبِ الخيرِ على جانِبِ الشَّرِّ، كما أنَّ حُسنَ الظنِ بالله مقامٌ عَليٌّ ورفيع من مقاماتِ الدين، وأيضا حُسن الرجاء فيما عنده. يقول الله تعالى فى الحديثِ القدسى: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى، فَليظُن بِى مَا شَاءَ».
القادم أجمل على أوطانِنا وشعوبِنا وأمتِنا بإذن الله.
السلام لفلسطين.
- كلُّ سنة وأنتم بخير أصدقائى فى مِصر والجزائر وكلِّ ربوعِ الوطنِ العربى.
السلام والمحبّة للإنسانيةِ جميعًا.. والمجد لأمتِنا العربية