إنَّما الأُممُ الأخلاقُ

إنَّما الأُممُ.. الأخلاقُ!

إنَّما الأُممُ.. الأخلاقُ!

 العرب اليوم -

إنَّما الأُممُ الأخلاقُ

بقلم:حبيبة محمدي

((إنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ،

فإنْ هُمْ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا))!.

هذا البيت الشِّعرى الخالد للشاعر الكبير «أحمد شوقى»، رحمه الله، صار نبراسًا لأممٍ وشعوب.

كانت الأخلاق التى تحرصُ عليها الأسرة،هى الركيزة الأساسية لبنائها ولتربية الأفراد والنشء فيها، يقول «نبيُّنا»- صلى الله عليه وسلم- فى حديث شريف: «إنَّما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاقِ».

(هى الأخلاقُ الحَسنة والأفعال المُستحسَنة التى جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه؛ مِن المُروءةِ، والحياءِ والعِفَّةِ..).

وقال تعالى: {لقد كانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرجو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

صدق الله العظيم.

أما اليوم، فى زمن «السوشيال ميديا »، فقد تراجعَ كلُّ شىء.. صاروا يستبيحون كلَّ شىء: الناس والأعراض والحُرمات والبيوت.. وصار النّاسُ خلف الشاشات كواسرَ ووحوشا!.

لماذا صرنا بكلِّ هذه العدوانية وهذا الشرّ؟!.

القيّم الدينيّة والأخلاقية هى السدّ المنيع ضد أى انزياح أخلاقى، لكنْ يبدو أنَّ البعضَ تناساها أمام الغزو المبهر للتكنولوجيا والاختراعات الجديدة..

لقد ضلّ الإنسانُ هديه حين غفل الوازعَ الدينى الحقيقى وليس المتطرف..

صديقٌ حاسدٌ لصديقه وناقمٌ على نجاحه، لا يجرؤ على مواجهته، لكن يؤذيه متخفيًا باسمٍ مستعار.. فى مجال الإبداع الشِّعرى مثلا.. كثُرَ الشُّعراءُ وقلّ الشِّعرُ.. وفى مجال الإبداع عمومًا صار الكلُّ يكتب دون قواعد أو معايير.. و- حسبه - أنَّه يكتب على جداره وهو حرٌ!. وصار المعيار الأوحد للجودة هو عدد «اللايكات»!!.. كثُرَ المعجبون الافتراضيون، وصار هناك القُرّاء المزّيفون!.

لا معاييرَ حقيقية فى الإبداع، ولا فى الأدب والثقافة، ولا فى الحياة عمومًا!!.

انتقاداتٌ مُشاعة بلا رادع... أناسٌ نصّبوا أنفسهم أوصياء على العالم وعلى غيرهم من البشر، وتصفية حسابات مع الآخرين.. كلُّ شىء صار بعيدًا عن الأخلاق.. قريبًا من الدناءة الإنسانية!.

أُهمِلَ الإنسانُ... وضاعتْ الإنسانية!.

صحيح أنَّ للتكنولوجيا إيجابياتها وبعض مميّزاتها، منها تسهيل الحياة العملية عمومًا، وتقريب الجهات الأربع للعالم إلى بعضِها بعضٍ.. لكن فى المقابل نَزعت - أو تكاد - كلَّ ما فى الإنسان من روحانيات ومشاعر، فصار التواصل الاجتماعى عبارة عن رسائل قصيرة، والمشاعر نعبِّر عنها بكبسة «أزرار» وحسب اللون، أزرق أو أحمر!.

صرنا فى قرية صغيرة، أو قُلْ، صارت حياةُ النَّاس قبيلةً إلكترونية!.. فمَنْ يُعيد إلينا الوازعَ الدينىّ والإحساسَ الرُّوحى والتعاملَ الصادق؟ وكيف؟.. ثم، إلى أين نحن متوجّهون أكثر من هذا التباعد الاجتماعى والتفكك أو الانهيار الأخلاقى؟ وكيف السبيلُ إلى استردادِ براءةِ الإنسانِ فينا وطُهره الأوّل؟ إنَّ كلَّ شىء سلاحٌ ذو حدّين، إلا الأخلاق، هى سلاحُ الأمة الأوّل والأوحد فى إنقاذ الفرد والمجتمع من براثنِ القُبحِ بكلِّ تجلّياته فى الحياة.

وفى البدءِ، كانتْ الحياةُ تقومُ على قِيّمِ الحقِ والخيرِ والجمال!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنَّما الأُممُ الأخلاقُ إنَّما الأُممُ الأخلاقُ



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

منذر رياحنة يتحدث عن علاقته بمصر
 العرب اليوم - منذر رياحنة يتحدث عن علاقته بمصر

GMT 09:17 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قصة سوسن... ومآسي حرب السودان

GMT 09:10 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

الأردن و«الإخوان»... الضربة القاضية

GMT 01:58 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

مرض دماغي نادر يضرب ولاية أميركية

GMT 01:39 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في هجوم روسي على دنيبرو

GMT 09:39 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

سورية الموحّدة… تستطيع استعادة موقعها

GMT 19:03 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تحيّر جمهورها بصورة وتعليق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab