بقلم - حبيبة محمدي
أَذكرُ أنَّ لعبتى فى الطفولةِ كانتْ كِتابا، ولم تكنْ «دُمية» مِثلَ قريناتى من الصبايا!، وقد كان للأسرةِ دورٌ كبيرٌ فى حُبّى للكِتابِ والقراءة، حيث فتحتُ عينىّ فى بيتِنا العتيق، على مكتبةٍ كبيرة جدا وثرّية بالكُتبِ فى مختلفِ التخصصّات واللغات، المكتبة كانتْ جزءا أساسيا فى نشأتى وتربيتى؛ لذلك أَطلبُ من كلِّ الأولياءِ، أن تكونَ المكتبةُ ضرورةً فى البيتِ، وجزءا هاما فيه، وليستْ ديكورا خشبيا!
وحَسنًا فعلتْ «اليونيسكو» حين خصصّتْ يومًا عالميًا للكِتاب، وهو يوم ٢٣ أبريل، حتى نتذكرَ أهميةَ الكِتابِ وفضلَ القراءة؛ وأُذكِّر القُرَّاءَ الأعزّاء، بما كتبتُه سابقا عن هذا الحدث العالَمى، والتاريخ الهام:
(و يُعتبر هذا التاريخُ للاحتفاءِ بالكِتابِ، تاريخًا رمزيًا فى عالَم الأدب، لأنَّه يوافق ذكرى وفاةِ عددٍ من الأدباء العالَميين، مثل «شكسبير»، «غارسيلاسو دى لا فيغا»، و«ميغيل دى سيرفانتس».
١/ يُعدُّ «شكسبير» أشهر مؤلِف فى التاريخ، وهو شاعر وكاتب مسرحى بارز فى الأدب الإنجليزى خاصةً، والأدب العالمى عامةً، له كتاباتٌ كثيرة فى المسرح الكوميدى والتراجيدى، عبَّر من خلالها عن همومِ الإنسانِ وغاصَّ فى النفسِ البشرية، كلّ ذلك بلغةٍ شاعرية متميّزة، فهو صاحب الروائع: «هاملت»،«تاجر البندقية»، «روميو وجولييت»، وغيرها..
توفى فى ٢٣ أفريل ١٦١٦. ودُفنَ فى مسقطِ رأسه «ستراتفورد»، إنجلترا.
٢/ «غارسيلاسو دى لا فيغا»، هو المؤرخ المعروف باسم «إنكا»، وهو «بيروفى».
توفى أيضا فى ٢٣ إبريل ١٦١٦، بقرطبة، إسبانيا.
٣/ «ميغيل دى سيرفانتس»، شاعر وروائى وكاتب مسرحى إسبانى، وهو كاتب الرواية الشهيرة «دون كيشوت»، ويُعدُّ أحدَ أهمِّ أكثرِ الشخصيات الأدبية المعروفة فى القرنيْن ١٦ و١٧، وأكثرهم شهرةً. توفى فى ٢٢ أبريل ١٦١٦، بمدريد، إسبانيا).
إنَّ الكِتابَ هو الصديقُ الأوفى، هو خيرُ جليسٍ فى الأنامِ؛ وفضيلةُ القراءةِ هى من أنبلِ الفضائل، وأرقى الأفعالِ التى يقومُ بها إنسانٌ.
واليومُ العالَمى للكِتاب، حسب «اليونسكو»، هو احتفاليةٌ سنوية للأدباءِ وأصحابِ الفنونِ وعُشاق القراءةِ وأصدقاءِ الكتبِ فى جميعِ أنحاءِ الكرةِ الأرضية.
لكنَّ «شمسَ التبريزى»، سبقَ ذلك بسنواتٍ ضوئيةٍ، حين قال: (اقرأْ كلَّ يومٍ، لا تنمْ بالعقلِ نفسِه الذى استيقظتَ به)!.
وإذْ يُنسبُ القولُ: (وخَيْرُ جَليسٍ فى الزمانِ كِتابُ) لقائلِه؛ ستكون أجمل الهدايا بين النّاسِ هى الكُتب، وأجمل أثاثٍ فى البيتِ هو مكتبةٌ يتعلّمُ منها أفرادُ الأسرة، خاصة الأطفال، وستكونُ خير تنشئة لهم هى تعليمُهم قيمة الكِتابِ وأهمية القراءةِ ودورها فى التربيةِ والثقافة عموما فى المجتمع، ولهم بشكلٍ خاص.
حقًا، إنَّ الكِتابَ خيرُ جليسٍ فى كلِّ مكانٍ وزمانْ!!.