إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة»

إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة»

إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة»

 العرب اليوم -

إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة»

بقلم : عماد الدين حسين

هل هى صدفة أن يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الرئيس السورى بشار الأسد، مساء يوم الثلاثاء الماضى، ثم تتحرك هيئة تحرير الشام أو جبهة «النصرة» أو «القاعدة» لمحاربة الجيش والدولة السورية بعدها بساعات قليلة؟!
سؤال ينبغى أن يشغل بال المتابعين والمراقبين للصراع فى الشرق الأوسط، لكى يعرفوا من يعمل لصالح من على أرض الواقع، وليس طبقا للشعارات الحنجورية؟!
لست متعاطفا بالمرة مع النظام السورى لأننى أعتقد أن معظم سياساته وبطشه واستبداده كانت أحد الأسباب الرئيسية للوصول إلى هذا الانهيار للدولة السورية، التى كانت إحدى دول المواجهة الأساسية ضد إسرائيل، ثم تحولت الآن إلى ساحة تستبيحها إسرائيل طوال الوقت، وصارت أرضها محتلة فعليا من دول كبرى عالميا وإقليميا.
ويكفى أن نعرف أن قوات من أمريكا وروسيا وتركيا وإيران تتمركز فيها، إضافة إلى ميليشيات من كل حدب وصوب.
وإضافة إلى ذلك فإن القوى التكفيرية والإرهابية لعبت الدور الأكبر فى استمرار هذه المأساة لأسباب متعددة منها أنها ارتضت أن تكون بوقا أو أداة لقوى دولية وإقليمية ولإسرائيل أيضا.
سيقول البعض: وما دخل إسرائيل بالموضوع، ولماذا تعلقون كل شىء على شماعة إسرائيل؟!
مرة أخرى بدأت كلامى بإدانة النظام واستبداده منذ عقود، لكن إسرائيل استغلت هذا المناخ ونفخت هى والولايات المتحدة وقوى أخرى فى هذه النار حتى لا تتوقف، وكان مفاجئا لكثيرين أنه حينما تمكن الجيش السورى من دحر التكفيريين، فإن بعضهم لجأ إلى إسرائيل. وأتذكر أن صحيفة «الفيجارو الفرنسية» نشرت على ما أتذكر تحقيقا استقصائيا منذ سنوات بأن المعارضة المدنية السورية قدمت للقوات الأمريكية أماكن تمركز وتحركات التكفيريين الذين كانوا يعيثون فسادا، لكن أمريكا لم تفعل شيئا وتركتهم يتجهون إلى مدينة تدمر ويدمرون آثارها.
أتضامن تماما مع القوى المدنية السورية التى تريد أن تعيش فى بلد حر ويتسع لكل أبنائه على أساس المواطنة وليس الطائفة أو العرق أو الدين أو المذهب، وأرفض تماما الدور التخريبى لقوى التطرف والإرهاب التى ارتضت أن تكون مخلب قط لدول إقليمية أو دولية خصوصا أمريكا وإسرائيل.
نعلم أن إسرائيل تهاجم أهدافا فى سوريا بصورة دائمة منذ سنوات، وهذه الاعتداءات صارت شبه يومية منذ اشتد العدوان الإسرائيلى على لبنان ابتداء من الصيف الماضى.
لكن نتنياهو خرج يوم الثلاثاء الماضى وهو يقبل وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية ثم هاجم سوريا وتوعد بشار الأسد قائلا إنه يلعب بالنار. ونعلم أن إسرائيل تشن حملة شرسة على الأسد ونظامه بتهمة أنه يسمح بدخول الأسلحة الإيرانية عبر بلاده إلى حزب الله، وقامت فى الأسابيع الأخيرة بقصف منهجى لمعظم منافذ الحدود البرية بين سوريا ولبنان، ويقال إن إسرائيل حصلت على ضمانات من أمريكا وفرنسا بمراقبة الحدود السورية اللبنانية لضمان عدم وصول أسلحة جديدة لحزب الله، ويقال أيضا إن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة للأسد تنذره بالقتل وإسقاط نظامه إذا لم يوقف تدفق الأسلحة.
ما سبق هو الأجواء والتطورات الأخيرة والأهم والجديد هو أن المعارضة التكفيرية المدعومة أساسا من أمريكا وتركيا وتحتل مساحات فى أدلب السورية ظلت هادئة وصامتة منذ عام ٢٠٢٠ وفجأة، وجدنا الكتلة الأكبر من هذه المعارضة وهى «هيئة تحرير الشام» أو جبهة «النصرة» أو القاعدة تتحرك بعد ساعات فقط من تهديدات نتنياهو وتفاجئ الجيش السورى وتجتاح العديد من القرى الخاضعة لسيطرته وتحتل معظم مدينة حلب بل وتقطع الطريق الدولى بين ثانى أكبر مدن البلاد والعاصمة دمشق.
كان ملفتا للنظر عدم تحمس تركيا للهجوم، علما أنها الراعى الأساسى للجبهة ولسائر قوى المعارضة الإسلامية المسلحة المعادية للنظام.
الحسابات فى سوريا شديدة التعقيد. تركيا تستخدم ورقة هيئة تحرير الشام، أو الإخوان عمليا للحصول على صفقة مع النظام السورى يستوعب فيها قوى مدنية معارضة ويحارب الأكراد والمعارضة لا تريد هذه الصفقة لأنها ستنهى دورها. وفى نفس الوقت هناك قوات أمريكية فى سوريا تدعم الأكراد أو «قسد» لكن تركيا تريد مهاجمتها باعتبار أنها متضامنة مع حزب العمال الكردستانى، وإيران تدعم النظام السورى بالقوات والمستشارين والأسلحة، وروسيا لديها قوات نظامية لحماية النظام من التكفيريين لكنها فى نفس الوقت لا تريد التصادم مع أمريكا أو إسرائيل. تلك هى الصورة المأساوية لبلد عربى، كان فى يوم من الأيام أحد قلاع المواجهة مع إسرائيل، وصار الآن مرتعا لكل القوى الدولية والإقليمية الكارهة لسوريا وللعرب، والمستفيد الأكبر من كل ذلك هو إسرائيل.
أما الأكثر إثارة فهو ما قاله أمس هاكان فيدان وزير خارجية تركيا ومدير مخابراتها حتى شهور قليلة مضت بأن بلاده «غير منخرطة فى الصراعات الدائرة فى حلب، وشريان حياة الجماعات الإرهابية فى المنطقة فى أيدى الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن أن يستمروا حتى ثلاثة أيام دون دعمها».
وهذا الكلام يحتاج التأمل والمناقشة.

arabstoday

GMT 09:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

الثرثار الرائع

GMT 09:38 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لماذا يتفوق العلم؟

GMT 09:36 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

رمزان من القوى الناعمة فى مصر

GMT 09:35 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أغانى المهرجانات التى نتعالى عليها!!!

GMT 09:33 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 09:31 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أزمة السودان وخطاب الإقصاء

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة» إسرائيل والأسد وبينهما «النصرة»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:58 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
 العرب اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab