اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو

اغتيال السنوار.. وخيبة أمل نتنياهو

اغتيال السنوار.. وخيبة أمل نتنياهو

 العرب اليوم -

اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو

بقلم : عماد الدين حسين

لو صح الخبر القائل بأن الجيش الإسرائيلى اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفورى وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية.
لا ينكر أحد أن نجاح جيش الاحتلال فى اغتيال السنوار يوم الأربعاء الماضى فى عملية عرضية وغير مخططة نصر كبير لإسرائيل ضد واحد من أشد أعدائها خطرا عليها.
لكن ورغم ذلك فهناك العديد من القراءات والاحتمالات بشأن حقيقة ما حدث فى هذا الاغتيال الذى تم فى حى تل السلطان برفح الفلسطينية.
الصور التى نشرها جنود الجيش الإسرائيلى فى بداية الأمر تقول بوضوح إن السنوار قتل واقفا شامخا وهو يقاوم بكل بسالة حتى آخر نفس بل حاول مقاومة المسيرة بعصا، ولم يكن مختبئا فى نفق، ولم يكن حوله رهائن إسرائيليون يحتمى بهم كدروع بشرية كما زعمت إسرائيل دائما. وبالتالى فنشر هذه الصور يظهر السنوار بطلا يقاتل حتى اللحظة الأخيرة ويحرم نتنياهو من صورة النصر التى تمناها وانتظرها طويلاً.
فى الصور الأولى كان السنوار يقاوم وهو ينزف. ولم يكن قد استشهد، وفى الصور التالية فإن رأسه تم تفجيره بصورة مرعبة، فهل تم إعدامه بدم بارد أم أن قذيفة دبابات أو مدفع فى مسيرة هى التى قتلته بعد محاصرته؟
المؤكد أن نتنياهو كان يريد رأس السنوار بكل الطرق فهى أفضل صورة نصر له لكن الأكثر تأكيدا أنه لم يكن يريد السيناريو الذى حدث، وبالتالى يبدو منطقيا التحقيق مع الجنود الذين نشروا الصور لأنهم أفسدوا مسرحية كاملة.
ما اعترفت به الصحافة الإسرائيلية نقلاً عن كبار قادة الجيش أن العملية جاءت عشوائية وبالصدفة وليست نتيجة معلومات استخبارية مسبقة، وأن مجموعة من فرقة مشاة مهنية اشتبهوا فى ثلاثة مقاومين فلسطينيين فتبادلوا معهم إطلاق النار وقتلوهم، وحينما اقتربوا منهم خمنوا أن أحدهم هو السنوار فبثوا ونشروا الصور فى حين تأكدت السلطات الإسرائيلية من حقيقة السنوار بعد ساعات من العملية وبعد مضاهاة الـ dna.
هناك سيناريو آخر يقول إن قادة فى الجيش وليس مجرد جنود هم الذين كانوا وراء نشر صور السنوار للضغط على نتنياهو برسالة واضحة مفادها: «أن العدو رقم 1 الذى تستخدمه كحجة قد انتهى أمره، والآن عليك أن تحزم أمرك وتبدأ فى التهدئة ووقف إطلاق النار وعقد صفقة تعيد الرهائن من غزة حتى تتفرغ إسرائيل للحرب فى لبنان وربما فى سوريا وإيران».
ليس خافيا على أحد أن قادة الجيش الإسرائيلى وعلى رأسهم وزير الدفاع يواف جالانت اختلفوا مع نتنياهو علنا وطالبوه بالوصول لصفقة بشأن الأسرى منذ أسابيع طويلة مضت.
القراءة الأخرى أن المخابرات الأمريكية عرفت بالأمر عبر قادة الجيش الإسرائيلى وشجعتهم على النشر والإعلان الفورى حتى تقول لنتنياهو: «لقد حققت هدفك، وعليك الآن أن تتفاوض لوقف إطلاق النار». هذه الرسالة قالها بالفعل الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته المرشحة الرئاسية كامالا هاريس، لكن نتنياهو رد بقوله: «إن المهمة لم تكتمل بعد فى قطاع غزة».
القراءة الثالثة أن نتنياهو المغرم بالإخراج السينمائى والدعاية والترويج كان يسعى إلى إخراج مختلف تماما لاغتيال السنوار بحيث يتم ترويجه وتسويقه بصورة تحوله إلى أيقونة سينمائية إعلامية خالدة، وتضيف إلى القصة كل بهارات هوليوود وبوليوود وسائر الخدع السينمائية العالمية بحيث يتم إعادة تلميع صورة إسرائيل القوية الباطشة الرادعة بعد أن تمرمغت صورتها فى التراب فى «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر من العام الماضى.
كان نتنياهو يريد أن يتم إخراج الاغتيال باعتبار أن الجيش والاستخبارات الإسرائيلية تطارد وتحاصر السنوار، وأنها تمكنت منه، وأنه كان خانقا وجبانا ومرتعدا ومحاطا بالأسرى، ولا مانع من وضع بعض الأسرى حوله لإكمال المشهد.
لكن النشر الفورى للصور الحقيقية أفشل كل هذه المخططات.
ثم إن نتنياهو لم يكن يتمنى الإعلان عن مقتل السنوار فى هذا التوقيت، ولو كان الأمر بيده لفرح أولا بالاغتيال، ثم لطلب من مساعديه وضع الجثة فى الثلاجة لحين الإعلان عن الأمر فى توقيت يخدم أهدافه السياسية.
وربما تكون كل القراءات السابقة ناقصة أو غير متكملة، أو ربما هناك قراءة أخرى تمثل الحقيقة، لكن فى كل الأحوال فإن مشهد نهاية السنوار جعله بطلا فى عيون أنصاره وغالبية شعبه وكل المعارضين للعدوان الإسرائيلى، ولم يعط نتنياهو الصورة التى كان يتمناها.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab