صراع إيران وإسرائيل

صراع إيران وإسرائيل

صراع إيران وإسرائيل

 العرب اليوم -

صراع إيران وإسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذي يعنيه تكرار التصريحات الأمريكية بأنها لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي على إيران في وقت مبكر من صباح الجمعة «19 أبريل»، وأنها أيضاً لم تؤيده؟!

 

الإجابة المنطقية أن الولايات المتحدة تسعى بكل السبل إلى احتواء الصراع الإيراني الإسرائيلي وعدم تفجره، وحصر الأمور في قطاع غزة فقط، وربما جنوب لبنان.

من تابع رد الفعل الأمريكي غير الرسمي على ما قيل إنه هجوم إسرائيلي استهدف منشآت عسكرية إيرانية في مدينة أصفهان وسط البلاد، سوف يكتشف أن واشنطن سعت بكل الطرق لتوفير سلم ينزل عليه بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وأركان حكومته وقادة جيشه، بعد أن صعدوا على شجرة عالية في الأيام الأخيرة، في ما يتعلق بالمواجهة مع إيران.

من الملاحظات الجديدة بالتأمل أنه بعد مرور حوالي 24 ساعة من الهجوم الإسرائيلي، فإن تل أبيب لم تعلن عنه رسمياً بالمرة، كما لم تصدر عن واشنطن أي تصريحات رسمية، بل تم ذلك عبر العديد من تسريبات وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، خصوصاً صحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، وبعض الفضائيات مثل «سي إن إن».

وكان لافتاً للنظر قول الإعلام الأمريكي إن الهجوم الإسرائيلي استهدف نظام رادار للدفاع الجوي يحمي المنشآت النووية في نطنز في مدينة أصفهان، وأن الهجوم نجح بتدمير المنشأة، رغم أن تسريبات أخرى قالت إن الهجوم تم بأسلحة أقل، ودمر فقط أحد المطارات.

أمريكا سربت أنها منزعجة من حكومة نتانياهو لعدم استجابته للتحذيرات بعدم القيام بالهجوم، لكن في نفس الوقت، فإن واشنطن أكدت أن الهجوم كان محدوداً، وتم تصميمه بقذائف صاروخية صغيرة الحجم، بحيث لا يؤدي إلى رد فعل إيراني قوي.

التسريبات تقول إن تل أبيب أبلغت واشنطن بالعملية قبل القيام بها. وهو أمر طبيعي ومنطقي، ويصعب على إسرائيل تماماً أن تخاطر بعدم إخطار واشنطن.

المنطقي أن تل أبيب أبلغت واشنطن بالضربة وبتفاصيلها، ويبدو أيضاً أن الضربة تم تصميمها بحيث تكون شديدة «المحدودية»، وبالتالي، لا تقوم إيران بالرد.

ما يؤيد ذلك، أن طهران أنكرت وجود هجوم عسكري عليها من خارج أراضيها، بل إنها أكدت أن المسيرات التي تم إسقاطها انطلقت من داخل البلاد، وليس من خارجها.

يعزز ذلك أيضاً، قول العديد من المسؤولين الإيرانيين بأن الهجمات لم تسبب أي خسائر، بل إن وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبداللهيان، قال إن ما تم هو ألعاب صبيانية، واتهم وسائل إعلام عالمية داعمة لإسرائيل، بالمبالغة في تصوير الهجوم وكأنه كبير.

ما الذي يعنيه كل ما سبق؟!

في تقديري أن ما حدث تراجع عن التصعيد.

إسرائيلياً، كان لافتاً للنظر التغريدة التي كتبها وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، حينما وصف الهجوم الإسرائيلي بكلمة عبرية تعني «ضعيف أو سخيف أو مهزلة»، الأمر الذي دفع زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، لاتهامه بأنه لم يحدث في تاريخ إسرائيل، أن قام وزير بإحداث أضرار في الأمن القومي للبلاد، مثلما أحدثه بن غفير.

إيرانياً، فإن التأكيدات الرسمية على أن الهجوم من الداخل وليس الخارج، وأنه ضعيف، وأن المنشآت النووية آمنة، يعني أن إيران لن ترد مرة أخرى على إسرائيل، لأنها هددت كثيراً بأن أي رد إسرائيلي سيقابله رد إيراني ساحق.

أمريكياً، كان واضحاً أن الرسالة الأساسية هي هندسة الصراع وفرملته، بحيث لا يقود إلى صراع إقليمي كبير. خبراء ومعلقون قالوا بأن بايدن أبلغ نتانياهو بأن أي صراع إسرائيلي إيراني مفتوح، سيقود المنطقة إلى حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها، سيكون ضاراً جداً بالمصالح الأمريكية.

التقديرات الأمريكية أن أي توسيع للصراع، سيكون خطراً شديداً على فرص الرئيس جو بايدن في المعركة الانتخابية في الخريف المقبل، وهو أمر لا يمكن لبايدن أن يتسامح معه، في حين أن أحد أهداف نتانياهو الأساسية، هو استدراج إيران لصراع مفتوح، بحيث يستخدمه للقضاء على البرنامج النووي الإيراني من جهة، وأيضاً كستار لاستكمال تصفية القضية الفلسطينية.

السؤال: إلى متى سوف تتمكن الولايات المتحدة من «هندسة وفرملة» الصراع وحصره في غزة، وبعض الجيوب الأخرى في جنوب لبنان والبحر الأحمر؟!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع إيران وإسرائيل صراع إيران وإسرائيل



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
 العرب اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حظر الطيران الجوي في أصفهان وقم الإيرانيتين

GMT 02:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بغزة

GMT 02:54 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 7.3 يضرب المحيط الهادئ وتحذير من تسوماني

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دوي انفجار يهز صنعاء وسط أنباء عن استهداف وزارة الدفاع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab