بقلم عماد الدين حسين
حينما تتمكن الحكومة من توفير وجبة يومية لكل طلاب المدارس على مستوى الجمهورية، فهى تستحق الشكر لأن ذلك من صميم تحقيق الأمن القومى بمعناه الشامل.
المقدمة السابقة بمناسبة افتتاح المرحلة الثانية من المدينة الصناعية «سايلو فودز» الغذائية صباح الخميس الماضى فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.
«Silo» بالإنجليزية تعنى الصومعة وكنت أتمنى أن يتم إطلاق «صومعة الغذاء» على المشروع لأنها أكثر تعبيرا ودلالة.
تشرفت بالحضور وعرفت أن المشروع مقام على مساحة ١٧٠ فدانا وينتج ٧٥٠ ألف طن من المنتجات الغذائية المختلفة، وهو مشروع متكامل حيث يعتمد على المشروعات الزراعية المنفذة جنوب الوادى والنوبارية خاصة القمح والألبان.
والمعروف أن المرحلة الأولى من المشروع تم افتتاحها فى أغسطس ٢٠٢١ الماضى. المشروع ينتج العديد من السلع الأساسية ويوفرها بالأسواق. وفى المرحلة الأولى تم تشغيل المصانع بالطاقة القصوى، وتم إنتاج ٥٠٠ ألف طن من المنتجات الغذائية ذهب منها ١٣٥ ألف طن لوزارة التموين وبنك الطعام المصرى، و٣٥٠ طنا ذهبت للأسواق المحلية وكان ملفتا للنظر تصدير ١١ ألف طن من منتجات الشركة إلى ١٣ دولة عربية وإفريقية.
لكن الأهم أنه ومن خلال منتجات هذه «المجمع الغذائى» فقد تم توزيع وجبات على ١٣٫٥ مليون طالب بوزارة التعليم والاأزهر الشريف بإجمالى ٦٠٠ مليون وجبة على مدى العام الدراسى الماضى، وهو أعلى معدل توزيع وجبات مدرسية على مستوى العالم. وخلال الاحتفال رأينا أحد ممثلى موسوعة جينز للأرقام القياسية يقدم درع التميز للشركة.
عدد منتجات الشركة يبلغ ١٣٥ منتجا، وطبقا للواء تيمور موسى أبو المجد رئيس مجلس إدارة الشركة. فقد تم يوم الخميس الماضى افتتاح مصانع المرحلة الثانية، وأهمها مصنع لمنتجات الألبان بطاقة ٢٠٠ ألف طن سنويا ومصنع حلاوة طحينية بطاقة ١٦ ألف طن سنويا، ومصنع بسكويت بطاقة ٧٨٠٠ طن سنويا ومعمل مركزى لتحليل المنتجات بطاقة ٤٠ ألف عينة سنويا.
وعرفنا من اللواء وليد حسين أبو المجد مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أن الجهاز تمكن من توزيع ٥٠٠ مليون وجبة على طلاب المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسى الحالى، بالتعاون مع ١٢ شركة من شركات القطاع الخاص، والمعلومة المهمة أن الجهاز وشركة سايلو فودز يساهمان بـ ١٨٪ من إجمالى الوجبات المدرسية وبقية النسبة تكون بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث إن الوجبة تمثل ٣٠٪ من الاحتياجات الغذائية اليومية للطالب.
من الأخبار المهمة أيضا وعلى عهدة اللواء أبو المجد فإنه وبجوار مدينة سايلو فودز شرقا يجرى العمل فى مشروع إحياء شركتى قها وإدفينا منذ أغسطس الماضى ونسبة التنفيذ بلغت ٤٠٪ والمفترض أن تنتهى فى أغسطس ٢٠٢٤ والمشروع يتكون من سبعة مصانع للفواكه المجمدة والخضراوات والبقوليات والوجبات الجاهزة والعصائر والصلصة والمربى والمجهزات. فى حين أن مجمع «سايلو فودز» لديه ١٢٠ فدانا للتوسعات المستقبلية ومخازن مركزية تسع ٥٥ ألف طن.
الدكتور على المصيلحى طمأن المصريين على الموقف الاستراتيجى للسلع الأساسية وأن كل السلع متاحة والحد الأدنى لكل سلعة ثلاثة شهور ونصف، والمتوسط هو ستة شهور، والاحتياطى الاستراتيجى لبعض السلع يصل حتى نهاية العام مثل السكر، وعرفنا أنه سيتم مضاعفة زراعة فول الصويا حتى ليصل لنصف مليون فدان حتى نقلل نسبة الاستيراد التى تصل إلى ٩٧٪ من الزيوت.
النقطة المهمة التى أوضحها الرئيس السيسى هى أن زيادة نسبة الاحتياطى تعنى أننا نحجز أموالا كثيرة من أجل تأمين هذه السلع سواء بالانتاج المحلى أو الاستيراد. وكشف الرئيس أنه سيتم افتتاح مصنع للأسمدة الأزوتية فى الشهر المقبل. والرقم المهم الذى كشفه الرئيس هو أننا نحتاج إلى ١٠٠ مليار دولار لكى نسد الفجوة الاستيرادية خلال خمس إلى ست سنوات تقريبا، على اعتبار أن الفجوة السنوية تبلغ حوالى ٢٠ مليار دولار. فى يوم الخميس الماضى سمعنا أرقاما كثيرة وآمالا عظيمة ونتمنى أن يتم التوسع فى كل ذلك على أرض الواقع، وأن يتكاتف الجميع من أجل دعم الزراعة والصناعة بكل الطرق خصوصا فيما يتعلق بتوفير الوجبات للتلاميذ، فمن دون هذه الوجبات وفى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، فقد ينشأ جيل هزيل متقزم وصحته معتلة ومناعته ضعيفة، وهو أخطر ما يكون على القوة الشاملة للمجتمع.