مخاوف أوروبية من حرب عالمية

مخاوف أوروبية من حرب عالمية

مخاوف أوروبية من حرب عالمية

 العرب اليوم -

مخاوف أوروبية من حرب عالمية

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك نذر ومؤشرات لحرب عالمية ثالثة قريباً؟

 

للأسف، فإن الإجابة هي نعم. لم يعد ذلك الأمر مستبعداً، بل إن البعض يعتقد أن هذه الحرب العالمية قد بدأت فعلياً، لكن بصورة هادئة جداً، حينما دخلت القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير عام 2022.

لكن ما الذي جعل هذا السؤال يعود للأضواء مرة أخرى؟

هناك أكثر من مؤشر. الأول والأحدث هو حديث رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يوم السبت الماضي لشبكة «لينا» الإعلامية بأن القارة الأوروبية دخلت حقبة ما قبل الحرب لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا.

توسك قال: «لم تعد الحرب مفهوماً من الماضي، إنها حقيقة، وقد بدأت منذ أكثر من عامين، والأكثر إثارة للقلق حالياً هو أن أي سيناريو ممكن الحدوث، فلم نشهد وضعاً كهذا منذ عام 1945.

أعلم أن الأمر يبدو مدمراً خاصة بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا أن نعتاد على حقيقة أن حقبة جديدة قد بدأت.. حقبة ما قبل الحرب. أنا لا أبالغ، فالأمر يصبح أكثر وضوحاً كل يوم».

كلام رئيس الوزراء البولندي مهم لأن موقع بلاده الجغرافي شديد الأهمية، وهي ملاصقة لأوكرانيا، بل هي الرئة التي تتنفس منها أوكرانيا برياً بسبب السيطرة الروسية على معظم موانئ البحر الأسود.

وبولندا هي الدولة الأولى التي تمردت على إمبراطورية الاتحاد السوفييتي العظمى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، عبر الاحتجاجات الشهيرة في ميناء غدانسك بزعامة ليخ فاونسا عام 1980 والتي قادت لاحقاً إلى استقلال بولندا عام 1989.

المؤشر الثاني هو أن روسيا تسجل انتصارات ميدانية متتالية في أوكرانيا خصوصاً بعد فشل الأخيرة في الهجوم المضاد طوال الأشهر الماضية.

وكان لافتاً لنظر الكثير من الخبراء أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أعلن يوم السبت «30 مارس» أن بلاده مستعدة للتفاوض مع روسيا على حدود ما قبل الهجوم الروسي عام 2022، وهو ما يعني أنه مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وبعض المناطق الموجودة بها أغلبية من السكان ذوي الأصول الروسية، لكن مقابل انسحاب روسيا من كل المناطق التي استولت عليها بعد بداية الحرب.

والمعروف أن القوات الروسية تسيطر على معظم أقاليم الدونباس ودونتسيك، وزابورجيا وخيرسون. لكن الرد الروسي جاء سريعاً على تصريحات زيلنسكي بأن الحقائق تغيرت على الأرض. والمعروف أيضاً أن أوكرانيا تشكو من نقص فادح في الأسلحة والذخائر التي يتوجه معظمها الآن إلى إسرائيل.

المؤشر الثالث هو ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً بأن بلاده تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا وتشعر بالقلق الشديد من ضعف القوات الأوكرانية.

وفي 12 يونيو 2023 قال ماكرون: إنه لا يمكن استبعاد أي شيء في سياق مساعدة أوكرانيا.

وفى 21 فبراير الماضي قال ماكرون على أي حال سأضطر إلى إرسال أشخاص إلى أوديسا. خطورة هذه التصريحات أنها تأتي تحديداً من ماكرون الذي قال في بداية الصراع:

«إنه لا ينبغي إذلال روسيا»، وكان دائم الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبسبب فشله في لعب دور الوسيط فقد قرر أن يعود إلى المربع الذي تقف فيه غالبية قادة الدول الأوروبية الذين يعتقدون أن نجاح روسيا في السيطرة على أوكرانيا سيجعل بلدانهم في مرمى الخطر الروسي.

ماكرون حاول التخفيف والتراجع عن تصريحاته خلال حوار مع صحيفة «نوفينكي» التشيكية في 5 مارس الماضي بقوله: «فرنسا لا تفكر بنشاط في إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا».

ورغم ذلك فإن القلق الأوروبي لا يزال يتزايد كل يوم، ليس فقط بسبب الخطر الروسي ولكن بسبب الخوف أيضاً من عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر المقبل وضغطه على أوروبا من أجل زيادة ميزانياتها العسكرية والانخراط أكثر في الحرب في أوكرانيا.

المؤشر الرابع هو أن بوتين وقع نهاية مارس الماضي على وثيقة الاستدعاء 150 ألف جندي لأداء الخدمة الإلزامية العسكرية في فصل الربيع.

وكان قد وقّع أمراً في سبتمبر الماضي باستدعاء 130 ألفاً للخدمة العسكرية. وفي الربيع الماضي تم استدعاء 147 ألفاً. وحسب مسؤول روسي عسكري كبير فإن جميع الشباب الروسيين الذين تخطوا سن الـ18 عاماً سوف يخدمون لمدة عام في الجيش الروسي.

هذا القلق البولندي والأوروبي يمثل جانباً مهماً من مخاوف اندلاع حرب عالمية جديدة، لكن هناك عوامل قلق أخرى مهمة وخصوصاً الصراع الصيني الأمريكي، وأخيراً الحريق الكبير المندلع في منطقة الشرق الأوسط بسبب الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى هذه اللحظة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف أوروبية من حرب عالمية مخاوف أوروبية من حرب عالمية



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab