النظام العالمي الكروي الجديد

النظام العالمي الكروي الجديد

النظام العالمي الكروي الجديد

 العرب اليوم -

النظام العالمي الكروي الجديد

عماد الدين حسين
بقلم عماد الدين حسين

هل هناك نظام عالمى كروى جديد يتشكل الآن، أم أن النظام القديم ما يزال فاعلا ومؤثرا؟!
من الواضح أن السؤال فى عالم الكرة لم يعد يختلف كثيرا عن السؤال فى عالم السياسة، خصوصا أن السؤال الأخير مطروح منذ سنوات قليلة، وتجدد أكثر بعد الصراع الصينى الأمريكى اقتصاديا، والصراع الروسى الغربى فى أوكرانيا عسكريا.
وإذا كانت الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى هى القوى الأساسية الكبرى فى النظام العالمى سياسيا واقتصاديا، فإن القوى الكبرى فى النظام العالمى الكروى التقليدى هى ألمانيا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وبلجيكا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا والبرتغال.
فى مونديال كأس العالم المقام حاليا فى قطر ويختتم يوم الأحد المقبل، شهد هذا النظام الكروى العالمى مفاجآت ضخمة. سقطت قوى كبرى مؤثرة، وصعدت قوى جديدة لم يكن أحد يتوقعها بالمرة.
أحد أهم الملامح الأساسية للانقلابات الحادة فى عالم الكرة أن إيطاليا التى حصلت على كأس العالم لأربع مرات، وآخر بطل لقارة أوروبا، حينما فازت على إنجلترا فى عقر دارها، فشلت فى التأهل للمونديال من الأساس، وكنا نظن أن ذلك هو قمة المفاجآت.
وقبل بداية المونديال فى قطر يوم ٢٠ نوفمبر الماضى، كانت ترشيحات غالبية الخبراء والمعلقين تؤكد أن اللقب لن يخرج عن ألمانيا وإسبانيا والبرازيل وفرنسا وإنجلترا، وبلجيكا والبرتغال. ثم وقعت المفاجآت الكبرى وهى أن دولا عملاقة خرجت من دورى المجموعات.
لو أنك قلت لأى خبير أو ناقد أو محلل كروى إن ألمانيا ستخرج من الدور الأول على يد اليابان، وأن الأخيرة ستهزم إسبانيا أيضا، ويصعد الفريقان معا لدور الـ ١٦، وأن المغرب سيقصى بلجيكا من الدور الأول أيضا فلن يصدقك.
ولو قلت لهم إن تونس ستهزم فرنسا، والكاميرون ستهزم البرازيل، فسوف يعتقد هؤلاء أنك تحلم أو تتمنى أو تخرف. لكن كل ذلك حدث فى الدور الأول.
البعض اعتبر ذلك مجرد تعثر طارئ، لا يعبر عن الواقع. لكن على الأرض فإن المغرب تغلبت على إسبانيا وأخرجتها من المونديال، ثم التقت مع البرتغال وأقصتها أيضا، وكادت اليابان تقصى كرواتيا، لولا أنها تعثرت فى ضربات الجزاء الترجيحية. ثم كانت المفاجأة أن كرواتيا أخرجت البرازيل المرشحة الأولى، وصعدت بدلا منها لتقابل الأرجنتين التى هزمت هولندا بضربات الجزاء أيضا. فى حين فازت فرنسا على إنجلترا لتقابل المغرب.
لم يكن أحد على الإطلاق يتوقع أن المغرب سيصعد إلى المربع الذهبى كأول فريق أفريقى وعربى يصعد إلى هذا الدور وبمدرب وطنى هو وليد الركراكى.
ملامح النظام العالمى الكروى الجديد تقول إن القوى التقليدية مثل إيطاليا وبلجيكا وألمانيا والبرازيل وإسبانيا وهولندا، لم تعد هى المرشحة الدائمة للحصول على الألقاب العالمية خصوصا كأس العالم أو حتى الصعود إلى الأدوار النهائية. وحينما تخرج ألمانيا وبلجيكا من الدور الأول، فالمؤكد أن الماضى لم يعد كما كان. وحينما تخرج إسبانيا من دور الـ ١٦ والبرازيل من دور الـ ٨ ومعها البرتغال، فالمؤكد أن هناك حقائق جديدة على الأرض.
صحيح أن بعض القوى التقليدية ما تزال فاعلة وربما يفوز إحداها بكأس العالم خصوصا الأرجنتين أو فرنسا، لكن المؤكد أكثر أن لدينا قوى بازغة مثل كرواتيا والمغرب، وربما السنغال والكاميرون إضافة إلى اليابان.
ملامح النظام العالمى الجديد تقول إن المستويات بدأت تتقارب، ولم يعد غريبا أن تفوز السعودية على الأرجنتين واليابان على ألمانيا والمغرب على إسبانيا وبلجيكا والبرتغال، وتونس على فرنسا.
إذا صح ما سبق يبقى التساؤل، هل ما حدث من مفاجآت سوف يستمر، أم يعود التقليديون ليحتكروا السيادة الكروية، أما السؤال العابر الذى لا ينبغى أن ننساه هنا فى مصر فهو: ألم يحن الوقت لإصلاح شامل فى المنظومة الرياضية المصرية، وكيف نقبل أن يستمر «الحال المايل» فى حين أن جميع من حولنا يتقدمون بسرعة البرق؟!

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام العالمي الكروي الجديد النظام العالمي الكروي الجديد



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab