هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري

هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري

هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري

 العرب اليوم -

هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري

عماد الدين حسين
بقلم عماد الدين حسين

مرة ثانية مع كتاب «الفيلق المصرى» للدكتور محمد أبو الغار والذى سيصدر عن دار الشروق خلال أيام قليلة، ويكشف للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن كيف جند الاحتلال الإنجليزى حوالى نصف مليون فلاح وعامل مصرى لخدمة المجهود الحربى البريطانى خلال الحرب العالمية الأولى من ١٩١٤ إلى ١٩١٨.
طبقا للكتابات القليلة التى تحدثت عن الموضوع فإن الأرشيف البريطانى يرصد ٣٥ حادث عنف أدى إلى وفاة ٢٣ شخصا والقبض على ٨٥ شخصا فى عام ١٩١٨ حاولوا الهرب، لكن هذا الأرشيف لا يوضح المعاملة القاسية وغير الإنسانية لهم.
أفراد هذا الفيلق هم من نقلوا المعدات بالجمال عبر الصحراء والطرق وواجهوا رياح الخماسين والصقيع فى سوريا الكبرى وتركيا والسير لمسافات طويلة فى الطين والبرد، وبعضهم قتل فى قصف القوات الألمانية أو فى إقامة خط السكة الحديد من القنطرة عند قناة السويس إلى مدينة خان يونس فى غزة.
وهذا الفيلق هو الذى شيد خط السكة الحديد من القنطرة عند قناة السويس إلى خان يونس فى غزة ليتصل بالخط العثمانى القديم الذى يصل إلى القدس، وبالتالى تم اختزال الوقت إلى ٣٦ ساعة فقط من القاهرة للقدس بدلا من ثلاثة أسابيع بالجمال، كما مدوا ١٥٧ كيلومترا من أنابيب المياه، وقاموا بتفريغ وشحن السفن ونقل المعدات بالجمال.
بعض العمال المصريين تم نقلهم إلى تركيا وكذلك البصرة فى العراق. وكذلك نقل حوالى عشرة آلاف منهم إلى أوروبا بالسفن وذهبوا إلى مارسيليا وليون وباريس، دنكرك، ومنها إلى بلجيكا وإيطاليا وفى معركة دنكرك الشهيرة مات بعض المصريين فى قصف القوات الألمانية للميناء.
ولا توجد إحصاءات دقيقة بعدد الوفيات، لكن التقديرات المبدئية تشير إلى عشرة آلاف مصرى.
أحد الضباط الإنجليز وبخ المصريين وقال لهم أنتم تعيشون وتأكلون أفضل من أهلكم فى مصر فغضب شاب مصرى وقتله، وبعدها تم قتل كل المصريين الموجودين فى المكان، باستثناء شخص واحد رمى نفسه على الأرض متظاهرا بأنه مات وبعدها هرب وعاد إلى مصر ليكشف تفاصيل القصة.
هذا الرجل الذى نجا من الإعدام عاد لمصر وعمل فى ترميم قباب المساجد، وذات يوم طلبت حكومة فلسطين عمالا لترميم المسجد الأقصى. فذهب مع الفنيين والمهندسين، وخلال حرب ١٩٦٧ تم أسر هذا الجندى، وعاد لمصر عام ١٩٦٧. وبعد رجوعه التقى مع أحد الصحفيين بمجلة روزاليوسف، وحكى له قصته الكاملة، فنشرها فى موضوع كبير، وذهب الدكتور أبوالغار لمقر المجلة واطلع على الموضوع الذى وثق بعض أحداث الفيلق المصرى.
طبعا قد يسأل البعض ولماذا كان هناك تعتيم كبير على المآسى والصعوبات التى تعرض لها المصريون الذين التحقوا جبرا أو طوعا بالفيلق المصرى؟!
الإجابة الأساسية كما يعتقد د. أبوالغار هى وجود الرقابة البريطانية الصعبة على الصحافة فى مصر، خصوصا فى زمن الحرب، وكان ممنوعا على الصحفيين المصريين التعرض للقضية، ولم يسمح إلا لصحيفة «المقطم» الموالية للاحتلال بالكتابة عن الموضوع، ولكن من زاوية ترويجية لإقناع المصريين بالانضمام للجيش البريطانى مقابل الحصول على الأموال.
فى تقدير أبوالغار أيضا فإن غالبية من التحقوا بالفيلق المصرى كانوا من الأميين، لم يدونوا ما تعرضوا له أو شاهدوه وبالتالى فإن كل ما قالوه كان مادة شفهية.
ثم إنه بعد الحرب بعام واحد قامت ثورة ١٩١٩ فاهتم بها الجميع ونسوا إلى حد كبير الفيلق المصرى وما تعرض له من مآسٍ وويلات.
والكتاب يكشف عن زاوية مهمة جدا وهى موقف كبار الملاك من الفيلق المصرى. فالفلاحون المصريون ثأروا ضد ما يتعرضون له من ظلم وعسف وظروف صعبة زاد عليها الإجبار البريطانى لهم بالتجنيد القسرى فى الفيلق المصرى. كبار الملاك حاولوا تأييد ثورة الفلاحين وتمردهم على جيش الاحتلال البريطانى وأدواته المحلية طمعا فى الحصول على جزء من السلطة.
هذه الثورة لم تكن ترفع شعارات الاستقلال، بل مجرد تحسين الأحوال المعيشية، لكنها لاحقا تحولت إلى واحدة من القوى الداعمة لثورة ١٩١٩ وزعيمها سعد زغلول.
فى الجزء الثالث والأخير سوف نتحدث إن شاء الله عن النصب التذكارى لضحايا الفيلق المصرى وكيف اكتشفه د. أبوالغار بالصدفة، ولم يكن يعرف مكانه أحد.

arabstoday

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

GMT 19:32 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

عن دور قيادي أميركي مفقود...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري هكذا تعامل الاحتلال مع الفيلق المصري



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 العرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 05:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
 العرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
 العرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 22:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى شعبان يعيد تعاونه مع نجوم المعلم في رمضان 2025
 العرب اليوم - مصطفى شعبان يعيد تعاونه مع نجوم المعلم في رمضان 2025

GMT 11:14 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميقاتي يؤكد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه
 العرب اليوم - ميقاتي يؤكد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه

GMT 03:56 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كلا... إيران لم تبع حسن نصر الله

GMT 03:38 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان.. هل تعود الدولة؟

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 09:50 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطار بغداد تعرض للقصف بصاروخين كاتيوشا

GMT 04:51 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هجوم صاروخي يستهدف قوات أميركية قرب مطار بغداد

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يقرر حرمان إيتو من حضور المباريات لمدة 6 أشهر

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أفلام حزينة سابقة وحالية أيضًا

GMT 09:48 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إضراب عمال الموانئ يشل الاقتصاد الأمريكى لأول مرة منذ عام 1977

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 03:54 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

المقاربة السعودية ومنطق الدولة!

GMT 09:28 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تستهدف مطار بيروت بغارات عنيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab