متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل؟

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل؟

 العرب اليوم -

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك بوادر لموقف أمريكي مختلف مع إسرائيل بشأن عدوانها المستمر على قطاع غزة عقب عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي؟.

من المعروف للجميع أن الإدارة الأمريكية قررت منذ اللحظة الأولى دعم وجهة النظر الإسرائيلية بلا تردد، واعتبرت العدوان عملية دفاع شرعي عن النفس، وأرسلت حاملتي الطائرات «أيزنهاور» و«فورد» ثم سفناً نووية، وجنوداً وفتحت مخازن أسلحتها وخزائن أموالها أمام الإسرائيليين، وجاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه في الأسبوع الأول للحرب وكبار المسؤولين، خصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل؛ ليقولوا لها رسالة واضحة: «نحن معكم دائماً».

واستخدمت واشنطن الفيتو مرتين ضد مشروعي قرار روسي وبرازيلي لوقف النار، وظل الموقف الأمريكي داعماً لإسرائيل حتى بعد حوالي أكثر من سبعة أسابيع من العدوان الذي أدى لسقوط أكثر من 14000 ألف شهيد ثلثهما من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 30 ألف شخص، ودمار أكثر من 4500 وحدة سكنية، مما أنتج أكثر من مليون فلسطيني نازح معظمهم كانوا يعيشون في شمال القطاع.

هذا العدد الكبير من الضحايا وحجم الدمار الرهيب غير المسبوق والصور شديدة القسوة التي تنقلها العديد من الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، والاحتجاجات واسعة النطاق في العديد من المدن الأوروبية والأمريكية، بدأ يؤثر إلى حد ما في جدار التأييد الأمريكي الصلد لإسرائيل.

مؤشرات ودلائل ومظاهر ذلك يمكن رؤيتها بوضوح، خصوصاً في ظل تزايد مستوى الاحتجاجات، ليس فقط في المظاهرات الجماهيرية، ولكن في المعارضة داخل العديد من المؤسسات الحكومية والكونغرس.

من بين هذه المؤشرات ما كشفته وكالة بلومبيرج بأن البيت الأبيض يشعر بالإحباط المتزايد إزاء السلوك الإسرائيلي في الحرب، والتجاهل وعدم الاستجابة للدعوات الأمريكية. ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة وحسب بلومبيرج واصلت الوفاء بكل طلبات الأسلحة لإسرائيل.

مؤشر آخر وهو أن حوالي ألف مسؤول وموظف يمثلون 40 وكالة حكومية أمريكية وقعوا على رسائل تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وهؤلاء شجبوا الانتهاكات العديدة للقانون الدولي وتزايد عدد القتلى المدنيين في غزة، وقالوا إنه لا يمكن تجنب المزيد من الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية، إلا إذا دعت الإدارة الأمريكية إسرائيل إلى وقف الحرب وتوفير المساعدات الأساسية للفلسطينيين وضرورة إلزام إسرائيل والفلسطينيين بالقانون الدولي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

مثال آخر وعلى ذمة موقع «اكسيوس» الأمريكي فإن هناك مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الأمريكية اتهمت الرئيس جو بايدن بنقل معلومات مضللة بشأن الحرب في غزة، خصوصاً تجاهل أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب هناك، كما تقول المذكرة التي وقعها 100 موظف في وزارة الخارجية وبعض الوكالات الحكومية، ودعت المذكرة إلى إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

عدد كبير ممن وقع على المذكرة تأثروا بلغة نشطاء التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، وهم يخشون أن تؤثر سياسة الإدارة الأمريكية على فرص الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية بعد عام من الآن، واتهمت المذكرة الإدارة الأمريكية بأنها تفتقر إلى البصيرة الاستراتيجية.

السؤال بعد كل هذه المؤشرات: هل تغير الإدارة الأمريكية من سياستها تجاه الصراع الدائر حالياً؟.

يبدو ذلك صعباً إلى حد كبير، لكن هناك تقديرات بين عدد كبير من المراقبين بأن هناك تغيرات مبدئية في لغة الخطاب الرسمي الأمريكي الآن مقارنة بالشهر الأول من الحرب، والمتوقع أن تزيد الضغوط الشعبية والدولية على الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، والأهم بدء البحث عن حل جذري للصراع، خصوصاً أن هناك أصواتاً أمريكية، بل وإسرائيلية تقول إنه بعد 75 عاماً من بداية الصراع، فقد ثبت أنه يستحيل سجن شعب كامل تحت الاحتلال أو حصاره خلف الأسوار.

صحيح أن هذه الأصوات قليلة جداً، لكنها بدأت ترتفع، ولا نعرف متى يمكن أن تكون مؤثرة في صناعة القرار، سواء في واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم الغربية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab