أسئلة مهمة عن حرب غزة

أسئلة مهمة عن حرب غزة

أسئلة مهمة عن حرب غزة

 العرب اليوم -

أسئلة مهمة عن حرب غزة

بقلم - عماد الدين حسين

هل حينما ينجح جيش الاحتلال والعدوان الإسرائيلي في تدمير قطاع غزة وتحويله إلى مكان غير قابل للحياة، لكنه في نفس الوقت لا يتمكن من القضاء على حركة حماس أو بعض قادتها، هل في هذه الحالة تكون حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد نجحت أم فشلت؟.

 

ليس عندي إجابة قاطعة لهذا السؤال، لكن أطرحه للنقاش العام على المستوى الفلسطيني والعربي، حتى نصل إلى إجابة موضوعية له، بدلاً من الغرق في حالة من اليأس والإحباط أو حالة من أوهام النصر المزيف.

السؤال الثاني المهم والمرتبط بهذا السؤال: هل بنيامين نتانياهو وحكومته ومجلس حربه، حينما وضع أهدافاً كثيرة عليا للعدوان، هل كان واهماً وحالماً، أم أنه كان يقصد تحقيق أهداف قومية أخرى كثيرة من وراء رفع مستوى التوقعات والأهداف؟!.

للأسف بعض العرب ما يزال يكرر ويعتقد أو يتوهم أن نتانياهو مستمر في العدوان فقط حتى يهرب من الاستقالة أو السجن، ويضيفون إنه يراهن على تمديد الحرب حتى يظل في منصبه.

سوف نفترض أن ذلك صحيح، والسؤال ما شأننا كعرب إذا استقال نتانياهو أو حتى دخل السجن وحصل على أقصى عقوبة ممكنة؟!.

المفروض أن ما يشغلنا كعرب هو مصير غزة وأهلها وليس مصير نتانياهو.

سؤالي بمزيد من التفاصيل والتوضيح هو: هل حينما يواصل نتانياهو وجيشه ومتطرفوه تدمير غزة ودفع الفلسطينيين دفعاً تجاه الخروج القسري أو الطوعي من القطاع، لكنه في نفس الوقت لم يتمكن من تحرير الأسرى الإسرائيليين أو إسقاط حكومة وحكم حماس من القطاع، يكون قد نجح أم فشل؟!.

ويتفرع من هذا السؤال سؤال آخر ينبغي أن نفكر فيه بجدية كعرب وهو: هل ما يشغلنا أكثر أن يظل قطاع غزة عامراً ببيوته ومنشآته بأهله وشبابه وأطفاله ومبانيه ومنشآته وطرقه أم أن يستمر حكم حماس أو حتى يهتز؟!.

لكن الغرض من سؤالي هو أن نتانياهو يكون قد نجح بمهارة إذا تمكن من إكمال تدمير قطاع غزة، وإحالته إلى مكان غير قابل للحياة، حتى لو استمر حكم حماس شكلاً ومعها كل الفصائل الأخرى، وحتى إذا لم يتمكن نتانياهو من تحرير الأسرى الموجودين في غزة.

سيسأل البعض ويقول: ولماذا هو سيكون ناجحاً رغم أنه لن يحرر الأسرى ولن يقضي على حركة حماس أو كبار قادتها؟!.

الإجابة ببساطة لأن الإسرائيليين سينسون بعد فترة قليلة مقتل بقية الأسرى، لكن الذي سيتحقق على الأرض هو تدمير غزة دماراً لن يجعلها صالحة للحياة، بل لن تجد حركة حماس ما تحكمه إذا نجحت إسرائيل لا قدر الله في مخططها.

ومن يتابع الجدل في الداخل الإسرائيلي سيدرك أن نتانياهو ومتطرفيه لا ينشغلون كثيراً بالأسرى إلا من زاوية العلاقات العامة ومحاولة تخدير أهالي الأسرى بالكلمات والعبارات الرنانة، لكنها لا تعني شيئاً، وقد صار واضحاً أيضاً أن هذه الحكومة والجيش الإسرائيلي يطبقون فعلياً على أرض الواقع «مبدأ هانيبال» الذي يقضي بأنه لا ينبغي أن تتأثر عمليات الجيش بالأسرى الإسرائيليين لدى الطرف الآخر.

ظني أيضاً أنه لا ينبغي على الفلسطينيين والعرب التمترس خلف عبارات ومصطلحات ثبت يقيناً أنها خادعة مثل القول إن العدو حتى لو احتل الأرض فقد فشل لأنه لم يقضِ على الزعيم أو الإرادة الشعبية. الحكم الحقيقي على أي معركة هو نتائجها الفعلية على أرض الواقع وليس العبارات الإنشائية حتى لو كانت الأخيرة مهمة لرفع الروح المعنوية.

أقول كل ما سبق وقد كتبت كثيراً إن الفلسطينيين سينتصرون في المعركة النهائية لأنهم أصحاب حق، طالما التزموا بالشروط الموضوعية للانتصار وأولها التوحد والاتفاق على رؤية واضحة وعملية قابلة للتطبيق. لكن لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال الغرق في الأوهام والتركيز على الفرعيات بدلاً من القراءة الهادئة والمتزنة والموضوعية للمعركة والعدو ومن يسانده ويدعمه، ومن موازين القوى المختلفة لهذه المعركة.

مرة أخرى نعم لكل ما يرفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، لكن حذار من الغرق في الأوهام.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة مهمة عن حرب غزة أسئلة مهمة عن حرب غزة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab